عادات و تقاليد

القضاء العرفي.. تعرف على حكم قذف العرض عند البدو

أميرة جادو

يعد الحفاظ على العرض والشرف من أكثر المواضيع  حساسية وأهمية عند البدو، حيث يترتب عليه سمعة العائلة وشرفها وكرامتها، والمرأة تجسد هذا الشرف بعفتها وطهارتها وحيائها وحشمتها، ولذلك نرى كيف يحرص البدوي على صون هذا العرض وعلى المحافظة عليه من كل ما يسيء إليه أو يشوه سمعته، ونراه يضع منزلة الشرف فوق الحياة نفسها، لأنه لا حياة لمن لا شرف له، ولذلك حفظ لها القضاء هذا الحق.

يسئ القذف إلى عرض المرأة، من باب القول دون إثبات ويكون من أعلى درجاته الاتهام بفعل الفاحشة، وغالبا ما يكون مثل هذا النوع من الاعتداء على العرض ناجم عن عداوة وبغضاء بغرض الإساءة إلى سمعة تلك المرأة أو الإساءة إلى أهلها من باب الشتم وليس غير عند الخصومة والنزاعات، ويمكن أن يكون القذف للرجال أيضاً من باب الشتم عند العداوة والنزاعات، وتعالج كل حالة بما يناسبها في إطار الاعتداء على الأعراض من باب الشتم واللغو في العرض.

ويجب التمييز بين القذف بسبب الغضب والانفعال أثناء الخصومة القائمة فعلا، والتي يمكن اعتبارها تباطؤًا وإهانة، والقذف من باب اللغو والشتم وبين القذف مع سبق الإصرار والتخطيط دون وجود خصومة قائمة في الحال، الذي يمكن اعتباره مكيدة وإساءة متعمدة إلى العرض لذلك يستحق عقوبة مشددة.

الحكم في حالات القذف

في حال إذا اعترف الجاني، أو إذا وجدت أدلة قاطعة تدينه، وتؤدي إلى اعترافه وقد اطلع الجمهور على فعلته وشاع أمرها، فيمكن تقديمه إلى القضاء العشائري لينال العقاب الرادع الذي قد يكون من ضمنه الحكم عليه بقطع لسانه أو أن يشترى بالمال بواقع دية كاملة، ولكن فيها الجاه والوجه.

أما في حال عدم اعتراف الجاني وعدم وجود أدلة كافية لإدانته، تؤدي إلى اعترافه فيمكن الحكم عليه بحلف يمين بالطريقة الشرعية حتى يبرئ نفسه من تهمة القذف، وبذلك يبرأ العرض أيضا.

وإذا طعن رجل في شرف فتاة أو امرأة، فيتوجب عليه أن يدلي بالأدلة والبراهين المؤيدة لذلك, أما إذا كان طعنه زوراً وبهتاناً وثبت كذبه فإنه يحكم عليه بـ «قطع لسانه وحت أسنانه» أو يفتديها بمال يحدده القاضي، ويلزمه بأن يرفع ثلاث رايات بيضاء في ثلاثة بيوت مشهورة ويقول : «راية فلانة بيضاء».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى