جزيرة المعمّرين اليونانية.. تعرف على سر الحياة الطويلة في “أكاريا”
أميرة جادو
تبلغ مساحة الجزيرة 255 كم2 من الرمال الفضية، يطلق عليها اسم جزيرة المعمرين، حيث يقال أن الحياة فيها تبدأ بعد سن الـستين، ومعظم السكان يعيشوا فيها فوق المائة عام، ويعتقد أنه السر يكمن في طبيعة المكان، على مر السنوات حاول الكثير من زوار الجزيرة اكتشاف سر الصحة الجيدة وطول العمر لسكانها، وتم ربطها بمجموعة من العوامل بما في ذلك النظام الغذائي المحلي، والتزام المحليين بقيلولة بعد الظهر
ويلعب كبار السن في الجزيرة دورًا في تنشئة الأجيال وتنميتها، ويتلقى جميع أفراد الجزيرة نصائحهم ومشوراتهم ويحظوا باحترام كبير بين باقي الفئات العمرية الأخرى.
كما خلقت الحياة البسيطة والمريحة في جزيرة إكاريا وجهة سياحية جاذبة للسياح، لكن الناس التي تعيش فيها ليسوا حريصين أبدا على الخروج من منطقتهم.
دراسة تكشف سر الجزيرة
وفي دراسة أجرتها الدكتورة كرستينا كروسوتشو، وهي اختصاصية بأمراض القلب في كلية طب جامعة أثينا، وجدت أن النظام الغذائي المحلي لسكان هذه الجزيرة كان غنياً وصحياً، حيث يشتمل على الفول والخضروات البرية المحلية، بالإضافة إلى البطاطس وحليب الماعز، وهم أيضاً لا يأكلون الكثير من اللحوم أو السكر المكرر.
وأشارت اختصاصية بأمراض القلب: إلى “إن النظام الغذائي لهذه الجزيرة مختلف تماماً عن الجزر اليونانية الأخرى، إذ إن أهل أكاريا يشربون أعشاب الشاي، وكميات قليلة من القهوة، ولديهم استهلاك للسعرات الحرارية بمعدل قليل”.
وقد توصلت العديد من الدراسات أيضاً إلى أن سكان الجزيرة لديهم عادة القيلولة في فترة ما بعد الظهر، وهي التي قد تكون عاملاً مؤثراً في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
والجدير بالإشارة، أمضى مؤلف الكتب دان بوتنر عدة سنوات في دراسة أهل أكاريا وعاداتهم، كما وتحدث عن الجزيرة في كتابه “The Blue Zones”، والذي يضم خمس مناطق في العالم يتجاوز بها طول العمر المتوسط الأمريكي، حيث يصل متوسط العمر المتوقع في أمريكا إلى حوالي 79 عاماً.
لا يعيش سكان هذه الجزيرة حياة طويلة فقط، بل إنهم أيضاً يموتون بشكل طبيعي، مع معاناة قليلة أو معدومة، خلال الحرب العالمية الثانية، عندما احتلت الجزيرة من قِبل الألمان والإيطاليين، توفي 20% على الأقل من السكان بسبب الجوع. لكن مع مرور الوقت، فقد أدت هذه المعاناة إلى ترابط وتلاحم قوي بين السكان.