فنون و ادب

تاريخ الشعر البدوي النبطي.. أبوزيد الهلالي سلامة أول من قال شعرًا

حاتم عبدالهادي السيد

ظهر الشعر النبطي، أو البدوي، أو الشعبي، بظهور اللهجة العامية التي يكتب بها، وظهرت العامية أولاّ في الحواضر وبين أهل المدن بسبب الاختلاط بالعجم مع بداية القرن الرابع الهجري، بينما ظل أهل البادية محتفظين بسليقتهم اللغوية الفصيحة حتى آخر القرن نفسه، لذا يسمي الدكتور غسان الحسن شعر الحضر بالشعر العامي بينما يسمي شعر البدو بالنبطي، بينما يرى صادق محمد أحمد بخيت في كتابه (الأنباط والشعر النبطي ــ مدخل تاريخي موجز) بأن العامية أصل والفصاحة فرع بني على هذا الأصل.

ويعزى الى أن أبوزيد الهلالي سلامة أول من قال شعراً نبطياً في ” تغريبة بنى هلال، وهو رأى ضعيف كذلك ،أما أول ذكر للشعر باللهجة الدارجة فيأتي في شعر الشاعر العراقي/صفي الدين الحلّي في القرن الرابع عشر ،والمؤرخ ابن خلدون في القرن الخامس عشر، إلا أنهما لا يذكرانه باسم “الشعر النبطي”.

أما أقدم النماذج الشعرية فمقطوعة من بضعة أبيات لشاعرة من بادية حوران أوردها ابن خلدون في المقدّمة، ثم بضع قصائد لأبي الحمزة العامري من أهل القرنين السابع والثامن الهجريين. وهي في معظمها على اللحن الهلالي (ويقابله بحر الطويل) وبحر الرجز.

أهمية الشعر النبطي

كثرت شعبية الشعر النبطي في الدول العربية ودول الخليج، وأصبحت له مهرجانات، وليال ومؤتمرات تبرز جوانبه ، وتؤطر له،  وقد لاقى رواجاً  شعبياً واسعاً في السبيرة في السعودية والإمارات وباقي دول الخليج العربي، وأخيراً في مصر وتونس ودول الشمال المغربي، وفي الأردن واليمن وليبيا  أيضاً، إلا أن اللهجات كالأمازيغية قد طغت على مسمياته عندهم فسمى: بالشعر الأمازيغي أحياناً ، وبالشعر الحسّاني كذلك.

ومنذ عام 1980م بدأت الدول العربية تهتم بالشعر النبطي اللهجي، تقيم المؤتمرات والمهرجانات له ،فبعد أن كان شعراً مسموعاً  يقدم عن طريق الالقاء الفردي، بدأت تطبع له الأسطوانات وأشرطة الكاسيت، الا أن أ كثر دعاية لهذا الشعر كانت – كما أرى – من جانب المطربين في البوادي العربية الذين انتقوا القصائد المموسقة وغنوها، فتم توثيقه، كما وثقه من قبل المستشرقون والرحالة الذين زاروا الجزيرة العربية قديماً، وأخذوا معهم الكثير من نماذج هذا الشعر الذى ميز أهل الخليج.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الباحثين أكّدوا على أنّ الشعر النبطي انطلق من دول الخليج بالدرجة الأولى، ثم من العراق، ثمّ من صحاري نجد  كذلك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى