محقق النصر…قصة البطل الشهيد عمرو فؤاد
البطل عمرو فؤاد هو الابن الوحيد لأحد قيادات المخابرات العامة المصرية في الستينيات وما أدراك ما الستينيات المخابرات المصرية تصنع النصر وتسحق الموساد والمخابرات الأمريكية.
بدات قصته عام 1968وحتى اندلاع حرب أكتوبر، بصفته يهودي مصري يحمل اسم “صموئيل بن نون”.
استشهد البطل يوم اندلاع الحرب نتيجة للقصف المصري الكثيف على حصون خط بارليف، حيث كان ضمن إحدى فرق الجيش الإسرائيلي كضابط إتصال على الجبهة الجنوبيه ( المصريه).
ونبدأ بصناعة عميل :
في صباح يوم من أيام يناير 68 داخل مبني عتيق في حدائق القبة بجوار قصر القبه الجمهوري تماما وفي قاعة خافتة الاضاءة يحملق ثلاثة رجال يرتدون ملابس مدنية غارقين بين ملفات خضراء يتصفحونها بدقة واهتمام المكان هو ادارة متابعة الجالية اليهودية في مصر والرجال الثلاثة ماهم الا الضابطين المسؤلين عن هذه الادارة و أحد قادة الجهاز و ذلك لانتخاب شخص من الجالية اليهودية في سن المراهقة وعلي اعتاب الشباب (من 17 الي 19 سنة) كي يكون عينا لمصر في عمق الجيش الإسرائيلي. قبل اسبوع واحد فقط من هذا الموقف كان ضابط العمليات المعروف داخل جنبات الجهاز باسم صقر يتقدم بتؤدة نحو غرفة رئيسه المباشر مقدما اقتراحا جنونيا من اربعة صفحات فحسب يقتضي ضرورة زرع عميل مصري في قلب الجيش الاسرائيلي يبدأ من اصغر رتبة ممكنه وان يكون هذا العميل يهودي صميم يمتلك هوية يهودية وتاريخا يهوديا مسبقا كان ضربا من الجنون ان يتقدم ضابط مخضرم بمثل هذا الاقتراح بعد الاجتياح الاسرائيلي لكامل مساحة شبه جزيرة سيناء قبل سبعة اشهر فحسب وبعد ان اصبحت الجالية اليهودية في مصر محط انظار الجميع مصريين وجهات دولية بعدما اصبحو منبوذين داخل مصر وفر نصفهم الي اسرائيل عبر الصليب الاحمر بدعوي الاضطهاد وتبقي حفنه منهم يعانون الارق والخوف، سلم صقر اقتراحه الي السيد زاهر رئيسه المباشر عالما انه لن يعلم ماسوف يتم بشأنه الا انه كان واثقا من انه سيتم دراسه اقتراحه بالتفصيل ووضع الحل له، بمجرد مغادرته لمكتب السيد زاهر نفض عن رأسه تماما كل شيء عن التقرير وانصرف الي قسم الاستماع منتظرا موعد الرسالة الجديده من عميله العتيد في تل ابيب 313 ومنذ ميلاد الاقتراح حتي انتهت العمليه لم يعلم السيد صقر ابدا ما الذي حدث بخصوصه لكن السيد فؤاد احد قادة الجهاز ادخل تعديلا بسيطا الا وهو ان من المستحيل ان تجد يهوديا واحدا ولائه لمصر مهما كان لان الطبع هو الغدر ولذلك فالحل هو عميل مصري يتم منحه اسما وهويه يهودية بالكامل وتخليق تاريخ عائلي له في الاحوال الطبيعية ان تصنع شخصية مثل هذه، امر علي قدر من الصعوبه لكن ليس مستحيل اما ان تكون هذه الشخصية بعمر بين 17 الي 19 عاما فقط فهو الجنون بعينه لان التدريبات وحدها تستغرق 3 سنوات علي الاقل قبل الوصول الي المرحلة المرضية التي يمكن ان يخترق بها العميل الوسط المعادي مع خبرة كافية حتي لايتم اكتشافه رغم ذلك عكف قسم متابعة الجالية اليهودية علي فرز ملفات افراد هذه الجاليةحتي وقعت مفاجئة مذهلة، صورة صغيرة لشاب يهودي من اصل مغربي والصورة له