قبيلة تميم.. تميزت بحب القتال وكانت ذخرا للغة العربية الفصحى
دعاء رحيل
تعتبر تميم عشيرة عدنانية ضاربةٌ في التّاريخ. كان لها إمتدادات في العراق وبلاد الشّام وشبه الجزيرة العربية ومازالت. وهُم بطون كثيرة، منها بنو دارم بن مالك بن عدنان وبنو ربيعة بن مالك بن زيد وبنو مالك بن زيد وبنو عوف بن كعب وبنو الحارث بن عمرو.
كما شاركت عشيرة تميم حروبًا كثيرة مع قبائل أخرى، إمّا دفاعًا عن النّفس أو لأسبابٍ تتعلّق بالماء والكلأ. وقد أدّت هذه الحروب، إلىجانب إتّساع منازلها، لأن يصبح كلّ بطن قبيلةٍ قائمةٍ بذاتها. واشتدّ الخلاف بين هذه البطون والقبائل حتّى إنّ الشاعرَين الفرزدق وجرير ظلاّ يتهاجيان رغم انتمائهماإلى أصلٍ واحدٍ هو تميم، ولكنّهما من بطنين أو قبيلتين مُختلفتين. فالفرزدق انتمى إلى قبيلة مجاشع بينما انتمى جرير إلى كُلَيب.
لم تتغير عشيرة تميم في الفتوحات الإسلامية ما عُرِفَت به في الجاهلية من حبٍ للقتال، فكان لها نصيب في كل الفتن التّي نشبت في عهد الأمويين. فقد انتصروا للخوارج عندما أعلن هؤلاء الثّورة على الحكومة المركزيّة في دمشق.
وعند ظهور الدّعوة العباسية، استجاب لها العديد من بَني تميم. كما اشتركوا في تأسيس دولة الأغالبة في شمال إفريقيا على يد التّميمي بن زيد مناة.
فيما تميزت تميم بأنّها ذخر العربية الفُصحى من الشّعر والبلاغة عن طريق طائفةٍ من الشّعراء البارزين في الجاهلية والإسلام. وكانت لغتها العربية المُتميّزة سائدة في شرقي الجزيرة العربية منذ القِدَم. وهي تختلف كثيرًا عن لهجات القسم الغربي من الجزيرة.
كما كان من بطون تميم أشهر شعراء الجاهليّة ومنهم الأسود بن يعفر وسلامة بن جندل وعدي بن زيد وأوس بن حجر وعلقمة الفحل وأكثم بن صيفي، ثمّ الفرزدق وجرير في الإسلام، أيّام الأمويّين.
