حوارات و تقارير
سيناريوهات مرعبة.. ماذا لو اندلعت الحرب العالمية الثالثة؟

أسماء صبحي
بعد أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب، باتت هناك مخاوف كبيرةً لدى معظم شعوب العالم من اندلاع حرب عالمية ثالثة والتي يصفها البعضها بأنها ستكون نووية مدمرة بين روسيا وحلف الناتو، حتى وإن كان استخدام أي من الدول المشاركة في العملية العسكرية سلاحًا نوويًا بعيدًا، إلا أنه يظل قائمًا.
وسعى مجموعة من العلماء على مدار عقود، إلى وضح إجابات شافية لسيناريوهات محتملة لآثار أي حرب نووية مدمرة ستطال البشر والبيئة، وهو ما سنستعرضه بالتفصيل في السطور التالية
الشتاء النووي
أكد العلماء أن الشتاء النووي سيكون أخطر الآثار المرعبة التي ستترتب على اندلاع حرب عالمية ثالثة يتم فيها استخدام السلاح النووي ، أو حتى حدوث قصف لمنشآت نووية.
والشتاء النووي عبارة عن حالة تأتي بعد مرحلة الانفجار النووي، ويؤدي في أشد حالاته إلى حدوث تغير هائل في طقس الأرض، حيث يتشبع الغلاف الجوي بالغبار الناجم عن انفجار القنابل النووية، ويمنع هذا الغبار أشعة الشمس من الوصول إلى الكرة الأرضية، لتنخفض درجات حرارة الأرض بشكل قياسي، وتصل إلى مرحلة التجمد حتى في المناطق الاستوائية.
المجاعة العالمية
وأشار العلماء إلى أنه بعد مرحلة الشتاء النووي،والتي تعتبر واحدة من أسوأ تداعيات الحرب النووية، تأتي مرحلة المجاعة العالمية.
وأكد الباحثون في دراسة سابقة أصدرتها جامعة نيوجيرسي عام 2011، أن اندلاع أي حرب نووية سيتسبب في فصول صيف متجمدة، وانتشار للمجاعة في أنحاء العالم، ولن تسفر الانفجارات والحرائق والإشعاعات عن قتل ملايين البشر فقط، بل سيستمر الشتاء النووي إلى أشهر أو سنوات، ما يؤدي إلى تغيير مناخ الأرض.
وتوصلت دراسة أخرى أعدها باحثون من جامعة روتجرز الأمريكية، إلى أن حرارة النصف الشمالي من الكرة الأرضية في حال اندلعت حرب نووية أمريكية روسية، ستكون أقل من التجمد في فصل الصيف.
نضوب الأوزون بنسبة 75%
وبحسب ما خلصت إليه دراسة سابقة تم نشرها في مجلة البحوث الجيوفيزيائية، أكد العالم في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، والمؤلف الرئيسي للدراسة تشارلز باردين، أن أي حرب نووية سيكون لها تأثيرات على المناخ، كما أن تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية ستكون واسعة الانتشار، إلى جانب جميع الوفيات التي ستحدث فور وقوع هذه الحرب.
وأوضح باردين وزملاؤه، أن الدخان الذي سينتج عن حرب نووية عالمية سيدمر جزءً كبيرًا من طبقة الأوزون على مدى 15 عامًا، مع نضوب الأوزون بمتوسط حوالي 75%، وإنه حتى الحرب النووية الإقليمية من شأنها أن تؤدي إلى خسارة ما نسبته 25% من حجم الأوزون، مع التعافي الذي يستغرق حوالي 12 عاما.
ونظرًا لدور طبقة الأوزون في حماية سطح الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، فإن مثل هذه التأثيرات ستكون مدمرة للإنسان والبيئة.
مقتل الملايين والعودة للعصر الحجري
أما السيناريو الخاص بوقوع هجوم نووي شامل، سيتضمن مقتل مئات الملايين من البشر، وربما يصل عدد القتلى بسبب الإشعاع والمرض والمجاعة في فترة ما بعد الحرب، إلى نحو مليار شخص.
كما ستؤدي المستويات العالية من الأشعة فوق البنفسجية إلى حدوث أنواع معينة من سرطان الجلد، بالإضافة إلى إعتام عدسة العين، والإضطرابات المناعية، وستعود معظم دول العالم الصناعي إلى العصر الحجري مرة أخرى.