قبائل و عائلات

تاريخ قبائل “الأوغوز”.. أسسوا عدة دول أشهرها “الدولة العثمانية”

أسماء صبحي
 
الأوغوز هو مصطلح يطلق في اللغة التركية على تحالف او اتحاد تركي، وقد تم إطلاق هذا المصطلح على إحدى الدول، التي عرفت في العصور الوسطى مبكرا في منطقه آسيا الوسطى، و قد هاجرت هذه القبائل غربا، بعد صراع طويل مع بعض القبائل، و يذكر أن مؤسس الدولة العثمانية الحديثة منحدر من قبائل الاوغوز .
 
وانحدر من قبائل الاوغوز أيضا عدد من الشعوب المعاصرة، تلك التي تسكن تركيا و البلقان و قبرص وتركمانستان وغيرهم، وقد أسسوا عدد من الممالك و الأمبراطوريات الشهيرة، وعلى رأسها الأمبراطورية السلجوقية العظيمة، كذلك الأمبراطورية العثمانية و الدولة الرسولية.
 
واندفع قبائل الاوغومن منطقة سهوب بحر ارال و منطقة نهر الاورال في عام 800، و يذكر أن هناك العديد من الأشخاص من أماكن أخرى في نفس الوقت اتجهوا شمالا ودخلوا بلاد فارس، و استطاعوا تأسيس الأمبراطورية السلجوقية العظيمة .
 
وهناك جزء من هذه العشيرة اتجهت نحو السهوب الروسية، في الوقت الذي استدعى الروس فيه بعض القوات التركية الأخرى، و تواجها معا عند سهول الدانوب، مما أدى إلى تفتت هؤلاء الغزاة أمام قوة الجيش المقابل، وقد أصيب بعضهم بالطاعون، و بعضهم فروا هاربين، و بعضهم التحقوا بالجيش البيزنطي كمرتزقة.
 

نشأة قبائل الأوغوز

نشأت هذه القبائل في عام 177 قبل الميلاد، و عرفوا في ذاك الوقت باسم وان سو، و قد كان موطن هذه القبيلة في العصور القديمة منطقة اسيا الوسطى، بعدها تحركت العديد من الهجرات الجماعية، وصولا إلى عام 800 ميلادية، حتى استوطنوا في منطقة بحر قزوين، و عاشوا هناك لفترات طويلة، و على الرغم من قلة أعدادهم وقتها، إلا أنهم كان لهم تأثير كبير .
 
ويرجع بعض المؤرخين السر في هذه التسمية إلي اوغوز خان، الذي يعتبر مؤسس امبراطورية هيونج نو، تلك التي تعتبر أول كيان سياسي تركي.
 

الوحدة الاجتماعية للاوغوز

عرفت هذه القبائل بالنزعة العسكرية بشكل ظاهر، وكانوا يتبعوا نمط الحياة البدوي، و اتسمت حياتهم بالتنقل و الترحال، أما عن طرق تحالفهم فقد اعتمدت على الزواج و المصاهرة و العلاقات الأسرية، و قد كان لهم تقاليد محددة، كان أساسها تحت إطار أن المجتمع نموه يعتمد على نمو الأسر الفردية، لذا اهتموا بتنمية الأسر ، واهتموا بتقاليد الزواج، وكان بيت الزوجية بالنسبة لهم عبارة عن خيمة تغطى بالجلد أو المنسوجات اليدوية .
 
وذكر عنهم العديد من الأساطير و الحكايات، التي تعود لمنتصف القرن الخامس عشر، و أغلب هذه الحكايات مكتوبة في مخطوطات بخط اليد، هذه المخطوطات تحكي عن ملابسهم و معتقداتهم و أغذيتهم، وهذه المخطوطات متاح منها نسختين، الأولى موجودة في مكتبة درسدن، والأخرى في مكتبة الفاتيكان .
 
وبعد العديد من الدراسات التي قام بها المؤرخين و الباحثين، تبين أن الاوغوز كانوا أصلا للعديد من السلالات التركية الحاكمة فيما بعد، فقد كانوا أساسا لدولة آق قويونلو، و قراقويونلو، و الدولة الأفشرية، والدولة العثمانية، والدولة الصفوية، والدولة الرسولية، والدولة القاجارية .
 

مرحلة ما وراء النهر

في عام 700 قام الأتراك المقيمين حول بحر القزوين و بحر أرال، باتخاذ هذه المنطقة موطنًا جديدًا، و حاولوا الثبات في هذا الموطن على عكس عادتهم، تلك المنطقة التي عرفت قديما بما وراء النهر، و تقع تحديدا في غرب تركستان، و منها انتقلوا إلى سهوب سيبريا كنوع من التوسع، ووصلوا إلى روسيا و نهر الفولغا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى