عادات البدو.. ماذا تعرف عن حرمة البيت البدوي بجنوب سيناء؟
أميرة جادو
تشتهر “القبائل البدوية” في جنوب سيناء بالعديد من العادات والتقاليد الخاصة، التي يتوارثها الأبناء من الآباء والأجداد عبر الزمن، ويعرفها المواطنين الوافدين من المحافظات المصرية المختلفة، حتى يتعايش المجتمع السيناوي بجميع أطيافه في تجانس وأمن وسلام. ومن أبرز هذه العادات “حرمة البيت”، أو كما يطلق عليها بدو سيناء “حق البيت”، ويقع من يخترقها تحت طائلة القانون العرفي الخاص بالقبائل البدوية.
حرمة البيت البدوي
وفي هذا الإطار، كشف الشيخ “فريج الحويطي”، شيخ قبيلة الحويطات بمدينة طور سيناء، إن البدو لهم خصوصية في منازلهم. وبيت البدوي لا أبواب له ولا مغاليق، وقانونه حصنه وأمنه، وجعل له حرمة كبيرة، مشيرًا إلى أن حدود بيت البدوي من الأمام 40 خطوة، ومن الخلف 20 خطوة. وبذلك يكون الحد الأمامي أبعد من الحد الخلفي لكون البيت مفتوح من الأمام، ولا يستطيع أحد أن يقترب حدود البيت دون أن ينبه أهله بصوت عالي، ويستثنى من هذا الاستئذان المستجير فقط ” أي طالب الحماية” ، كأن يكون هارب من عدو يتعقبه.
كما لفت الشيخ “فريج”، إلى أنه عندما يصل المستجير إلى البيت يمسك بأحد جوانبه. ويقول بصوت عالي “أنا دخيل فلان”، أو “أنا دخيل صاحب المنزل”، أو “أجرني يا فلان”، وفي هذه الحالة لا يستطيع من يتعقبه أن يمسك به. أو يؤذيه وإلا وقع في طائلة القانون العرفي وهو “حق البيت”، مؤكدًا أن للبيوت قاضي خاص يطلق عليه “الأحمدي”. ولا يستطيع أحد أن يتطاول على أحد في البيت سواء بالفعل أو القول، لهذا المستجير يعد ضيفًا على صاحب البيت، وعليه أن يحميه ويكف عنه الأذى، ويأخذ حقه من المتعدي عليه.
وأردف “الشيخ”، أن المتعدي بالفعل أو القول تقع عليه غرامتين، إحداهما غرامة التعدي. والأخرى غرامة حرمة البيت، وبذلك يمنح الحق مرتين مرة لصاحب البيت ومرة للمتعدي عليه.
ولفت إلى أن المرأة البدوية تستطيع أن تجبر من يستجير ببيتها في حالة غياب زوجها. خاصة أنه من تصميم المنزل البدوي لابد أن يضم شقين الأول للأسرة، والآخر للضيوف. ولكن البدوي بشكل عام لا يستغنى عن المقعد الذي يشبه بالنادي الذي يجتمع فيه رجال التجمع البدوي كل ليلة.