عادات وتقاليد من دولة النيجر.. “إفريقيا السوداء”
كتب – أحمد كمال إبراهيم
للقبائل الإفريقية عادات وتقاليد تختلف عنها فى بوادينا العربية. بل أن بعضها يعد من المور المدهشة، وكأننا نقرأ التاريخ عبلا الأساطير كذلك.
تعد قبيلة ” ودابى “واحدة من أقدم القبائل في العالم ، فهم بقايا سلالات “الشعب “الفولاني”، في وسط وغرب أفريقيا. كما انهم من القبائل الرُّحل ؛ كقبائل ” الطوارق” ، لذا وجدناهم يتوزعون في أجزاء من نيجيريا والكاميرون وتشاد وإفريقيا الوسطى والنيجر. ولقد حافظت على تراثها البدائي، ويعتبرون رجالهم ” الأوسم، والأكثر جمالاً في العالم” .
عادات وتقاليد غاية في الدهشة
لذا لاغرابة أن يضع الرجال “أحمر الشفاه والمساحيق” ليتزينون بها، كى تخطبهم البنات. وليبرزوا قوتهم كذلك،ولقد ظهر ذلك في أشعارهم وأغانيهم الحماسية التى تتغزل بالرجل. لا كعادة الشعراء في كل العالم الذين يتغزلون بالأنثى. وتنظم قبيلة ” وودابى “مهرجاناً سنوياً يطلقون عليه اسم “جيريول”، ويعني: “ملوك الجمال”.
ويقام في شهر سبتمبر من كل عام عند نهاية موسم الأمطار، والإنتهاء من التعب في الزراعة والحصاد. ويستمر المهرجان لمدة سبعة أيام وثمانية ليالٍ؛ في موقع من الصحراء الواقعة بين النيجر وتشاد. حيث يرقص الرجال أمام النساء لمدة سبع ساعات ليحصلوا على رضى وقبول إحداهن للزواج. فيما تتنافس النساء على الأجمل والأوسم من الرجال، ويخترن منهم، والمهرجان قاصر على سكان القبيلة فقط، ولا يشاركهم أحد من الغرباء .
المعتقدات الإحيائية والديانات الوثنية
لا يزال هناك عددٌ محدودٌ من سكان النيجر يمارسون بعض الديانات والمعتقدات الإحيائية ولا يدينون بأي ديانة إبراهيمية. ولكن لا يوجد إحصاء محدد يذكر هذه الأعداد بوضوح. فحتى القرن التاسع عشر من الميلاد. لم يصل الإسلام إلى المناطق الجنوبية الوسطى من البلاد. حتى تغلغله في المناطق القريبة لم يكن كاملاً. مما حدّ من انتشاره في هذه البقاع.
ولنلحظ أن هناك تجمعات مسلمة تمارس شعائرها الدينية حيث يقطن الرعاة من الوودابي والتوبو وقبائل الهوسا أصحاب المعتقدات الإحيائية. وذلك ردّاً على إقامة هذه الجماعات لشعائرها الدينية الخاصة. ويدخل في عِداد هذه الفئة المحدودة من الإحيائيين قبائلُ الهوسا التي تتحدث لغة الماوري وتسكن بلدة دوجوندوتشي في الجنوب الغربي للبلاد. وقبائلُ الكانوري التي تتحدث لغة المانجا بالقرب من مدينة زيندر، وكلتا المجموعتين تمارس عقائد محلية موجودة قبل دخول الإسلام البلاد. .
عقائد القبيلة
وتعرف هذه العقائد بديانة الماجوزاوا، وهي ديانة أسستها شعوب الهوسا.كما توجد مجتمعات إحيائية صغيرة من السونجاي والبودوما في الجنوب الغربي للبلاد. كما تنتهج النيجر سياسة خارجية معتدلة وعلاقات صداقة وطيدة بالدول الغربية ودول العالم الإسلامي ودول حركة عدم الانحياز. والنيجر عضو بـالأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة، كما كانت عضوا في مجلس الأمن خلال عامي 1980 و 1981م. كما تحافظ النيجر على علاقات خاصة مع فرنسا ودول الجوار الأخرى بغرب إفريقيا.
إنها النيجر بلد الأعاجيب والغرائب، وبلد الفقر المدقع، كما أنها بلد التسامح وتقبل الآخر، فلا يوجد تشدد أو عنف هناك، بل تعيش أغلب مناطق الدولة عالم الفطرة الكونى. لتشرق شمس إفريقيا السوداء عليهم كل صباح بالنور والخير،وتزقزق عصافير الحب محلقة بالنور، عبرغابات السافانا الجميلة. وعبر الأشجار الإستوائية العريقة الشامخة هناك.