تاريخ ومزاراتفنون و ادب

سجادة خريطة مصر قيمة تاريخية وسياسية هامة

كتب / حسين الهوارى

تحفه فنيه أثرية من قصر الرئاسة فى الاتحادية .

‏السجادة الخريطة الحريرية التى تظهر خلف ضيوف مصر ليست ‏⁦‪‬⁩ مجرد سجادة عادية… لكنها قيمة تاريخية وسياسية هامة, وحكاية كتبت فصولها على مر التاريخ الحديث لمصر.
‏الحكاية بدأت فى ‏⁦‪‬⁩عصر الخديو إسماعيل صاحب النهضة و عاشق الفنون والثقافة الذى كانت له اعمال وطنية يحاول بها إخراج مصر من عباءة الحكم العثمانى، ‏⁦‪‬⁩ و ظهر ذلك واضحا فى الاحتفالات الأسطورية لافتتاح قناة السويس، فقد قام بنفسه دون الرجوع للسلطان العثمانى بدعوة ملوك العالم،‏.

ثم دعا السلطان العثمانى ليظهر بمظهر الملك المستقل ببلاده مما أغضب السلطان.وإمعانا فى إظهار هذا المعنى، روادته فكرة إنشاء خريطة‏⁦‪‬⁩ لمصر عند الاحتفال بقناة السويس، تظهر للعالم الحدود المصرية، وقام بتحديد هذه الخريطة مجموعة من العلماء المصريين الذين يعملون بالمسح الجغرافى, وحددوا ملامح الدولة المصرية عبر الخريطة.
وأرسل الخديو صورة منها الي الآستانة بصناعة سجاده حرير..يدوية بتفاصيلها، وأبقى الخريطة الأصلية بمصر لكى يطابقها بالسجادة المزمع صناعتها، قاصدا بذلك إعلان استقلال مصر عن الدولة ‏⁦‪‬⁩ العثمانية ولكن لم تر هذه السجادة النور بسبب تدخل السلطان العثمانى الذى أوقف صناعتها.
واستمر هذا الحلم إلى أن تحققت الفكرة بأيد ‏⁦‪‬⁩ مصرية , فقى عهد عباس حلمى الثانى، اختير مصنع سجاد بدمنهور لصناعتها , وانتهى العمل منها بعد رحيل الخديو عباس حلمى، وظلت فى ‏⁦‪‬⁩ المخازن الخديوية إلى انتهاء الحرب العالمية الأولى بانتصار إنجلترا فخرجت هذه السجادة الخريطةوتم وضعها لأول مرة خلف الملك فؤاد‏⁦‪‬⁩ فى لقاءاته الرسمية.
‏تفاصيل السجادة .
‏سجادة من الحرير تشمل حدود القطر المصري‏⁦‪ ‬⁩مقاساتها 485 × 450 سم، تم تنفيذها بالأسلوب اليدوى، واتخذ الفنان الصانع لهذه التحفة أسلوب ونوع العقدة وعددها 25 عقدة فى السنتيمتر‏⁦‪‬⁩ المربع. وقد اتخذت الألوان الأحمر والأخضر و الأصفر والأزرق والبنى بدرجاتها، مع استخدام اللون اللبنى.
والسجادة ذات بحر، وكنار ‏⁦‪‬⁩ البحر يمثل خريطة القطر المصرى، ويوضح عليها الحدود المصرية بمختلف الأركان، ونهر النيل، والقناطر، والسكك الحديدية .‏⁦‪‬⁩ ومن الجانب الأيسر خريطة أخرى تمثل مجرى النيل وفروعه، وأسفلها مفتاح الخريطة ومقياس الرسم لها. أما الكنار فيتكون من إطارين ‏⁦‪‬⁩ متتاليين، الداخلى منه أرضيته زرقاء، وبأركانه الأربعة علم مصر، أما الخارجى فأرضيته حمراء وقوام زخارفها أشكال نباتية متنوعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى