قبائل و عائلات

“حرب”..قبيلة قامت بحماية الجناح الأيسر لقوات آل سعود

دعاء رحيل

 

قبيلة حرب قبيلة حجازية قديمة. أما في نجد فهي حديثة العهد وكانت حتى وقت قريب تعيش هنا حياة بدوية محضة.

حملات نهب

أسهم انسحاب عنزة (الرولة والعمارات) من منطقة وادي الرمة في إتاحة الفرصة الحرب للهجرة إلى هنا، لكن هذه الهجرة لم تحدث على نطاق واسع إلا خلال فترة الحروب الوهابية ، رافقت القبيلة الجيش المصري – التركي أثناء تقدمه من المدينة إلى القصيم خلال عامي 1815 – 1816م، وظلت هناك، وتزايد عدد أفرادها إثر موجات جديدة من الهجرة، وبعد رحيل القوات الأجنبية (1840 – 1841م)، تمتعوا بالحرية الأمد قصير، إلا أنهم سرعان ما عادوا في عهد فيصل بن تركي (1843 – 1865م) إلى التبعية السعودية . ثم أخضعوا في بداية السبعينيات من قبل محمد بن الرشيد، ومنذ ذلك الوقت ظلوا خاضعين لدولة شمر. ولذلك كانوا خلال الحروب التي كانت تدور بين كل من ابن الرشید وآل سعود عرضة لحملات النهب التي تشن عليهم من آل سعود.

 

واعتبروا بموجب معاهدة (1908م) من أتباع آل سعود، ثم ما لبثوا أن تحولوا بموجب سلام (1910م) إلى سيطرة آل الرشید. واستمر الأمر كذلك حتى الحرب العالمية، حيث ظهرت بوادر انهيار دولة شمر .

تأمين قوات آل سعود

شاركت القبيلة في سنة (1917م) ببناء الحاجز السياج الذي أراد الإنكليز به ومن خلاله منع التهريب من الكويت إلى حائل ودمشق. وقامت القبيلة بتأمين حماية الجناح الأيسر لقوات آل سعود، التي بدأت صيف 1918م هجومها على جبل شمر، وذلك بالوقوف فيما بين وادي الرمة وسلمي. وشارك الشيخ محسن الفرم مع بني علي (3) وابن سعدة مع الوهوب (5) في الزحف الوهابي .

 

وانضم وقتذاك ، حجاب بن نحيت زعيم بني سالم (1) للإخوان، وأقام في مستوطنة الهجرة من دخنة). وحذا حذوه كثير من الشيوخ الآخرين في السنين التالية. وعندما تطع الإخوان في سنة 1929م مع عبد العزيز آل سعود. ما كان من حرب إلا أن وقفت إلى جانب الملك، لأن القائمين بالثورة من المطير وعتيبة كانوا أعداء قديمين لها(2). وكما رأينا، فقد وجدت الجماعات التي كانت معروفة في الحجاز مثل بني سالم (هناك أ)، وبني عمرو (ب 2) في نجد من جديد، إلا أن هناك تحولا في حياتها. فبينما كانت تعيش حياة معزولة في قراها السابقة أضعفت تماسكها القبلي ، تجدها هنا في نجد. قد أعادتها حياة البداوة إلى طبيعتها القبلية الأصلية. وأما بنو عمرو نقد انضمت لهم بعض القبائل التي تقربهم لضمان الحفاظ على الاستقلال ولأنها كانت ضعيفة جدا في نجد (2 ي، م). ويبدو أن بعض من بني سالم (1 – د) كانوا ينتقلون فيما بين الحجاز ونجد.

الارتحال

يمضي بني سالم فصل الشتاء في ثرب وطلال، على مسيرة يومين جنوب وجنوب شرق الحناكية. ويرتحلون في الربيع إلى السفح الجنوبي للجبل إلى المستجدة وسليمى وسميرا. حيث كانوا في السابق يدفعون ضرائب لابن رشد، ومن هناك يتابعون الارتحال حتى حدود القصيم.

 

أما بني عمرو ، فقد كانوا يستقرون في الشتاء في المنطقة الواقعة جنوب وادي الرمة، في العريق والمشيشت (سراة) نجد، وحتى وادي النسا شرق).

وكانت الحدود الجنوبية لحرب في سنة (1900م) تتقاطع مع وادي جرير والمياه على مسافة قريبة فوق نقطة التقائهما، ثم تنعطف بعد العريق شرقا وشمالا وصولا إلى المذنب جنوب القصيم. وكان يجاورهم حتى العريض بني عبد الله من المطير، وبعد ذلك العتيبة. من الطبيعي أن حدودة كهذه، شأنها شأن جميع الحدود القبلية الأخرى، إلا تعبر لا بشكل تقريبي عن الحقوق التي يدعيها كل طرف (في هذه الحالة العتيبة) لنفسه. أما في الواقع فكان بني عمرو يتجاوزون هذه الحدود بعيدة نحو الجنوب 2. هناك أيضا بضع هجرات لبني عمرو (أوضاخ، شبيتسية، والصمعورية) في منطقة العتيبة.

تقدم كل من بني علي وأتباعهم الفردة والوهوب بعيدة نحو الشرق. وكانت منطقتهم تقع فيما بين القصيم الشمالي والدهنا. وكانوا قبل ذلك يذهبون في الربيع باتجاه جبل شمر حتى السليمي. ثم يتجمعون في الفوارة لتسليم الضريبة المفروضة من الجمال.

في بداية الثلاثينيات هاجرت مجموعات كبيرة من حرب إلى العراق (العبيد عین التمر)”، إلا أنها ما لبثت أن عادت من حيث أتت بعد عدة سنوات).

 

المراجع:

________________________________________

(1) عن طريق الاستفسار من القاهرة عام 1900، قارن أيضا دوتی ج2 ص

235، 282، و29 300، هوبر، جورنال م 001، 603، 163، فيلبي ج3، ص

307، 315، 394، خريطة مپس، سراة نجد، 1910. (2) جميع ما ورد في تقرير هيس من مستوطنات بني عمرو : البقيعة، العبيل، جلوة، مستسة ، القاعية، تقع جنوب الحدود وبعضها بعيدة جدة جنوب الحدود. (*) هناك اختلاف بين النص الألماني والنص الأصلي لعباس العزاوي. وهو كما يلي: هذه القبيلة أصل موطنها الحجاز ونجد، وفي الأيام الأخيرة بسبب واقعة آل سعود في الحجاز مال قسم منها إلى العراق، فصارت تسكن الشامية قرب الأخيضر بين الأبيض في أنحاء الحجرة وبين عين التمر. وغالب الفرق متوزعة في القسمين، كما أن الرؤساء منهم في العراق. ومنهم من الحجاز العزاوي، عشائر العراق، الجزء الأول، ص 305. (م. شبر).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى