حوارات و تقارير

خبراء يكشفون تداعيات تصاعد الصراع بين إسرائيل ولبنان اقتصاديًا

أسماء صبحي

شهدت العلاقات المتوترة بين إسرائيل ولبنان تطورات ملحوظة في الآونة الأخيرة، مما أثار مخاوف من احتمال اندلاع حرب شاملة قد تؤدي إلى عواقب كارثية على المستويات السياسية والاقتصادية في المنطقة. وهذه الأزمة العسكرية لا تقتصر على التأثير على الدول المعنية فقط، بل ستمتد إلى الاقتصاد العالمي أيضًا. فالاضطرابات العسكرية عادة ما تبعث القلق في أوساط المستثمرين، مما يؤدي إلى تراجع السياحة وتعطل سلاسل التوريد العالمية.

في حال نشوب حرب بين لبنان وإسرائيل، سوف يعاني الاقتصاد اللبناني من خسائر جسيمة متوقعة. في حين سيواجه الاقتصاد الإسرائيلي تداعيات كبيرة على عدة جبهات. تأتي هذه الأزمة في وقت يواجه فيه الاقتصاد الإسرائيلي بالفعل ضغوطات بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة، حيث شهد انكماشًا بنسبة 20.7% في الربع الأخير من عام 2023. وهذا التراجع يعكس انحدارًا في الصادرات والاستثمارات وانخفاضًا ملحوظًا في إنفاق المستهلكين.

تحليل اقتصادي شامل للصراع

أوضح الدكتور ياسر شاهين، أستاذ الاقتصاد بجامعة الخليل الفلسطينية، أن إسرائيل تخوض حروبًا وحشية ليس فقط ضد غزة ولبنان، بل تؤثر أيضًا على دول عديدة في الشرق الأوسط. وأكد شاهين أن الأثر السلبي لهذه الحرب يمتد إلى المجتمعات المجاورة، مما يترك جروحًا اقتصادية عميقة.

كما أشار شاهين، إلى أن منطقة حيفا، التي تمثل ربع القوى العاملة الإسرائيلية، أصبحت شبه متوقفة عن العمل، وهو ما أثر بشكل كبير على صادرات وواردات إسرائيل. وأضاف أن هذه الحرب تسببت في تباطؤ النمو الاقتصادي الإسرائيلي، الذي كان من المتوقع أن يتجاوز 6%، لكن توقف حوالي 60% من القطاعات الاقتصادية الأساسية أدى إلى خسائر كبيرة.

اقتصاد متراجع في لبنان

من جانبه، أكد الدكتور باسم البواب، أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية في لبنان، أن لبنان يعاني من أزمات مستمرة منذ أكثر من خمسة عقود، بدءًا من الحرب الأهلية التي امتدت بين عامي 1975 و1990، وصولاً إلى النزاعات المتكررة مع إسرائيل. وأضاف أن الوضع الاقتصادي اللبناني تدهور بشكل ملحوظ منذ الأزمة المالية في 2019، حيث انكمش الناتج القومي إلى حوالي 26 مليار دولار فقط بعد أن كان يبلغ 55 مليار دولار في ذلك العام.

وأضاف البواب، أن تفاقم الأوضاع مع نزوح السكان من قرى الجنوب، حيث نزح أكثر من 150 ألف شخص، أدى إلى تراجع الاقتصاد اللبناني بنسبة 20%. كما تقدر الخسائر غير المباشرة بنحو 50 مليون دولار يوميًا، مما يعني خسائر شهرية تتراوح بين 500 و600 مليون دولار، وخسائر سنوية تصل إلى 7 مليارات دولار، بخلاف الأضرار المباشرة في البنية التحتية والقطاعات الحيوية الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى