كتابنا

أين السعادة؟

أحمد زغلول مهران يكتب… 

عندما كنت أتأمل فى الكون الذى أبدع خلقه رب العزة، رأيت الكثير من الأشياء التى يجب أن نشكر ونحمد الله عليها آناء الليل وأطراف النهار، ولكننا بني آدم تعودنا أن نتذكر هذه النِعم عندما نفقد بعضها أو نتعرض لأى أزمة، فنعود ونتذكر المولى عز وجل !! لِمَ لا نكون دائماً حامدين شاكرين على نِعمه التى لا تُعد ولا تُحصى؟.

 

وأثناء هذا التأمل تخيلت أننى أرى فقيراً يُعانى فتذكرت ربي وحمدته على فضله أننى مستور، ورأيت مجنوناً فحمدت ربي على نِعمة العقل، وتخيلت أننى أرى مريضاً يُعانى، فشكرت الله على دوام الصحة التى أنعم عليّ بها، وتخيلت أننى مريض وأثناء تواجدى بالمستشفى رأيت ميتاً فحمدت الله أننى مازلت على قيد الحياة حتى الآن .. كان لهذا التخيل وقع كبير فى أن أحاسب نفسى وأراجع علاقتى مع الله عز وجل من جديد، فتبين لي أننى مُقصر فى كل تصرفاتى الحياتية وواجباتى تجاه علاقتى مع الله سبحانه وتعالى !! أين أنا من أداء الفرائض التى فرضها علينا ديننا الحنيف الإسلام الذى أكرمنى الله به من صلاة وزكاة وصيام وصدقات والوقوف بجانب المحتاج وابن السبيل، حيث اتضح لى أننى أحتاج إلى أن أتقرب من الله أكثر، حيث اتضح مدى تقصيرى وأن الدنيا التى أعيشها أَخذتُ منها أكثر من المفروض أن أعطيه لها. لقد نسيت واجباتى نحو بناء ذاتى، لذا يجب أن نعلم أن الأرض التى ندوسها الآن ستصبح سقفاً غداً.

 

أين بر الوالدين وصلة الأرحام، أين الوقوف بجانب الفقراء والمحتاجين من أبناء البشر، أين ضميرى فى عملى وعلاقاتى بالآخرين، أين احترام الصغير للكبير، أين احترام الابن لأبيه، أين الرفق باليتيم، أين الصديق الوفى، أين الأخلاق، أين نكران الذات، وأين.. وأين؟.

 

لقد فقدنا واجباتنا تجاه المجتمع والدين بأيدينا، لحبنا للشهوات ولأشياء أخرى زائلة “المال والمناصب والشُهرة …إلخ ” يجب أن نعود قبل فوات الأوان إلى طريق الهداية، مستغلين شهر البركة والرحمة والمغفرة والعتق من النار { شهر رمضان المبارك }.. هيا نقدم أحسن خصالنا فى هذا الشهر ونقف معاً لإسعاد أهالينا الأكثر احتياجاً من خلال إخراج صدقاتنا وزكاتنا بحق.

 

الظروف الصعبة التى تمر على الكثير من أبناء الوطن تجعلنا نسعى لتقديم المزيد من العون والمساعدة لهم. لا ننسى جميعاً أن الله يرى كل حركاتنا وأفعالنا وهمساتنا ويعلم النوايا. كُن صادقاً مع نفسك، فرصة أن تحصل على أعلى الدرجات وتجتاز الاختبار الدنيوي فى هذا الشهر الأغرّ من خلال قراءة القرآن الكريم والالتزام بالعبادات التى تقربنا من المولى عز وجل .

 

كُن رحيماً وأسعد من حولك وأسعد نفسك، فإن هذه الدنيا فانية ولن يبقى معك وأنت تغادرها سوى عملك. احرص على أن تكون أعمالك قادرة على الوقوف بجانبك يوم لقائك مع الله، لتكون من الذين يوعدون بالفردوس الأعلى.. ابدأ قبل أن يفوت الأوان وتندم فى وقت لا ينفع فيه الندم، ولكى تتأكد أكثر حاول أن تزور سجناً لتعرف معنى الحرية أو مستشفى لتعرف أن الصحة تاجٌ على رؤوس الأصحاء، أو قبراً لتعرف أن نهايتنا جمعياً فى هذا المكان.. لذا يجب أن تعد نفسك لهذا اليوم المحتوم.. اعمل لآخرتك اليوم كأنك تلقى الله غداً.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى