عادات البادية.. “المقعد” وإكرام الضيف عند القبائل العربية
أميرة جادو
يعد إكرام واحترام الضيف من أهم الصفات التي تتميز بها القبائل البدوية، ويعتبر المقعد من أهم مكونات البيت البدوي، وهو منفصل تمامًا عن المنزل بسبب قدسيته ولمراعاة حرمة المنزل، وعندما يهبط البدو في مكان ما، يبدأون في صنع المعقد بشكل بسيط، ويكون بجانب صخرة كبيرة، أو تل صغير، أو تحت شجرة، ثم يجمعون بعض الحجارة وضعوها فوق بعضها البعض لتشكيل نصف دائرة لا يزيد ارتفاعها عن متر واحد، ولكن إذا استقر بهم المقام في هذا المكان وكان شبه دائم، فإنهم يصنعون “عريشة” من الحجارة وتنشق بجريد النخيل وتتميز بالاتساع وليس لها أبواب.
استقبال الضيوف
ومن جهته، أوضح الشيخ خليل الحويطي، أحد مشايخ قبيلة الأحويطات، إن أبناء البادية يتعاونون في تزويد المقعد بأدوات ولوازم الشاي والقهوة ويوفرون حولها الحطب والماء، كما يجتمعون فيه صباحًا ومساءً لاستقبال ضيوفهم أو أي عابر سبيل، ويستطيع الضيف أن يخدم نفسه إذا لم يجد أحد بالمقعد، بالإضافة إلى راحته من السفر إلى أن ينتبه إليه أهل التجمع البدوي، وتستطيع المرأة البدوية أن تقوم بواجب الضيافة بنفسها أو ترسل أحد أبنائها بالماء والطعام إلى الضيف.
وأكد الشيخ، أن الضيوف مرحب بهم في أي وقت، ويقوم الأهالي بإحضار مزيدًا من الفرش والمياه والحطب، كما يتم إشعال النار وتحميص البن الأخضر، ثم وضعه في الهاون المصنوع من النحاس، ويتم دق البن ويوضع في البكرج ويضاف إلى المياه بعد غليها، ثم يضاف إليه الحبهان.
وجبة “اللبة”
وأضاف الشيخ، إذا شعر أهل المنزل أن الضيوف في حاجة إلى تناول وجبة سريعة، فيحضرون لهم “اللبة”، وبحسب عادتهم الأصيلة فأنهم لا يسألون ضيوفهم ولا يتحدثون إليهم كثيرًا قبل تقديم المشروب.
وتابع، تعد القهوة من عادات الضيافة ولها أصول يجب مراعاتها، حيث يقوم أحد أهل التجمع واقفا ممسكًا البكرج بيده اليسرى ومجموعة الفناجين بيده اليمنى، ويوزع القهوة على الضيوف بداية من جهة اليمين ومن أمثالهم “أصرف على اليمين لو كان أبوزيد على شمالك”، ويأخذ الضيف فنجان القهوة بيده اليمنى، والقهوة البدوية سادة بدون سكر وتصب بكمية قليلة في الفنجان، ويقدم للضيف في العادة ما لا يزيد عن 3 فناجين.
وأشار الشيخ، إلى أن الشباب يتعلمون من الكبار أصول استقبال الضيف وإكرامه في المقعد. كما يتعبون عادتهم وتقاليدهم في الترحيب بالضيوف، وطريقة صنع القهوة وأصول توزيعها.