قبائل و عائلات

الوليد بن المغيرة.. أحد سادات قبيلة قريش ولقب بـ “العدل” لهذا السبب

أسماء صبحي

ولد الوليد بن المغيرة في عام 530م تقريبًا، ويجتمع نسبه مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جدِّهما مرة بن كعب. فهو الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم. ومخزوم هو ابن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. كان يكنَّى أبا عبد شمس، من قبيلة بني مخزوم القرشيَّة. وهو والدُ الصحابي الجليل خالد بن الوليد سيف الله المسلول رضي الله عنه.

مكانة الوليد بن المغيرة بين سادة قريش

كان الوليد بن المغيرة زعيمًا من زعماء قبيلة قريش وسيِّدًا من ساداتها. وهو من قضاة العرب الكبار في الجاهلية إذ اشتُهر بحكمته وبلاغته. ولقِّبَ بين العرب بالعدل، لأنَّه كان يكسو الكعبة وحده سنة، وقريش جميعها تكسوها سنة. فكان يعدل قريشًا في ذلك، ولذلك كان عظيمَ القدر في الجاهلية. وكان من أكثر الناس مالًا وولدًا في قريش، ورغم جاهليته وشركه فقد حرَّم شرب الخمر على نفسه وعلى أولاده.

موقفه عند سماعه القرآن

لقد حرَمَ الله تعالى الوليد بن المغيرة من الهداية، وواجهَ الإسلام منذ البداية بالعداوة وقاوم الدعوة الإسلامية. ووردَ عن ابن عباس أنَّ الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله وطلبَ منه أن يقرأ عليه من القرآن. فقرأ -عليه السلام- آياتٍ من كتاب الله، فرقَّ قلب الوليد. ووصلَ هذا الخبر إلى أبي جهل، فجاء إلى الوليد وأخبره أنَّ القوم سيجمعون له مالًا كثيرًا حتَّى يطعنَ في القرآن الكريم. فرفض الوليد وردَّ عليه بأنَّه من أكثر الناس مالًا. فطلب من أبي جهل أن يقول في القرآن قولًا قاسيًا يعلم منه الناس أنَّ الوليد ينكر الكلام الذي جاء به النبي. خشيةً من أن يؤمنَ الناس إذا سمعوا مدحَ الوليد لكلام الله.

فقال الوليد قوله الشهير: “وماذا أقولُ فواللهِ ما فيكم رجل أعلمَ بالشِّعرِ منِّي. ولا برجزِه ولا بقصيدِه منِّي، ولا بأشعارِ الجنِّ. واللهِ ما يشبه الَّذي يقول شيئًا من هذا، واللهِ إنَّ لقولِه لحلاوةً. وإنَّ عليه لطلاوةً، وإنَّه لمنير أعلاه مشرق أسفله. وإنَّه ليعلو وما يعلَى عليه ، وإنَّه ليحطِّم ما تحته”. لكنًَّ أبا جهل أخبره بأنَّ القوم لن يرضوا بمثل هذا الكلام، فطلب الوليد مهلةً. ثمَّ خلصَ إلى أنَّ ذلك الكلام سحر يؤثر، فأنزل الله تعالى قوله: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْت وَحِيدًا}.

وفاته

كان الوليد بن المغيرة شيخًا هرمًا عندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل أنَّه كان مرةً يسير متبخترًا يجر برديه بالقرب من أبواب بني قمير بن حبشية.وفرماه واحد منهم بسهمٍ أصاب ساقه، فانتفخت وامتلأت دمًا وقيحًا. ولم تلبث أن انفجرت بعد أيام. وتوفي بعد الهجرة بثلاثة أشهر في عام 622م ودفن في الحجون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى