عادات و تقاليد

القضاء عند البدو.. ماهي “غرة فتاة” في العرف القبلي؟

أميرة جادو

تعني الشابة التي تساق مع الدية من أحد أقرب القاتل، فيأخذها أحد أقارب القتيل، ولا يقام لها حفل زفاف، وتبقى مع هذا الرجل حتى تلد له، وعندما يأتي الولد ويكبر، تعطيه أمه سيفًا وتجعله يحضر أمام مكتب العشيرة، فتقول: ماذا تقولون في هذا أليس رجلاً؟ فتجاب: بلى، فتقول: ألا يسد مسد رجلكم؟ فيقال لها: بلى، فتأخذ ملابسها وترحل إلى أهلها، تاركه لهم رجلاً من دمهم ولحمهم بدل قتيلهم.

ويمكن أن يلحق بها الرجل الذي كانت عنده فيخطبها من جديد، وتزف إليه بعد دفع المهر، ويعد العرس، فتعود إلى ابنها وبيتها ويسود الوئام، وبعض البدو يعامل الغرة معاملة حسنة، وبعضهم يعاملهم بازدراء وبعضهم يعاملونهم معاملة عادية، غير أن القانون العرفي يحمي هذه الفتاة ويضمن لها المأكل والملبس والمعاملة الإنسانية.

وقد يسود الوئام والانسجام بين الأطراف المتنازعة، وذلك بعد أن تتوثق عريّ العلاقات الاجتماعية بعد الإنجاب، أما إذا لم تنجب تبقى عند هؤلاء القوم، وقد يرسلونها إلى أهلها بعد مدةً من الزمن.

وهناك بعض البدو من يدفعون لأهل القتيل مهر فتاة بدل الغرة. كما يتكفل له بكل نفقات العرس، ولكن الغرة كانت سنة دارجةً سواء أكان القاتل بين أقرباء أم غرباء.

وقد ذكرت الغرة في أقضية النبي عليه الصلاة والسلام. وذلك من حديث امرأتين من هذيل: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “قضى رسول الله عليه وسلم في جنين امرأة من بني لحيان سقط ميتاً بغرةٍ عبدٍ أو أمةٍ ثم إن المرأة التي قضى عليها بالغرة، توفيت.. فقضى رسول الله صلّى الله عليه وسلم بأن ميراثها لبنيها وزوجها، وأن العقل على عصبتها”.

والجدير بالإشارة، إن هناك فرق بين الغرة التي قضى بها النبي عليه والصلاة والسلام عبد أو أمة. والغرة في المجتمع القبلي فهي عبارة عن فتاة من أقرباء القاتل تساق مع الدية. فيأخذها أحد أقرباء المقتول، وهذا امتهان لكرامة المرأة التي كرمها الله تعالى وحفظ حقوقها.. وهنا يظهر جلياً مدى تعارض هذا التقليد مع تعاليم الإسلام.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى