عادات و تقاليد

“الطبلة”..أسطورة مقدسة لدى قبيلة بوكومو

دعاء رحيل

قصص يتوارثها الأجيال، وعادات وتقاليد تقف راسخة فى وجه التكنولوجيا وعصور الانفتاح لتظل رافضة عن التأثر بما فى ذلك بالديانات السماوية مثل المسيحية والإسلام.. هذا هو الحال فى العديد من الدول الأفريقية التى تضم قبائل تمتد جذور تاريخها إلى قرون مضت وتتوارث جيلاً وراء جيل طقوس ورموز، من بينها طبلة الـ”نجادجى” الكينية المقدسة لدى قبيلة “بوكومو” التى كانت قديماً فى مصاف الآلهة، فما هى قصتها؟

تعد “نجادجى” أو الطبلة المقدسة، والتي حكى قصتها ماكورانى مونجاسى، ملك قبيلة بوكومو الحالى، مشيراً إلى أن تلك الطبلة لها آثر كبير فى الروح الأفريقية، وتصدر صوتاً يعد من التقاليد المقدسة لشعب القبيلة التى طالما عاشت على ضفاف نهر تانا فى كينيا، حيث تعطيهم القوة الروحية التى لم تعد موجودة منذ عقود بعدما تم سرقتها فى عصور الاحتلال البريطانى.

فيكا أكد مونجاسى فى لقاء مع صحيفة “واشنطن بوست” : أن الطبلة تم نقلها من بوكومو خلال الفترة الاستعمارية، بعد أن استولى عليها ظباط الاحتلال البريطانى، ونقلوها إلى المتحف البريطانى، في لندن، ويخشى شيوخ القبيلة ممن عاصروا عهد الاستعمار ألا ترجع مجدداً.

كما أكدت الأسطورة أن شعب قبيلة “بوكومو” كان يعبد الطبلة، كإله ممثَّل على الأرض، وعلى الرغم من تحول “البوكومو” والبالغ عددهم نحو 200 ألف مازالوا على قيد الحياة، إلى الإسلام والمسيحية، ، إلا إن غياب”نجادجى” هو تذكير دائم للآثار المدمرة للاستعمار.

كما قال ماكورانى، تعتبر ” نجادجي” جلد بقر ممدود على جذع شجرة عملاق، وحين الدق عليه يقوم بإصدار صوت يمكن سماعه في جميع أرجاء القرى المتجمعة حول مجمع ملك بوكومو.

وتابع ملك بوكومو الحالى وأحد سلالات الأسرة الحاكمة بالقبيلة، التي يزعم أنها تعود إلى أكثر من عشرة أجيال: “تقول الأسطورة أنه يبدو وكأنه زئير أسد، ويجبر الجميع على الاستماع”.

ووفق الرواية الأفريقية يشير مونجاسى، إلى أن سرقة نجادجى معروفة كما يعترف المتحف البريطانى أن ضباط الاستعمار صادروا نجادجى لأنها مصدر القوة والاعتزاز لـ شعب البوكومو، قبل أن يتم التبرع بها لمجموعات المتحف البريطانى في عام 1908.

كما أكد المسنون خوفهم من شعب البوكومو، والذين لديهم ذكريات حية مع الفترة الاستعمارية ، وشهد آباؤهم وأجدادهم تدمير مجتمع “بوكومو” التقليدي ، من الموت قبل رجوع أسطورتهم المقدسة، حتى لا تموت ثقافة البوكومو.

وفي القرن الماضى، حصل شقيق ملك القبيلة بايبا مجيدو عام 2016 على فرصة رؤية النجادجى ولمسها، حين تم السماح له، بزيارة الطبلة الموجودة بغرفة الحفظ فى المتحف، وأصبح أول شخص في مجتمعه يمسها منذ أكثر من قرن.

وقبل زيارة مجيدو، افترض الكثير من شيوخ بوكومو أن نجادجي قد ضاعت أو دمرت، حتى لمسها سليل ملوكهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى