تاريخ ومزارات
تعرف على أسطورة الصراع بين “حور” و”ست”
أسماء صبحي
تعد أسطورة الصراع بين “حور” و”ست”، من أهم وأقدم الأساطير نظرًا لكثرة الإشارة إليها في معظم المصادر الأدبيه منذ أقدم العصور، واقترنت بالعنف وارتبطت بأحداث إزالية كونية، وقد ارتبطت بالأسطورة الأوزيرية.
وأشارت بعض مصادر الدولة الحديثة، أن المعبود حور قد عرف بأنه معبود الأرض السوداء (مصر) بينما ست معبود الأرض الصحراوية أو البلاد الأجنبية، وأنه معبود الرياح والعواصف والرعد، وظهر أنه معبود حاقد ومثير للشغب.
وهناك العديد من المناظر التي صورت الإلهان حور وست معا خلال بعض الطقوس والاحتفالات، ومنها طقوس تتويج الملك حيث كان يثنيان التاج فوق رأس الملك ويقومان بأعمال مشتركه مثل طقس توحيد الأرضين عن طريق ربط نباتي الجنوب والشمال.
تفاصيل القصة
وتتلخص أحداث القصة عندما بلغ حور سن الشباب وبدأ بالمطالبه بحقه بورث أبيه ضد عمه ست الذي اغتصب العرش ودار صراع بين الإلهين أحدث ضررًا بليغا لكل منهما.
ويعد انتزاع ست لعين حور محور أساسي في أسطورة الصراع بين حور وست، كما أن هذه العين كانت تعد قبل كل شيء رمزًا للقوة والسلطة، وكان امتلاك ست لعين حور يعني سيادة الظلام وتوقف الخلق لأنها ترمز إلى قوة الحياة والضوء/ لذا كان لابد وأن يصارع حور عدوه وينتصر عليه لاستعادتها ثم يمنحها لأبيه.
وقد هاجم ست عين حور متخفيًا في عدة صور ومنها:
- الخنزير : تشير الأساطير أن المعبود ست حول نفسه إلى خنزير أسود وهاجم حور وجرح عينه، ومن أجل المعبود حور أعلن الإله رع أن الخنزير أصبح حيوان ممقوتًا، لذا أصبح يجسد القدر السيء وأصبح رمز من رموز المعبود ست.
- الثور : أيضاً انتزع ست عين حور في شكل الثور، وألقي أوزير قتيلاً بقدمه القوية والتهم قلبه ليمنع محاولة إيزة من إعادة بعثه.
- الوعل : أرتبط ست منذ العصر المتأخر بالوعل، حيث أصبح المسئول عن انتزاع عين حور وابتلاعها، وأشارت النصوص إلى أن ست في صورة الوعل سارق ومغتصب عين حور، لذا صور حور يقف فوق ظهر هذا الحيوان يمزق جسده بمخالبه عقابا على مهاجمته لعينه.
عودة عين حور
وطبقاً للأساطير المصرية القديمة أصبح المعبود جحوتي هو المسئول عن عين أوجات واستعادتها واستكمالها بعد أن انتزعها ست أثناء صراعه مع حور.
وترمز عين حور في نفس الوقت للقمر، فعندما أطاح بها ست أسرع جحوتي روح القمر وحاميه وعثر عليها مهشمة، لذا أحضرها ثم أعاد تجميعها حتى كون منها البدر، ونتج عن إطاحة ست بالعين أن غمر الظلام السماء وهو رمز لمحاق القمر.
وتعد عودة جحوتي بأجزاء العين تمثيلاً لأطوار نمو الهلال حتى يصبح بدراً كاملاً، حيث يرمز البدر إلى أن كل شيء بات على ما يرام، لذا عند المصريون جحوتي منقذ النظام الكوني بشكل أو بآخر، وهو الذي عالج العين فصار هو نفسه معبود القمر، وعلى النقيض أصبح ست الذي هاجم عين حور مسئولا عن معاناة الكون تمامًا كما كان مسئولًا عن معاناة أوزير.
كما يوجد مشهد آخر يخلد ذكرى إعاده العين إلى حور، وذلك في صالة الأعمدة الكبرى بمعبد سيتي الأول بأبيدوس، حيث يصور المعبود جحوتي ضمن موكب للمعبودات مكون من سمخت فوق رأسها ولدها نفر – توم في شكل الصقر وتحمل على صدرها عين أوجات بحرص واضح يبرز طبيعتها كمعبودة للحماية والشفاء، وخلفها يجلس نون أبو المعبودات ثم خبرى ومن خلفه جحوتي وأخيرا تقف كلًا من نيت وواجيت.
كما صور الملك سيتى الأول بحجم صغير راكعاً أمام المعبودات يقدم لكل منهم إنائي، وتشير النقوش المصاحبة للمنظر إلى مكان هذا الحدث وهو الصاله الكبرى بمعبد الملك سيتي الأول، حيث أعلن فيها براءة حور وانتصاره بعد أن ردت إليه عينه التي أحضرها جحوتي.