تاريخ ومزارات

“الذبابه الذهبية”.. من حشرة مزعجة لوسام على صدر عظماء العسكريين في مصر القديمة

أسماء صبحي
 
تعتبر الذبابة أحد أكثر الحشرات إزعاجًا، فوجودها مرتبط غالباً بالروائح الكريهة والأماكن غير النظيفة، فهي حشرة لحوحة ومن أكثر الحشرات إزعاجًا وسوءًا، لكن فى مصر القديمة، فإن للذبابة وضعًا آخر، إذ إنها كانت تمثل أحد أرفع الأوسمة التى تمنح للعسكريين والجنود العظام، والمحاربين تقديراً لجهودهم العسكرية ودورهم فى الحرب.
 

سر اختيار الذبابة كوسام

الذبابة لا تمل من المناورة، فهي تصر على أن تصل إلى الهدف الذي تصبو إليه، وبالإضافة إلى صغر حجمها وقدرتها على المناورة، قدرتها على عدم الإمساك بها وذلك لأن لها عينان حادتا النظر، فعين الذبابة سداسية العدسة، ومن صفات القائد الناجح في موقع القتال هي اليقظة، والتعبير المتداول لدى المحاربين، أن تكون عين المحارب في وسط رأسه كالذبابة يرى من الأمام ومن الخلف ومن اليمين ومن اليسار.
 
وإذا أمعنا النظر في هذه الصفات سنجد أن الذبابة حقا هي أفضل من يمثل التحدي والإصرار عن غيرها من الكائنات. وأسقط المصرى القديم هذا المفهوم على القادة والجند في الجيش المصري الذين يحققون انتصارات عسكرية مبهرة على الأعداء. وبالتالي يستحقون وسام “الذبابة الذهبية”.
 

أول امرأة حصلت على وسام الذبابة الذهبية

تعتبر الملكة إياح حتب هي أول امرأة حصلت على وسام الذبابة الذهبية. وأسمها يعنى: القمر راضى ، قمر الزمان، وهي أول أمرأة تقود الجيوش في العالم.
 
وتعد الملكة أياح حتب -نهاية الأسرة السابعة عشرة- زوجة الملك سقنن رع. ووالدة كل من كامس وأحمس، وأول من حازت على وسام “الثلاث ذبابات” تقديراً لجهودها في دحر الهكسوس عن مصر. إذ أنها دفعت زوجها سقنن «رع تا عا» الثاني لمحاربة الهكسوس. وبعد أن استشهد زوجها قدمت ابنها البكر «كا مس» ليقود جيش مصر، ولقي حتفه فى معركة التحرير فى سن العشرين.
 
ولتكمل النضال ضد الهكسوس قدمت ابنها الثاني “أحمس” و قادت الأمة بالاستعانة بالابن الثاني أحمس الذي أسس بعد النصر الأسرة الـ 18 وأيضًا الدولة الحديثة. والذي نجح في تحرير مصر من الهكسوس بمساعدة والدته، وهو ما دعاه لمنحها وسام «الذبابة الذهبية» تقديراً لجهودها العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى