قبائل و عائلات
بينها “العمائر والجبور”.. قائمة القبائل المتفرعة من “بني خالد” وأماكن تواجدها
أسماء صبحي
بني خالد هي واحدة من أهم القبائل العربية الموجودة في المنطقة، ولها دور اجتماعي واقتصادي وسياسي بارز في المنطقة العربية، وكانت هذه القبيلة قد استوطنت المنطقة قبل أن يأتي إليها الاستعمار، وتقول المصادر التاريخية إن قبيلة آل حميد الموجودة في المنطقة منذ القرن العاشر الهجري يعود أصلهم لقبيلة بني خالد.
كما ذكرت قبيلة بني خالد في الوثائق البرتغالية، وكان يتم ذكر حملاتهم البحرية بأنها حملات على ميناء بني خالد، وكانت قبائل بني خالد أول من رفضت الاستعمار البرتغالي في المنطقة العربي، ودارت بينهما الكثير من المعارك التي ذكرتها الوثائق البرتغالية.
فروع قبيلة بني خالد
تفرعت قبيلة بني خالد للكثير من الفروع، وكان لكل منها اللقب الخاص بها، برغم أن الأصل في النهاية يعود للجد الأكبر خالد ابن الوليد رضي الله عنه، وذلك طبقاً للمخطوطة الخاصة بالشيخ العلامة أحمد بن زين الدين الاحسائي، ويعود نسبه لقبيلة الهماشير التي هي أيضاً من أفرع قبيلة بني خالد في الاحساء.
وهناك الكثير من رجال قبيلة بني خالد الذين قد ذكرهم التاريخ لمواقفهم وآرائهم المتميزة، ومنهم من سجل بطولات يتحاكى عنها التاريخ حتى الآن، وبالطبع كان الجد الأكبر خالد ابن الوليد هو من له النصيب الأكبر من التضحيات والبطولات، فهو قاتل مسيلمة، وبطل حرب الرد، ويوجد العديد من الأنباء لخالد ابن الوليد، حيث يقول ابن قتيبة أن الطاعون قد قتل من أبناءه الذين كانوا يعيشون بالشام نحو 40 رجلًا.
كما تم ذكر بعض من أبناء خالد ابن الوليد في التاريخ ومنهم، سليمان، وعبد الرحمن، والوليد، ومحمد، وعبد الله، والمهاجر، ولكل واحد منهم ذريته الخاصة، وبذلك تشعبت شجرة قبيلة بني خالد، ولكن من ذريتهم قد تكون معظم قبيلة بني خالد الموجودة في الكثير من الأقاليم في الوقت الحالي.
القبائل المتفرعة من بني خالد
العمائر
تمركز بني خالد في القطيف منذ قرون عديدة، وقد كان منهم أحد أحفاد الصحابي الجليل خالد ابن الوليد، وكان والي على القطيف في القرن الثاني من الهجرة، ويعود أصل العمائر إلى المهاجر بن خالد ابن الوليد، وقد خالف العمائر أوامر الدولة العيونية، مما دفع حكامها لمحاربتهم، وتمكن أميرهم من الانتصار عليهم في عام 500 من الهجرة، وقد قتل الكثير من العمائر، وفر البعض منهم إلى العراق، وقد تم نفي نسائهم وأطفالهم والمستضعفين منهم إلى عمان.
ولكن بقيت القطيف في ذاكرة العمائر، وعادوا إليها بعد انهيار سلطة العيونيين، وأعادوا السكن بها، وبناء قلاعهم، وانتزعوا الأملاك من العيونيين، والأراضي والمزارع، وبعد ذلك استوطن العديد من الخوالد الذين جاءوا من البحرين، والحجاز ومن الاحساء، ويوجد منهم من يعيش في الكويت، وقطر، والبحرين حتى الآن.
العصفوريون
يشترك العصفوريون مع العمائر في النسب الذي يعود إلى خالد ابن المهاجر ابن خالد ابن الوليد، وإلى حسن بن علي ابن المهاجر بن خالد بن المهاجر ابن خالد ابن الوليد، ويشترك معهم في النسب عمائر عمان، بالإضافة لبعض فخوذ القبيلة التي تتصل بالنسب لخالد ابن الوليد، ومنهم الجبور والمهاشير، وجاءوا من الحجاز، إصافة لقبيلة الصبيح التي ينتهي نسبها عند عبد الرحمن ابن خالد ابن الوليدـ وقد أتوا من الأحساء، والشام، والنجد، وقد تجمعوا بعد انقسامهم في بلاد الحجاز والشام.
الجبور
ويعود نسبهم لجبر بن نبهان الخالدي، وهو من امتد نفوذه على الشواطئ البحرينية، وقد فرض سيطرته على الجهة الشرقية من الجزيرة العربية، ونجد، وقد تمكن من إنهاء حكم قبيلة بني جروان من العمائر، وهم من بني خالد، وقد سكنوا بمنطقة القطيف، واتخذوا من القلعة الموجودة بالمدينة مقر للحكم.
ولكن تراجع نفوذهم نتيجة لقدوم الاستعمار البرتغالي، وقد قتل الكثيرين منهم، وخاصة أقوى سلطان لديهم الشيخ زامل وهو من أمراء الجبور الذي كان له شأن مرتفع، وينتشرون الآن في أقاليم شبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام.
المهاشير
قضى المهاشير وهم من فخوذ بني خالد الرئيسية على العمائر في القطيف، وقد كان يعيش المهاشير في الحجاز بجبل مشهور، واتجهوا لنجد في نهاية القرن السابع الهجري، وقويت شوكتهم في القرن الثامن الهجري فأصبحوا من أكثر فخوذ بني خالد من حيث العدد، وقد سكنوا في العرمة، والقطيف، والاحساء.
وانضم الجبور للمهاشير وقويت شوكتهم وقاموا بمناصرتهم، لأنهم من نسل خالد ابن الوليد، وقد أطلقوا اسطول بحري من القطيف في معارك الجبور مع البرتغاليين في عهد السلطان زامل عند مجيئهم للبحرين.
ومن أفرع المهاشير التي أقامت في القطيف قبيلة آل مسلم، وقد سكنوا بها في القرن التاسع الهجري، وتم تسمية المسلمية على اسم هذه القبيلة، ولكن قد تمكن العمائر من طردهم مع الأتراك، وذهبوا إلى قطر برغم الوحدة التي كانت قائمة بين العمائر والمهاشير وقد كان آل مسلم منهم، ولم ينس المهاشير ما حدث مع آل مسلم وهو من أفرعهم الرئيسية، فما لبثوا في القرن العاشر أن تمكنوا من السيطرة على آل مغامس وهم من العمائر، وفرضوا على العمائر دفع المبالغ المالية مقابل بقائهم في المسلمية وجنة.
آل حميد
وهم فرع من المهاشير الذين تمكنوا من طرد الأتراك من الاحساء واستولوا عليها في عام 1080 من الهجرة، وعادت السلطة إلى بني خالد التي كان يتزعمهم آل حميد وهم من عريعر، وحكموا الخليج، ونجد، واستمر حكمهم لقرن ونصف، وقد تمكنوا من امتلاك الكثير من المزارع في واحة القطيف، ومنهم في الوقت الحالي قبائل آل كليب، وآل علي، وآل فوزان، وآل عقيل، وآل ثنيان.
آل صبيح
فخذ آل صبيح من قبيلة بني خالد الذين سكنوا في القطيف، وامتلكوا البيوت والمزارع بها أيضاً، وقد ترددت هذه القبيلة على الكثير من المناطق من يفير وحتى الجهرة والصبية، وقد كانت قبيلة قوية لذلك كانوا أول من يكون في مواجهة العدو، مثل الروم وذلك بسبب العداوة التي أدمرها الروم لبني خالد، كما قد كن ملك القطيف والاحساء العداء للروم قبل ذلك.
وقد تفنن البسام في وصف آل صبيح، فقال أنهم يتمتعون بالشيم الأصيلة، ويهبون للنجدة، ويتميزون بالحزم والمجد، ولا يردون دعوة السائل، أو من يطلب منهم الحماية، وما لهم من كرامة، وأن جيرانهم يشعرون بالأم بجوارهم، وأن لسانهم يجود بأطيب الكلام، وما إلى ذلك من وصف حميد لهم بأفضل الشمائل.
ويتواجد آل صبيح في الوقت الحالي في الشارقة، ويوجد البعض منهم في الاحساء وعمان، والجبيل وأم الساهك في القطيف، بالإضافة لبعض سواحل إيران، وبلاد البحرين وقطر.