عادات وتقاليد بيوت البدو
كتب- حاتم عبدالهادي السيد
الثقافة الشفاهية – في نظري – يمكن أن تمثل اللغة الرسمية الثانية بعد اللغة الأصلية لكل مجتمع، وكما يمكن أن تتنوع هذه الثقافة الشفاهية داخل كل قطر، فعلى سبيل المثال – في مصر – تختلف اللهجات بين الأقاليم ) قبلي – بحري ) وبين المحافظات، فصعيد مصر تختلف لهجته عن لهجة أبناء الريف ، كما تختلف لهجة بدو ” سيناء ” عن لهجة بدو ” مرسى مطروح “، بينما يتفق القاهريون على اللهجة العامية المصرية ، وقد تختلط هذه اللهجات بين قطر وقطر، فلهجة بدو سيناء مثلاً تختلط باللهجة الفلسطينية، ولهجة بلاد الشام من جهة ،وباللهجة العامية القاهرية من جهة أخرى، كما تختلف اللهجة بين قبيلة وأخرى وهكذا يمكن أن نجد لدينا مصهورًا لهجيًا غنيًا يمكن أن يكون مدخلاً لدراسة عادات وتقاليد وفكر الأمم والشعوب والقبائل وكل ذلك يخدم السياسة والثقافة من طريق غير مباشر.
فيحتاج السياسي إلى معلومات عن فكر الدولة المعادية: كيف يفكر أبناؤها، عاداتهم، تقاليدهم، لهجتهم ولغتهم، حتى إذا ما فكرت الدولة في غزو الدولة المعادية فإنها تجد لديها خريطة عامة يمكن عن طريقها إخضاع أفراد هذه الدولة ؛لأنها عرفت المدخل الصحيح لهوية أفرادها وعادة ما يقوم بهذه الدراسات رجال المخابرات والبعثات الخاصة ( السياحية على وجه الخصوص )، لذا لم تنجح إسرائيل في الدخول إلى عقلية المواطن السيناوي لأنه فات على رجال الموساد الإسرائيل أن يدرسوا عادات وتقاليد أبناء سيناء، فلم تنجح محاولاتهم بعد ذلك في تهويد سيناء، ونشر اللغة العبرية بين أبنائها؛ أو في المقررات الدراسية ،أو في البرامج الموجهة التي كانت تبثها عبر قنواتها الفضائية ،أو إغراء أبنائها بالمال، والنساء وغير ذلك .
لذا فالدراسة الثقافية الشفاهية – في نظري – هي دراسة قومية للفكر العام الذي يدخل في ديناميات الشخصية، والذي يحدد كل القيم والاتجاهات والمفاهيم للفرد والتي تنعكس بدورها على المجتمع والتي تمثل أكبر تهديد للأمن القومي لأية دولة من دول العالم.
فإذا كان العالم – الآن – قرية صغيرة وأصبحت ” نظرية العولمة ” أو عصر العولمة – هو العصر الذي نعيش فيه وجب علينا أن نحتاط من نتائج هذه التكنولوجيا المتلاحقة لأن آثارها – في نظري – ستهدد الأمن العام العالمي وربما تنذر بكارثة كبرى لنهاية العالم. ولن نخوض كثيرًا في هذا الجانب فإن الحديث فيه يحتاج منا إلى دراسات مطولة. ولكن جاء الحديث عنه في سياق التدليل بأهمية الدراسات الشفاهية بصفة عامة.
عادات وتقاليد أهل البادية
يسكن البدو في بيوت تسمى ” بيوت الشعر ” تصنع من جلود الماعز؛ وبعض فروع الأشجار والنخيل. وأوراق شجر العادر، وبعض الأشجار البرية ،وأوبار الجمال وأصواف الخراف.
كما يسكنون الخيام لأنهم دائمًا في تنقل مستمر حول الكلأ والمراعي. ويصنعون ” العرائش ” لتظلهم وتقيهم حرارة القيظ ويجتمعون – في الليل – حولها يشعلون النيران فى الحطب ويشربون القهوة العربية الجميلة.
الرعي في الخلاء:
يخرج البدوي أو البدوية – غالبًا – للرعي في الصحراء وتنتشر الأغنام لتأكل من الكلأ. وتجلس البدوية تحت شجرة تعزف على آلة : “الشبّابة” أو “الناي” أو “آلة المقرون”. وتنطلق في غناء عذب يملأ الصحراء الجرداء عبقًا؛ فتزقزق الطيور. وتتقافز الماعز كالغزلان البرية الجميلة في صورة طبيعية غاية في الروعة والحسن والجمال.