قبائل و عائلات

 مملكة الحيرة

مملكة الحيرة … (1)

المناذرة Lakhmidens جواهر

———-‐—–‐———————–‐—-

مملكة الحيرة أو دولة المناذرة أو اللخميين هي إحدى الممالك العربية القديمة التي ظهرت بعد الميلاد، واتخذت من بلاد ما بين النهرين (العراق حالياً) موطناً جغرافياً لها، و تعد من أقوى الممالك العربية قبل الإسلام، واستمرت لفترة زمنية بين القرنين الثالث والسابع الميلادي، أي منذ (268 – 633) ميلادي.

 

وامتدت من بلاد العراق حتى وصلت إلى مشارف الشام شمالأَ، وشملت جنوب عمان، والبحرين حتى سواحل الخليج، وكان العرب قديماً يطلقون اسم ( المناذرة) على الملوك من (آل نصر بن ربيعة ) الذين عرفوا كذلك بـ(آل لخم) ، وبـ(آل النعمان) ، وبـ(آل عدي) ، وورد أن العرب كانت تسمي بني المنذر (بملوك الأشاهب) وذلك لجمالهم.

 

وتأتي البدايات الأولى لدولة المناذرة في الوقت الذي شهدت فيه الدولة الفارسية ضعفا، إبان سقوط البارثيين وقيام الساسانيين، تمكن بني (تنوخ) وهم من قبائل عرب جنوب شبة الجزيرة العربية (اليمن)، من شن الغزوات على حدود إمبراطورية الفرس، عقب سيل العرم، واستقروا حينها لأول مرة في البحرين، ومع مرور الوقت أخذت تتطلع إلى موارد العراق وخيراتها حتى واتتها فرصة الحرب الأهلية التي شهدتها فارس، فهاجرت إلى الحيرة والأنبار وهنالك أقاموا مملكتهم، وسرعان ما تمكن الساسانيين من احتلالهم وغدت مملكة الحيرة خاضعة للإمبراطورية الفارسية.

 

مملكة المناذرة وملوكها لها دورها البارز والمهم مع الممالك العربية الأخرى المجاورة لها كممالك (تدمر والأنباط والقرشيين) غير أنها عاشت فترة طولية من الحرب والصراع مع مملكة (الغساسنة) في بلاد الشام والتي كانت حينها حليفة للامبراطورية البيزنطية، ..

 

و اشتهرت هذه المملكة بفنونها وصناعاتها مثل: الغزل، والدبغ، وكانت مدينة معرفة بالغناء ومشهورة (بالدف والعود والمزمار) وتميز موقعها الجغرافي بملتقى الطرق التي كان يوجد فيها العديد من الأسواق الشهيرة والكبيرة التي وكانت تقام في (دومة الجندل) وكان التجار العرب يتبادلون فيها البضائع إضافة (للبضائع الفارسية) التي كان يأتي بها المناذرة من إيران.

 

وعرفت (الحيرة) بكونها بيتاً للأشعار والسجالات الشعرية، إضافة لما احتوته من كم هائل من المدارس التي زخرت بها وقدم إليها العديد من الأمراء ورجال الدين للدراسة مثل ( إيليا الحيري مؤسس دير مار إيليا، كما تلقى مار عبدا الكبير دراسته في الحيرة، وكذلك تعلَّم المرقش الأكبر وأخوه حرملة الكتابة وبعض العلوم في الحيرة.

 

وكانت مملكة المناذرة وملوكها يشجعون الشعراء بالعطايا والهبات مما جعلها بيئة مساعدة للعديد من الشعراء ومن أشهر الشعراء:

 

▪︎ امرؤ القيس. ▪︎ المثقب العابدي. ▪︎ النابغة الذبياني.

▪︎ طرفة بن العبد. ▪︎ لقيط بن يعمر الأيادي.

▪︎ عدي بن زيد العبادي. ▪︎ عمرو بن كلثوم.

▪︎ عمرو بن قميئة. ▪︎ أعشى قيس. ▪︎ المرقش الأكبر.

▪︎ لبيد بن ربيعة . ▪︎ المنخل اليشكري.

 

و يرجع الكثيرون نشأة الكتابة بالخط العربي إلى زيد بن عدي في الحيرة، وكان زيد هذا أول من كتب العربية في ديوان كسرى، وكان يُعلم أولاد الحيرة الكتابة والقراءة في المدارس في وقت كان يجهلها أكبر شعراء العربية، وفي الحيرة تطور الخط العربي قبل ان يصل لحالته المعاصرة،.. ويرى المؤرخين ان أوليات تطور الخط العربي كان الحيري والأنباري والجزم.

 

اعتنقت مملكة المناذرة وملوكها الديانة (المسيحية) التي أُدخلت إلى العراق في القرن الأول الميلادي غير إنها انتشرت في القرن الثالث الميلادي، وأسسوا مذهبأ خاصا بهم سمي المذهب (النسطوري) والذي خالف معتقدات دينية في الكنائس الرومانية و القبطية.

 

وبحسب المؤرخين فان مملكة الحيرة امتد وجودها الى مرحلة الدولة العباسية، وحديثاً تم العثور على آثار ومسكوكات ترجع الى الفترة الأموية والعباسية في داخل الأديرة التي اكتشفت في جنوب مدينة النجف.

 

ومن أهم ملوك المناذرة

 

🚩 جذيمة بن مالك

 

حكم الحيرة بعد والده مالك بن فهيم وهو أول ملوك المناذرة، ويلقب جذيمة بـ( الأبرش أو جذيمة الوضّاح) وله فضل كبير في توحيد قبائل العرب في المنطقة.

 

🚩 امرؤ القيس

 

يعد من أهم ملوك المناذرة وعرف بقوته وكان ملكه واسعاً، وتمكن من بناء اسطول بحري ضخم استطاع من خلاله السيطرة وحكم قبائل ( ربيعة ومضر وسائر بادية العراق والحجاز والبحرين)، وكتب شاهد على قبره عند وفاته في العام ( 328) م هذا قبر امرؤ القيس بن عمرو ملك كل العرب، وهي التسمية التي كان ملوك المناذرة يطلقونها على انفسهم.

 

🚩 النعمان بن امرئ القيس

 

ويعد النعمان سابع ملوك المناذرة ولقب (بفارس حليمة وبالنعمان الأعور والنعمان السائح وأبي قابوس) ولكل لقب من هذه الألقاب قصة، وعرف هذا الملك بانه فارسا شجاعاً وحكيماً ومحارباً قوياً ومن أهل الغيرة والنجدة والنخوة أضافة لكونه صاحب قصري (الخوارنق والسدير) وحكم لما يقارب 29 عاماً، ويقول العرب إن هذا الملك ترك الحكم بارادته طوعا سنة (434) م.

 

🚩 المنذر بن النعمان

 

وحكم بعد والده النعمان بن امرئ القيس، لما يقارب (40) عاماً وأشتهر بفروسيته وشجاعته وتمكن من بلاد الروم وتركيا.

 

🚩 المنذر بن ماء السماء

 

وحكم مملكة الحيرة منذ (512 وحتى 554) ميلادية، وماء الشماء لقب امه مارية بنت عوف التي يعود نسبها إلى بني ربيعة، ولقبت بذلك لجمالها وحسنها، وكان للمنذر دور بارز في الحرب التي قامت بين الفرس والبيزنطيين كون مملكة المناذرة حليفة ببفرس، فيما كان الغساسننه موالون للامبراطورية البيزنطية، واستطاع المنذر التوغل في بلاد الشام حتى وصل إلى انطاكية.

 

🚩 النعمان بن المنذر

 

ويعد اخر ملوك المناذرة ومملكة الحيرة، وأمتد حكمه جنوباً إلى مناطق البحرين وغرباُ إلى جبل طي، وأدى توسع الرقعة الجغرافية التي يسيطر عليها إلى احتكاكه مع الكثير من القبائل العربية، وقد ساءت علاقته مع كسرى بسبب رفضه تزويج ابنته هند لكسرى فقتله و نشبت على أثر ذلك معركة ذي قار حيث أخذ العرب بقيادة قبائل بكر بن وائل بثأره وقد أهانوا الفرس إهانة بالغة في هذه المعركة …(*1)

——————————————————————–

وللإخباريين واللغويين وعلماء تقويم البلدان ، آراء في أصل اسم الحيرة ،.وبينهم في ذلك جدل على التسمية طويل ، كما هو شأنهم في أكثر أسماء المدن القديمة التي بعد عهدها عنهم فحاروا فيها ؛ وهي أقوال لا تستند إلى نصوص جاهلية ، ولا إلى سند جاهلي محفوظ.

 

كما أن لبعض المحدثين آراء في هذا الباب ومعظم المستشرقين ، يرون أنها كلمة من كلمات بني إرم ، وانها “حرتا Harta” و “حيرتا Hérta” و “حيرتو Hirta”

السريانية الأصل ، ومعناها المخيم والمعسكر ؛ وانها تقابل في العبرانية كلمة “حاصير Haser ” ، وأن “حیرتا – حیرتو” إسم في التواريخ السريانية تقابل “العسكر” عند الاسلاميين وهي في معنى “الحضر و حاضر و الحاضرة ” كذلك .

 

ولهذا زعم بعض المستشرقين أن (الحضر)المكان المعروف في العراق أخذ من هذا الأصل العربي، أي من “الحضر” .

 

وقد عرفت الحيرة في مؤلفات بعض المؤرخين السريان ، فعرفت ب “الحيرة مدينة العرب” ، “حيرتا دي طياية” كما عرفت بأسماء بعض ملوكها مثل “حيرتو دي نعمان دبیث بورسوبي” ، أي : “حيرة النعمان التابع التي في بلاد الفرس”.

 

ويلاحظ أن تعبير “حيرة النعمان – حيرتا دی نعمان”، تعبير شائع معروف في العربية كذلك ولا بد أن يكون لاشتهار الحيرة باسم النعمان؛ سبب حمل الناس على نسبة هذه المدينة إليه..

 

ويرى بعض علماء التلمود أن مدينة “حواطره – حوطرا” التي ورد في التلمود أن بانیها هو ( بر عدی – بن عدي ) ، هي الحيرة وقد حدث تحريف في الاسم ، بدليل أن التلمود يذكر أنها لا تبعد كثيرا عن ( نهر دعه – Nehardea) وأن مؤسسها هو “بر عدی” ، ويقصد “عمرو بن عدي”.

 

ويظن أن موضع “حيرت دارجيز” أو “حارتا دار جيز”

الوارد في التلمود ، هو “الحميرة” ؛ وقد ورد أن ( ارجیز ) وهو ساحر ، هو الذي بني تلك المدينة . ويرى بعض الباحثين احتمال وجود صلة بين هذا الساحر وبين قصة (سنمار) باني قصر الخورنق .

 

وعرفت في التلمود ب “حيرتا دي طيبه” أيضا ، أي “معسكر العرب” و “حيرة العرب” .

 

وقد ذكر اسم الحيرة في تأريخ يوحنا الأفسوسي John of Ephesus من مؤرخي القرن السادس الميلاد ( توفي سنة 585 م)، فقال :

( حيرتودنعمان دبیت بور سوبي ) ، أي : ( حيرة النعمان التي في بلاد الفرس) ، كما ذكرها يشوع العمودي (Josua Stylites) ..

 

وورد اسمها في المجمع الكنسي.الذي انعقد في عام (410 م ، وكان عليها إذ ذاك أسقف إسمه هوشع Hosha إشترك فيه ووقع على القرارات باسم هوشع أسقف “حیرته – حيرتا” .

 

وقد ورود اسم مدينتين هما ( حيرتا = الحيرة ) و ( عاناتا = عانة ) في كتابة يرجع تاريخها إلى شهر.أيلول من سنة ۱۳۲م . وقلت باحتمال أن تكون “حيرتا” هذه هي الحيرة التي نبحث فيها الآن ..فإذا كان ذلك صحيحا ، كانت هذه الكتابة أقدم كتابة وصلت الينا حتى الآن ورد فيها هذا الاسم .

 

ومدينة Bertha التي أشار اليها کلوکس – Glaucus و اصطيفان البيزنطي _ Stephen of Byzantium ، وذكر أنها مدينة (فرثية -Parthian) تقع على الفرات ، هي هذه الحيرة على ما يظنه …

 

وورد في بعض مؤلفات السريان مع ( الحيرة ) اسم موضع آخر قریب منها هي ( عاقولا ) ، وقد ذهب ابن العبري إلى أنه الكوفة . وأشار یاقوت إلى عاقولاء غير أنه لم يحدد موقع هذ المكان ..

 

وقد اشتهرت الحيرة في الأدب العربي بحسن هوائها وطيبه ، حتى قيل 《بوم وليلة بالحيرة خير من دواء سنة》 . وقيل عنها أنها 《 منزل بريء مريء صحيح من الأدواء والأسقام》 وهي على ” سيف البادية ” ليست بعيدة عن الماء ، وقد ورد ذكرها كثيرا في شعر الشعراء الجاهليين والاسلاميين ، وهي لا تبعد كثيرا عن ” النجف ” و ” الكوفة ” .

 

وقد ذكر حمزة الأصفهاني أنه بسبب حسن هواء الحيرة وصحته لم يمت.بالحيرة من الملوك أحد ، الا قابوس بن المنذر . أما بقية الملوك ، فقد ماتوا في غزواتهم ومتصيدهم وتغربهم ، وانه بسبب ذلك قالت العرب : 《 البينة ليلة

بالحيرة أنفع من تناول شربة 》.

 

وقد نعتت في المؤلفات الإسلامية بنعوت منها ” الحيرة الروحاء ” ، و ” الحيرة البيضاء ” ، أخذوا ذلك من شعر الشعراء ، وزعم بعض أهل الأخبار : أن وصفهم اياها بالبياض ، فإنما أرادوا أحسن العمارة .

 

ويظهر من وصف أهل الأخبار للحيرة أنها لم تكن بعيدة عن الماء وأن نهرا.كان يصل بينها وبين الفرات .. بل يظهر أن هذا النهر كان متشعبا فيها ، بحيث کون جملة انهار فيها .

 

أما نواحيها ، فكانت قد بنيت على بحر النجف وعلى

شاطىء الفرات ، وربما كانت مزارع الحيرة وأملاك أثريائها قائمة على جرف يلي البحر وشاطیء النهر ؛ ومن أنهار الحيرة نهر كافر ويرى بعض أهل الأخبار أنه هو “نهر الحيرة”

 

وقد أدى ميلاد الكوفة في الإسلام إلى أفول نجم الحيرة ، اذ انتقل الناس من المدينة القديمة الى المدينة الاسلامية الجديدة ، واستعملوا حجارة الحيرة وقصورها في بناء الكوفة ، وهذا مما ساعد على اندثار تاریخ تلك المدينة الجاهلية ولا شك ؛ غير أنها ظلت أمدا طويلا تقاوم الهرم إلى أن جاء أجلها فدخلت في عداد المدن المندثرة .

 

وقد عرف ملوك الحيرة عند أهل الأخبار ب ” آل لخم ”

وب ” آل نصر ” . كما عرفوا ب ” النعامنة ” وب ” المناذرة ” ، وذلك لشيوع اسم النعمان واسم المنذر فيما بينهم .

 

وعرفوا أيضا ب ” آل محرق ” ، وفيهم يقول الشاعر الأسود بن

يعفر :

ماذا أؤمل بعد آل محرق

تركوا منازلهم ؛ وبعد إياد

أرض الخورنق والسدير وبارق

والقصر ذي الشرفات من سنداد

 

وفي طليعة أهل الأخبار الذين عنوا بجمع أخبار الحيرة الأخباري الشهير ، بل رأس أهل الأخبار في أمور الجاهلية : هشام بن الكلبي ؛ فله كتب في ” الحيرة ” سماها ” ابن النديم ” :

《 کتاب الحيرة وتسمية البيع والديارات ونسب العباديين 》

《 کتاب المنذر ملك العرب》؛

《 کتاب عدي بن زید العبادي 》 .

وهي مؤلفات لم تصل إلينا – ويا للأسف ! – نرجو أن تكون في عالم الوجود، ليتمكن من يأتي بعدنا من الظفر بشيء جديد فيها ، قد يفيد عشاق تاريخ الحيرة ويزيد في معارفهم .

 

وقد زارها نفر من السياح وكتبوا عنها ، كما نبشت بعض البعثات آثارها ، وعالجت مديرية الآثار القديمة في العراق بعض نواح من تاريخها ، وقد توصل الحفارون إلى العثور على نقوش من الجبس مما کسی به الجدر للزينة ، وعلى جرار متعددة وآثار من هذا القبيل صغيرة بعضها من العهد الجاهلي وبعضها من العهد الاسلامي . غير انهم لم يعثروا حتى الآن على كتابات جاهلية تتحدث عن تاريخ تلك المدينة القديمة السيئة الحظ ..

 

وتاريخ هذه المدينة قبل الميلاد غامض لا نكاد نعرف من أمره شيئا ، فلم يرد خبرها في نص تاريخي مدون أو كتابة مدونة قبل الميلاد ؛.

 

أما الأخباريون ، فيرجعون عهدها إلى أيام “بختنصر” و هم يقولون : إن “برخيا” لما قدم من نجران وأخبر بختنصر بما أوحى الله إليه ، وقص عليه ما أمره به من غزو العرب الذين لا أغلاق لبيوتهم ولا أبواب ، وأن يطأ بلادهم بالجنود فيقتل مقاتلتهم ويستبيح أموالهم ، …

 

وأعلمه كفرهم به ، واتخاذهم آلهة دون الله ، وتكذيبهم الرسل والأنبياء ، وثب “بختنصر “على من كان في بلاده من تجار العرب ، وكانوا يقدمون عليه بالتجارات والبياعات ، و يمتارون من عندهم الحب والتمر والثياب وغيرها، فجمع من ظفر به منهم ، فبنى لهم حيرا على النجف وحصنه ثم ضمهم فيه، ووكل بهم حرسآ وحفظة ، ثم نادي في الناس بالغزو ، فتأهبوا لذلك، وانتشر الخبر فيمن يليهم من العرب فخرجت اليه طوائف منهم سالمين مستأمنين.

 

فاستشار ” بختنصر” فيهم “برخيا” ، فقال : إن خروجهم اليك من بلادهم قبل نهوضك اليهم رجوع منهم عما كانوا عليه ، فأقبل منهم ، فأنزلهم بختنصر السواد على شاطىء الفرات ، فابتنوا موضع عسكرهم به ، فسموه “الأنبار “.

 

ثم سار بختنصر لمقاتلة العرب ، فنظم ما بين (أيلة) و ( الأيلة ) خيلا ورجلا ، ثم دخلوا على العرب . وسار ب بجيشه حتى التقى بموضع “ذات عرق” بعدنان فهزمه ، وسار إلى بلاد العرب حتى قدم إلى “حضور” وقد اجتمع أكثر العرب من أقطار “عربة” ، فخندق الفريقان ، ثم تصالح بختنصر و عدنان ، بعد أن أكلت السيوف العرب ؛ وعاد بختنصر بما أخذه من من سبايا العرب فأسكنهم الأنبار .

 

وذهب قوم ممن أفلت قبل الهزيمة إلى “ريسوب” وعليهم ( عك ) . وذهب الباقون إلى “وبار “. ولما رجع بختنصر، مات عدنان ، وبقيت بلاد العرب خرابة حياة بختنصر . فلما مات خرج ” معد بن عدنان ” ومعه الأنبياء أنبياء بني اسرائيل حتى أتي مكة فحج وحج الأنبياء معه ، ثم خرج حتى أني “ريسوب” فاستخرج أهلها ، وقتل أكثر “جرهم” ، ثم تزوج

ابنة معانة ، فولدت له نزار بن معد .. ولنا تحفظات كثيرة على هذه الرواية ..

 

فمؤسس الحيرة على رواية هؤلاء الأخباريين ، هو بختنصر ، وهو مؤسس الأنبار في نظرهم أيضا . وقد كان ذلك في أيام عدنان .

 

وفي بعض روایات الأخباريين أن “الأردوان” ملك النبط ، وكان معاصرا “در اردشیر” ، هو الذي بني الحيرة . كما أن ( بابا ) خصم الأردوان هو الذي أنزل من أعانه من الأعراب الأنبار .

فالحيرة والأنبار إذن هما من عمل ملكين متخاصمين من ملوك النبط تخاصما في أيام أردشير .(*2)

——————————————————————-

(*1) المناذرة / صلاح حسن/ موسوعة المحيط 1 أغسطس 2019.

(*2) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام /د. جواد علي / ج3 ص 155-161 ط الثانية 1993

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى