ذكرى عودة الصلاة في الجامع الأزهر.. ما هي قصص غلقه؟
أميرة جادو
يصادف اليوم الذكرى الـ 755 على إقامة صلاة الجمعة لأول مرة في الجامع الأزهر في القاهرة وذلك في عهد السلطان الظاهر بيبرس، وذلك بعد قرابة قرن من غلق المسجد، حيث كان المسجد في عهد السلالة الأيوبية لمصر في حالة سيئة، وحظر القاضي صدر الدين بن درباس، الصلاة فيه.
المرة الأولى لإغلاق جامع الأزهر
ووفقًا لما جاء في كتاب «الأزهر جامع وجامعة»، للدكتور محمد عبدالعزيز الشناوي، أنه في عام 589 ه، قرر صلاح الدين الأيوبي غلق الأزهر ليمنع دراسة المذهب الشيعي، حيث أفتى قاضى القضاة في مصر، وكان على المذهب الشافعي، بعدم جواز إقامة خطبتين للجمعة في بلدة واحدة، فأبطل صلاة الجمعة في الجامع الأزهر، واكتفى بها في جامع الحاكم بأمر الله.
سقوط الدولة الفاطمية وإزالة شعائرها
وبعد سقوط الدولة الفاطمية، وإقامة الدولة الأيوبية على يد صلاح الدين الأيوبي، تم اصدار الفتوى والتي أصبحت جزء من خطة لإحياء المذهب السنى في مصر والتخلص من المذهب الشيعي أي مذهب الدولة الفاطمية، وأشار الدكتور محمد عبدالله عنان في كتابه «تاريخ الجامع الأزهر»، إلى أنه عند انهيار دعائم الدولة الفاطمية أيام «العاضد لدين الله» آخر الخلفاء الفاطميين، وتولى صلاح الدين وزارة العاضد باسم الملك الناصر، واستأثر بالأمر، عمد إلى إزالة شعائر الدولة الفاطمية وكل رسومها وآثارها المذهبية.
واستمر إغلاق جامع الأزهر منذ ذلك الوقت أكثر من قرن من الزمان، حتى عادت إليه الدراسة على أساس المذهب السنى في عهد الظاهر بيبرس سنة 672 هـ.
المرة الثانية لإغلاق جامع الأزهر
وفي الفترة ما بين 1730–1731، كانت المرة الثانية التي أغلق فيها أبواب الجامع العتيق، عندما قام الوالي العثماني بمضايقة السكان المقيمين بالقرب من الأزهر خلال ملاحقة بعض الهاربين، وأغلقت البوابات في الأزهر احتجاجا على ذلك، وأمر الحاكم العثماني بالامتناع عن الذهاب قرب منطقة الأزهر، خوفاً من قيام انتفاضة كبرى، وقد حدث اضطراب آخر في عام 1791 تسببت فيه مضايقات الوالي قرب مسجد الإمام الحسين، ثم ذهب إلى الأزهر لتبرير موقفه، وقد أقيل الوالي بعد ذلك من منصبه.
المرة الثالثة لإغلاق جامع الأزهر
وفي يونيو عام 1880، تم اغلاق جامع الأزهر وذلك عقب اغتيال الجنرال الفرنسي كليبر على يد سليمان الحلبى، وهو طالب في الأزهر، وبعد عملية الاغتيال، قام الجنرال مينو قائد الحملة حينها، بإغلاق المسجد، وظلت أبوابه مغلقة حتى وصول المساعدات العثمانية والبريطانية في أغسطس 1801، وقد فقد المسجد الكثير من محتوياته في تلك الفترة.