في سن ال16 عام نظر لها السيد فؤاد بدهشة شديده قبل ان يطلب من زميليه انهاء البحث والتركيز علي هذا الشاب بالذات فهو شخصيا يعرف مواطنا مصريا حتي النخاع ويكاد ان يكون الاخ التؤأم لهذا اليهودي من ناحية الشكل ونشطت التحريات عن تاريخ هذا الشاب لمدة اسبوع كامل ليل نهار صموئيل بن نون الابن الاكبر لتاجر ملابس متجول يهودي يسكن حارة اليهود بالسكاكيني عائلة يهودية من اصل مغربي يعود الي الجد استقرت في القاهرة في اوائل القرن وهي عائلة شبه معدمة هو الابن الاكبر وله اخت واحده صغيرة كان يتنقل مع والده بين قري ونجوع لبيع تجارتهم البخسة من الاقمشة الرديئة و يبيع ذلك بالاجل، اختفي ذات يوم قبل عامين وقيل هربا من ظروف النشأة القاسية او تمردا علي نظرة الاحتقار في عيون الناس له كيهودي و مات والده بعده باقل من شهر و لم يمضي شهور حتي احترقت الام الكفيفة وابنتها في دارهم نتيجه لمبة جاز صغيرة احرقتهما ظروف مثالية لتخليق شهادة نسب لعميل بقي الأهم اين صموئيل بن نون؟ عثرت عليه فرق البحث يحتضر في مستشفي الصدر بالعباسية واخبرهم الطبيب المعالج انه لن يتبقي له اكثر من يومين فقط كان هذين اليومين كافيين تماما لمعرفة اين اختفي طوال عامين وكيف هرب للاسكندرية ليعمل علي فلوكة صغيرة صيادا ومعاون مع الريس عبد الله طامعا ان يتمكن يوما في الفرار الي اليونان ثم مرض بالصدر وبدا ينزف دما ولم يعد من الممكن الاستمرار في توظيفه فمنحه الريس عبد الله مبلغا صغير من المال جعله يقرر العوده للموت وسط اهله لكنه لم يعلم ابدا مااصابهم فقط اغشي عليه في القطار ونقل الي المستشفي ومنها الي مستشفي الصدر حيث مات وتم دفنه بسرعه وعلي عجل بمعرفة المخابرات المصريه باسم وهوية مختلفين ولم يعلم بوفاته سوي افراد مكتب متابعه الجاليةاليهودية.
الشبيه لماذا هذا الشخص فقط من لفت انظار السيد فؤاد؟من هو العميل الذي يمكن زرعه محله وعمره لايتجاوز ال18 عاما ويكون متطابقا في الشكل معه؟ هل يقدر لهذه العملية النجاح في هذا الوقت الحرج حيث لاوقت للتدريب او التمويه او الاعداد؟ هل عنصر لايتجاوز الثامنة عشرة يمكنه ان يتدبر امره بالكامل خلف خطوط العدو حتي يصل الي موقع حساس في قيادة الجيش الاسرائيلي بدون ان يشتبه به احد؟ كل هذه التساؤلات دارت في ذهن رئيس التخطيط والعمليات وهو يقطع الردهة الطويلة ويخرج من الباب الخارجي ويدلف سيارته تحت امطار هذا اليوم ويسير بها في شوارع القاهرة الحزينه متجها الي منزله في نفس اللحظة في داخل منزل السيد فؤاد ترفع زوجته السيدة رئيفة اطباق الغداء من امام زوجها السيد فؤاد وابنه الكبير عمرو بمعونة من خطيبته نجلاء عن المائدة.عمرو الطالب في اعدادي هندسة المليء بالطموح المتفجر بالعزم والوطني حتي النخاع البطل الرياضي المتفوق وخطيبته وجارته في نفس الوقت نجلاء طالبة الآداب بعد نهايه الغداء، طلب الاب من ابنه توصيل خطيبته حتي منزلها والعودة لمحادثته علي انفراد لأمر هام فابتسم الابن ملبيا طلب والده ووعدة بسرعة العودةوبينما اغلق عمرو غرفة المكتب وراءه جيدا نظر الي ابيه السيد فؤاد بتساؤل.
السيد فؤاد:بتحب مصر ياعمرو؟.
عمرو:مين مبيحبش مصر يابابا!!!.
السيد فؤاد: تتمني تخدمها؟.
عمرو:بروحي يابابا.
السيد فؤاد:مهما كانت التضحيات؟.
عمرو: مهما كانت التضحيات ايه الموضوع بابا انت قلقتني.
السيد فؤاد: ممكن مكونش اتكلمت معاك قبل كده عن طبيعة شغلي الدقيقةالسرية هي اساس عالمنا وبدونها كل شيء ينهار انا باسم مصر هكلفك بمهمة بس هتكون صعبة ياعمرو هتتخلي عن كل حاجه هتنسي كل لحظة في حياتك وتندمج في حياة جديده وتعيشها بكل جوارحك هطلب منك تقلب كل حاجه في حياتك وتتخلي عن كل حلم حلمته في يوم عشان بلدك تقدر ياعمرو؟
عمرو: بابا …انت ربيتني علي حب ديني وبلدي علمتني ان التضحية عشانها شرف لايناله الا من يدفع مهرها مهما كان لما ييجي اليوم الي مصر تطلب فيه ابن من ابنائها عشان يكون طوبه في جدار حريتها وسور امنها و لايجبن مهما كانت التضحيات ميستحقش انه يكون مصريا.
السيد فؤأد: هتتخلي عن كل حاجه ياعمرو هتنسي اهلك وهتنسي انك مصري وانك مسلم هتنسي ان ليك اب وام علي قيد الحياة هتنسي نجلاء وهتنسي دراستك وهتنسي العربي موش هتصلي وموش هتصوم هتكون مطالب تشيل السلاح في وش ولاد بلدك وتستحمل انها تتشتم قدامك وتضحك هتكون مطالب ان كل الحقيقة اللي جواك متخرجش ابدا علي وشك هتعتبر عمرو فؤاد مات واندفن فعليا من يوم بداية مهمتك مات وموش هيرجع تاني ياعمرو (يالله…. هل يمكن ان تصل التضحية الي هذا الحد بانسان ؟).
عمرو: ايا كانت المهمه دي وايا كانت التضحية… موش ده عشان مصر يا بابا؟صبيحة اليوم التالي في اجتماع مغلق ضم ثمانية اشخاص منهم السيد فؤاد والسيد زاهر.
السيد زاهر بدهشة وعدم تصديق: ابنك يافؤاد!!!!
السيد فؤاد:كل شيء في سبيل مصر يهون وهو اولا واخيرا مصرى، انقضي الاجتماع علي الانتقال الي الخطوات التنفيذية مباشرة رغم كل مايتعارض مع اساس عملهم ورغم القاعدة التي تقول :لاتقع في حب العميل وكيف يمنع السيد فؤاد نفسه من حب ابنه الوحيد!!!!!كان لابد من اخفاء عمرو فؤاد عن الحياة تماما واجراء جراحة تجميله بسيطة لتعديل حاجز انفه وتضييق عيناه الواسعتين قليلا ليتحول الي صورة طبق الاصل من صموئيل بن نون لاداعي لتعليمه العبرية لان صموئيل بن نون لم يكن يتحدثها اصلا لكن لابد من تدريب مكثف وعشرات الساعات مع خبراء الجانب الاخر لاعادة رسم وتكوين الشخصية الهادئة الصامته لصموئيل بن نون مكان شخصية عمرو فؤاد الحقيقية كل هذا تحت طائلة النجاح او الفشل كل هذا قبل ان يتم زرعه فعليا في المجتمع اليهودي مره اخرى بعد هذا بأقٌل من اسبوع وقع حادث عنيف في منطقة مصر الجديدة عندما اصطدم لوري نقل جنود عسكري بسيارة مصرية صغيرة شائعة الانتشار وادي الي احتراقهما كليا وتحويل من كان في السيارة الصغيرة الي فحم محترق كانت هذه السيارة هي السيارة التي اهداها السيد فؤاد لابنه الوحيد عمرو لتفوقه في دراسته واعلن رسميا وفاة المواطن عمرو فؤاد عن عمر ثمانية عشر عاما متأثر بالحروق التي اصابته في الحادث انهارت الام المسكينه والخطيبة المكلومة وارتسم الحزن علي وجه الاب الذي كان يعلم ان الحادث ملفق وان الذي احترق في السيارة هو مجرد جثة لمتوفى مجهول الهوية مات قبل أيام وصدر نعي الشاب المتفوق في اليوم التالي مجللا بالسواد لينعاه كل من عرفوه من اصدقائه وزملائه في كليته و منطقته واستمر العزاء ثلاثة ايام وسط الآم الجميع واكثرهم الماً الاب الذي كتب الله عليه ان يكون ابنه ميتا وحيا في آن واحد كل هذا يدور بينما عمرو يرقد داخل احدي قاعات الافاقة لعمليات مابعد الجراحه في مستشفي وادي النيل في زمن كانت الجراحات التجميلية فيه ضربا من خيال كان يعلم انه وصل الي نقطة اللاعودة كان يعلم انه من الان لن يعود عمرو فؤاد بل هو صموئيل بن نون اليهودي مغربي الاصل مصري الجنسية كان قد قضي ايام الاسبوع المنصرم بالكامل مع فريق من خبراء الجانب الاخر الذين عملو علي تأهيله ليصبح صموئيل بن نونو الان هذه هي الخطوة الأخيرة لقد اصبح يمتلك وجه صموئيل بن نون لقد اصبح هو صموئيل بن نون.
تحركت سيارة سوداء صغيرة بلوحات سيارة اجرة صبيحة احد الايام تنهب الطريق نهبا بعد صلاة الفجر بقليل باتجاه اخر نقطةشوهد فيها صموئيل بن نون محطة سكك حديد مصر داخل السيارة وفي هذه الرحلة القصيرة التي لاتستغرق اكثر من عشرة دقائق جلس قائد السيارة السيد زاهر وفي المقعد الخلفي جلس عمرو فؤاد يرتدي ملابس صموئيل بن نون والي جواره حقيبة قديمة بها ماتبقي من متعلقات صموئيل.
قال السيد زاهر:صموئيل .. دقائق و مهمتك تبدأ .. انا هنزلك في اخر مكان صموئيل اتشاف فيه هتتقمص شخصية صموئيل تماما..هتخرج من محطة القطار وتتجه الي منزل صموئيل وتدور علي اهلك وخلال الفتره القادمة كل الاجراءات والتصرفات الي هتتخذها في مصر هتكون بدون ادني معونه منا بدون ادني اتصال بيننا و ممكن تصادف عراقيل ومتنتظرش مننا أن نتدخل لان في يوم من الايام اللي هيتحري عن ماضيك هيعرف كل ده عشان العمه روز ياصموئيل (مصطلح العمة روز مصطلح حقيقي كانت المخابرات لمصرية تستخدمه كأسم كودي لمصر مع عملائها في فترة من الفترات) تراقصت ابتسامه سرعان ماتلاشت علي شفتي عمرو ورد قائلا بصوت اختلط فيه الحزن بالتحدي: عشان العمه روز ياسيد زاهر توقفت السيارة في ركن مظلم من باب الحديد في توقيت متزامن تماما مع وصول القطار القادم من الاسكندرية وقفز منها عمرو بسرعه فيما تمتم السيد زاهر بصوت خافت : ربنا معاك ياعمرو.
اندمج عمرو مع افواج الناس الخارجين من الباب الامامي للمحطة متدثرا بمعطفه الاسود القديم من البرد القارص الذي صاحبته الامطار صبيحه ذلك اليوم وبدأ المشي من امام محطة سكك حديد مصر وحتي حارة اليهود بالسكاكيني كما كان يفعل صموئيل دوما و صباح ذلك اليوم استيقظ الجيران علي صوت الطرقات علي الباب الحديدي للمنزل العتيق الذي كان يسكنه صموئيل مع أسرته فتحت الجارة العجوز الباب تفرك عيناها بدهشة قائلة : صموئيل..انت كنت فين يابني بقالك سنين .. اهلك داخو يدورو عليك رد صموئيل:هم اهلي فين ياام فوزي؟ردت ام فوزي بارتباك:اهلك؟اهلك ياضنايا تعيش انت اتقن عمرو تمثيل دوره عندما صرخ بانهيار : ايه!!!!!!!!!!ماتو ازاي ؟ازاي ماتو وسابوني ياام فوزى احتضنته العجوز الطيبة وهو يبكي منهارا بعدما اجتمع الجيران الطيبون حوله يواسونه فيما قال احدهم :يابني ابوك مات وهو بيدورعليك بعد مااختفيت انت بشهور و امك وراشيل مكملوش ياضنايا بعد ابوك بكام شهر اتقن عمرو دور الانهيار واغمي عليه وحمله الاهالي الي منزل الجارة العجوز ام فوزي يحاولون افاقته والتخفيف عنه(لم يمنع كون صموئيل الجار المصري اليهودي جارته العجوز ام فوزي ان تعاونه رغم ان ابنها مجند علي خط النار في جبهةالقتال يحارب الاسرائيليين اليهود أيضا ) في الايام التالية أتقن عمرو اللعبة تماما وغاص حتي النخاع في كونه صموئيل بن نون عندما استأجر ببطاقته الشخصية غرفة في بنسيون قديم متهالك تمتلكه سيدة يونانية في شارع كلوت بك وبدأ في النضال للحصول علي ماتبقي من اوراق ومستندات تثبت شخصيته وفي زياره الحاخام المسؤول عن المعبد اليهودي في شارع احمد سعيد للصلاة علي ارواح اهله و ناضل نضالا مريرا في قسم شرطة الوايلي كي يحصل علي بقايا متعلقات اهله التي تم تحريزها والتحفظ عليها بعد وفاتهم جميعا و التي لم تخرج عن بضع صور قديمة وساعة جيب تعود لابوه وسلستين ذهبيتين وشهادتي ميلاده هو واخته وبطاقة والده الشخصية واستخرج نسخه من شهادة مؤهله الدراسي، كما تم اعتقاله تحفظيا لمدة 12 يوما في قسم الشرطة ذاته وسط المجرمين و اللصوص وتم رفضه في العمل في كل جهة تقدم لها لانه يهودي وبدأ المال القليل الذي كان بحوزته في النفاذ كل هذا بدون ادني تدخل او مساعدة من مشرفي العملية وان كان الامر يقتضي مراقبته من بعيد حتي قام احد مسؤلي الامم المتحدة بزيارته في قسم شرطة الوايلي أثناء اعتقاله تحفظيا والحصول علي بياناته في اطار حصر بقايا اليهود المتواجدين في مصر خاصة بعدما شنت إسرائيل حملة شعواء تدعي فيها ان مصر تعتقل اليهود المصريين كلهم وتسئ معاملتهم لانهم يهود كان هذا مقدمة كي تقوم الوكالة اليهودية متخفية في زي الامم المتحدة بتدبير الامور لتهريبه خارج مصر كلاجئ سياسي بعدما اشيع ان مصر تنوي اعتقاله لاجل غير محدد لانها تشتبه في قيامه بتهريب العديد من اليهود الي اليونان اثناء فتره عمله على مركب الريس عبد الله العام المنصرم عندما بدأ شهر مارس يحل بالدفأ علي ربوع مصر كانت كل اجراءات تسفير صموئيل بن نون الذي حاربت الوكالة اليهودية من اجله حربا مريره هو و 8 اخرين من اليهود المصريين لاخراجه من مصر قد تكللت بالنجاح وتمكنت الوكالة اليهودية من تدبير تأشيرات سفر الي الارجنتين معقل عمليات الموساد في امريكا اللاتينية خلال أيام، عندها بدأ صموئيل بن نون او عمرو فؤاد في المجاهرة علنا بالعداء لمصر وبدأ في الحديث انه سيعود الي القاهرة مره اخري لكن مع جيش إسرائيل.
صباح احد ايام منتصف مارس تحركت طائرة شارتر صغيرة تحمل شعار اير اليطاليا علي مدرج مطار القاهرة تحمل عددا من الدبلوماسيين للامم المتحدة واعضاء الصليب الاحمر الدولي وتسعه يهود سلمو قبل دقائق وثائق جنسيتهم المصرية و غادروا أرض مصر التمعت نظرة الحزن في عيني صموئيل وهو يري ارض مصر و الطائرة تبتعد عنها حتى هبطت الطائرة في بيونس ايرز و لمدة 48 ساعة جري خلالها نقلهم الي فندق بسيط قبل ان تصل طائرة اخري تابعة للعال لتقلهم مع عدد من مندوبي سفارة الكيان الصهيوني الي تل أبيب.
صموئيل كان اصغرهم المفترض انه لايتحدث الا العربية وقليل من الانجليزية(علي عكس عمرو الذي كان يجيد الانجليزية بطلاقةمع الفرنسية بحكم دراسته في كوليدج دي لاسال ويجيد القليل من الروسية بحكم الفترة التي قضاها مع والده في وقت من الأوقات في موسكو)كانت الوكالة اليهودية تعمل في نشاط محموم لاعادة نقل اليهود في الخارج الي ارض الميعاد كما تشير دعاياتهم المتناثرة وقتئذ في شوارع اوروبا وكانت اعادة صموئيل ومن معه رغم انهم قله الا انها ضربة كبري فهم يهود مصريون يمكن اعادة استخدامهم اعلاميا وحتي عسكريا فهم اولا كانو مصريين(قد يتذكر البعض حاييم مرزوق -الكولونيل الاسرائيلي فيما بعد- الذي كان احد قادة معسكر اعتقال اسرائيلي والذي كان صديقا صدوقا لعدد من المثقفين المصريين فترة وجوده في مصر ) كما ان التاريخ الزائف الذي صنعته المخابرات المصرية باتقان لنسب بطولة صموئيل بن نون علي صغر سنه انه كان يقوم بتهريب اليهود واموالهم الي المياه الدولية والي بعض الجزر اليونانية اثناء عمله علي مراكب صيد الريس عبد الله قد ابلت بلاء حسنا حيث عومل صموئيل كبطل اعلامي وقتئذ في وسط العائدين مما تعرف بأحد قادة حزب الماباي الاسرائيلي واحد رؤساء الوكالة اليهوديةوقتئذ الي تبنيه ماليا (كجزء من الدعاية الانتخابية ايضا التي كانت تصفياتها الاولية علي الابواب) وبدفع خاص من احد كبار اعضاء حزب الماباي وقتئذ وهو المحترم جاك بيتون رجل الاعمال والصناعة الاسرائيلي الشهير (رافت الهجان) والذي يعتبرإلى اليوم الإسرائيلي الوحيد الذي رفض رئاسة الحكومة الإسرائيلية (معلومة واقعية فقد كان جاك بيتون مرشحا بقوة لرئاسة حزب الماباي الذي كان يسيطر علي الحكومة الائتلافية الإسرائيلية في وقت من الأوقات وكان رئيس الحزب هو رئيس الحكومة الا أن جاك بيتون رفض المنصب في اللحظة الأخيرة لاعتبارات لاتزال طي الكتمان) أصبح صموئيل بن نون رسميا سكرتيرا للسياسي الشهير الذي تبناه فكريا وقام بدفعه لتعلم اللغة العبرية مع دراسته بالانتساب بكلية الآداب في أحد الجامعات الإسرائيلية و قام بتوفير عمل له في أحد المكتبات مع راتب وسكن ملائمين كانت هذه هي البداية الحقيقية لانتقال صموئيل بن نون الي الحياة في اسرائيل وكان هذا في منتصف عام 1968 كان الشاب الهاديء الصامت مجتهد التحصيل في دراسته للغة العبرية ولتحصيلة في كليته الي جانب الكتب التي يقرأها في عمله في فرع دار النشر الشهيرة حيث انه ينتمي الي اليهود الشرقيين (السفردييم) الذين حتمت ظروفهم عدم تعلم اللغة العبرية ولم يحدث اي نوع من انواع الاتصال أو حتي محاولة الاتصال بين المخابرات المصرية وبينه فيما عدا كارت تهنئة رقيق ارسله إلى روما إلى العمة روز والتي كان لايمل من الحديث عنها باعتبارها اخر من تبقي من أقربائه علي وجه الأرض وكان الكارت بمناسبه عيد الكابالا اليهودي مع عبارة ارجو لك الصحة الوفيرة والعمر المديد ابنك صموئيل وهي رسالة شفرية بسيطة تشير إلى أنه قد استقر اخيرا وان العنوان علي الظرف هو عنوان مراسلاته المأمون في إسرائيل وظلت حياته رتيبة مستمرة علي نفس المنوال حتي ظهيرة أحد أيام شهر نوفمبر الباردة عام 1968هذه هي قصة زرع الجاسوس عمرو فؤاد الذي كانت له ولعمليته أثر كبير علي نفوس جميع العامليين بجهاز المخابرات العامة المصرية حيث استطاع بعد ذلك ان يتطوع رغم أرادته في الظاهر في الجيش الاسرائيلي ونتيجة شجاعته وفتوته الشبابية جعله ضمن صفوف الجيش في حصون خط بارليف وهناك استطاع التحرك بحرية فيما بين الخطوط والقلاع الحصينة والدوريات العسكرية ليرسم كل ذلك بدقة متناهية للمخابرات المصرية وهنا نجد ان تدريب عمرو فؤاد في الكلية الحربية المصرية وبعض اقسام المخابرات ليتعلم تخصصات تفيده استطاع بذلك ان يثبت جدارتة وتفوقه وأثناء عمله في أهم الأماكن التي كان يعدها الجيش الإسرائيلي من اقوي الاماكن سرية وتحصين ولايعلم بها أحد كان والده فؤاد نصار ضابط المخابرات حزينا في مصر لان ابنه أضاع مستقبله وهنا كانت المخابرات في صف والده بجعله متخرجا من الكلية الحربية برتبة ملازم أول وكل ذلك سرا وتم اعلامه بذلك حتي يسعد ويطمئن أن مستقبله لم يضيع وظل عمرو في عمله نشيطا وقويا من اكفاء الجواسيس في إسرائيل كلها في هذه الفترة وحتي حرب اكتوبر المجيدة التي استرسل في الاخبار عن كل معلومة تقع في يده.
في يوم السادس من أكتوبر حينما رأى الطائرات المصريه تصب نيران غضبها علي مواقع خط بارليف والمواقع المحيطة به…هلل وكبر ونسي الأوامر التي صدرت له بمغادرة المكان وأخذ يوجه الطائرات المصرية من خلال اللاسلكي الي مخازن الذخيرة وعنابر الجنود العدو يفر في كل اتجاه كالفئران المذعورة هؤلاء الذين قالوا عنهم أنهم لا يقهرون.كان يردد من أعماقه الله أكبر سلمت أيديكم يارجال مصر… ظل القتال الضاري الذي يخوضه رجال مصر في كل حصن من حصون خط بارليف..
حتي يوم 9 أكتوبر الذي استلم فيه من القيادة العسكرية للمخابرات الحربية امرا بالعودة والانسحاب من موقعه الذي تقريبا اصبح تحت السيطرة المصرية ولكنه رفض وأصر علي اكمال مهامه ولكن تحت الاصرار قبل أن يقف في النقطة المتفق عليها لمقابلة طائرة هيليكوبتر مصرية من المخابرات الحربيه لالتقاطه والرجوع به إلا أنه في انتظار الهليكوبتر فتح جهاز الراديو بغير حرص وهنا استمر في الإرسال لكافة المعلومات العسكرية الهامة التي كانت لديه ومنها معرفة شفرات الإرسال اللاسلكي العسكري لاغلب فروع القيادات البرية الإسرائيلية العسكرية وقد حقق ذلك عظيم الفائدة لمعركة الدبابات الباسلة التي بدأت.
أُصيب البطل ودخل في سكرات الموت وهو ينظر إلي إخوانه جنود مصر يستردون أرض سيناء ويطاردون العدو في كل مكان…وبابتسامة الرضا التي طبعت علي وجه البطل ودع الدنيا بعد أن أدي دوره في خدمة بلده وأهله..وذف في موكب الشهداء إلي السماء..بعد وفاته شهيدا من طلقات مدفعية خاطئة من الجانب المصري. الذي اعتقد انها تمهد نيرانيا لهيلكوبتر هامة من القيادة لمهمة سرية لايعلمها وكانت هذه البطارية لم تعلم بوقف اطلاق النار المؤقت حتي انقاذ الظابط عمرو الذي رقي شهيدا الي رتبة رائد وقد تم انتشال جثمانه والعودة به الي مصر و بفضله انتصرت مصر في معركة الدبابات ومعارك مشاه عديدة نتيجة معلوماته العسكرية القيمة .
رحم الله الأب و الإبن. أنهم من مصر أم الدنيا و من جيش مصر خير أجناد الأرض.