حوارات و تقارير

العقبي ولحاسة المختوم.. أشهر قضاة البدو 

دعاء رحيل

يوكل القضاء في جزيرة سيناء إلى قضاة من خواص رجالهم، يحكمون بينهم بالعرف والعادة، وهم أنواع:

 

 كبار عرب

 

هم بمثابة «رجال الصلح» ترفع إليهم جميع المسائل الهامة التي لا يمكن

صرفها إلا بالصلح؛ لعدم توفر الشهود فيها أو لجسامة ما ينجم عنها من الأضرار والأخطار إذا لم يتلاف أمرها كقضايا القتل والسلم والحرب والتعدي على العرض والمال. وهم ينتخبون من بين المشايخ والكبراء الذين بيدهم زمام الأمور، وعليهم يتوقف السلم أو الحرب.

 

 المنشد

يعرف بالسعودي؛ لأن أهم قضاته من قبيلة المساعيد التابعة لمحافظة

العريش، وهو يحكم في المسائل الشخصية الخطيرة كقطع الوجه والتسويد ومش الشرف والإهانة الشخصية.

 

 القصاص

 

هو قاضي العقوبات أو قاضي الجروح، يعين الجزاء الذي يستحقه كل جرح حسب طول الجرح وعرضه وموضعه. وأكثر القصاصين في بلاد نخل من السلالة الحويطات، وفي بلاد العريش من عرب بلي. وفي بلاد الصور من القرارشة ومزينة.

 

 العقبي

هو قاضي النساء، يحكم في المسائل المتعلقة به من طلاق ومهر وتعد على العرض. وقد سمي بالعقبي؛ لأن أكثر قضاة هذا النوع من بني عقبة.

 

 الزيادي

وهو قاضي الإبل يقضي في أمور سرقتها ووثاقها وكل ما يتعلق بها.

 

 

الضريبي

 

وهو قاضي الإحالة، فإذا اختلف اثنان في القاضي الذي يحكم بينهما رفعا الأمر إلى الضريبي. وهو يعين القاضي الذي من شأنه فصل دعواهما، ويختار

الضريبي في الغالب من الحويطات.

 

المبشع

وهو قاضي الجرائم المنكورة التي لا شهود لها، وذلك باختبار المتهم بالنار أو بالماء أو بالرؤيا، أما اختباره بالنار فذلك أن البشع يحمي إناء نحاس كطاسة البن على النار ويمسحها بكفه ثلاث مرات. ثم يأمر المتهم فيغسل لسانه بالماء ويريه شاهدين، ثم يتناول الطاس المحماة من البشع فيلحسها ثلاث مرات بلسانه ثم يغسله بالماء ويرية المبشع والشاهدين. فإذا رأوا أثر النار على لسانه حكم المبشع بالدعوى لخصمه وإلا حكم له، وقالوا في تعليل ذلك: إن المتهم إن كان مجرما جف ريقه وأثرت النار في لسانه وإلا فلا.

وأما اختبار المتهم بالماء فهي أن المبشع يأخذ إبريقا من نحاس، ويجعل الحضور ومعهم المهتم في حلقة. ثم يشرع في التعزيم على الإناء، قالوا: فيتحرك الإناء من نفسه! فإن كان المتهم مجرما وقف الإناء عنده، وإن كان بريئا وقف عند المبشع!

وأما اختباره بالرؤيا فهو أن المبشع يفكر في المتهم ثم ينام، فيظهر له الجاني في الحلم، وعندما يصحو يحكم عليه. وليس في الجزيرة كلها إلا مبشع واحد وهو الشيخ عامر عياده من قبيلة العيايدة، أخذها عن أبيه عياد وعمه عويمر. وقد رأيته في رفح سنة ۱۹۰۹ فأخذت عنه ما أثبته هنا في البشعة ويدخل في حكم القضاة عندهم آل الخبرة، وهم:

 

 المشوق

 

وهو الخبير بالإبل وأسنانها، فتسلم على يده غرامات الإبل.

 

أهل القطاعات

وهم آل الخبرة بالزرع والأراضي الزراعية، ويحكمون في القضايا التي تتعلق بهذه الأراضي وأهل العرائش: وهم آل الخبرة بالنخيل، ويحكمون في القضايا التي تختص بالنخيل.

 

 قصاصو الأثر

 

وهم آل خبرة في قص الأثر، وهم في بلاد الطور مزينة والقرارشة، وفي بلاد نخل الحويطات السلامة، وفي بلاد العريش عرب بلي.

 

لحاسة الختوم

 

وهم المشايخ المعينون من قبل الحكومة ويتناولون رواتبها، ولهم القضاء في المسائل التي تتعلق بالحكومة ورجالها، خصوصا في ما يتعلق بأجر

في قضاة البدو الجمال وحقوق القبائل فيها ونحو ذلك، قالوا: وقد شموا لحاسة الختوم؛ لأن من عادتهم لحس أختامهم عند ختم وصولات رواتبهم.

 

 الحسباء أو نقالة العلوم

 

وهم آل الخبرة في المسائل التي تتعلق بتقاليد العرب

والعهود المقررة بينهم، فإذا نقض أحدهم عهدا لقبيلة غ أنه قطع وجه الحسيب لتلك القبيلة، ووجب على الحسيب المطالبة بالحق الضائع ورده إلى أحبه، ومن أمثالهم: “ما يرد المرازيم (الإبل) غير حق الملازیم”.

المرجع:

 

تاريخ سينا والعرب نعوم شقير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى