الجزيرة العربية والخليج العربي ومصر.. مهد البداوة والشعر النبطي البدوي
حاتم عبدالهادي السيد
يعد الشعر النبطي أحد مصادر تاريخ الجزيرة العربية والخليج العربي خصوصاً بعد نقل الخلافة الإسلامية إلى بغداد ودمشق وقلّة الاهتمام بالجزيرة العربية فلم يكن هناك توثيقا مكتوبا للتراث والتاريخ في المنطقة لقلة الاهتمام بالكتابة، فحفظت بعض القصائد النبطية أحداثاً تاريخيًا وقصصًا للأماكن والمعارك والعادات والتقاليد، ومظاهر علم الفلك ومفردات البيئة.
ولقد شارك الشعر النبطي- مثل بقية الآداب المكتوبة- في دعم ثورات الشعوب العربية ضد الاستعمار الغربي، برفع الروح المعنوية الوطنية وتعزيز الرغبة الشعبية في التحرر والتحرير مثل ما حدث في الجزائر وتونس والشام، كما كان قبل قيام المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي له دور محفز في الحروب والمعارك القبلية.
ولقد أشتهر به عدد من الملوك والشيوخ والأمراء في منطقة الخليج العربي، فكان هناك عدد منهم يقرض الشعر النبطي في أغراضه المتعددة، بل وكان نوعا من التواصل بينهم وشعوبهم من خلال الاهتمام بإنشاء مؤسساته ودعمها مثل ما حدث في الكويت حيث أصدر أميرها قرارا بتأسيس ديوانية شعراء النبط عام 1977م وتخصيص ميزانيتها من نفقة سموه الخاصة، فكان لها برامجها وإصدارتها الداعمة لمسيرة هذا النوع من الشعر في المنطقة.
أنماط الشعر النبطي
للشعر النبطي أساليب خاصة تميزه في الالقاء، وفى شكل تقديم القصيدة للجمهور، فقد يلقى بشكل فردى، أو بين جماعة في أمسية أو ندوة تخصص له، أو قد يتبارى شاعران في ( القول والرد عليه) ويسمى: ” المشاكاة والمردة”، أو “المحاكاة”، أو المجاراة والمحاورة ، أي مباراة شعرية يقول فيها الشاعر قصيدة في موضوع معين وعلى الآخر ألن يرد عليه في نفس الموضوع وبنفس البحر والقافية ، وفى الوقت نفسه ( القصيدة الارتجالية) (وهذا النوع يحتاج الى رجاحة عقل وحضور القريحة، والبديهة والتي قد لا تتوافر لكثيرين الآن.
وهناك نوع يسمى، النقائض أو الأهاجي ،وهي قصائد هجاء شعبية تدور بين شاعرين نتيجة عداء شخصي بينهما أو صراع بين قبيلتيهما، وهي تشبه النقائض بين الشعراء في العصر الجاهلي والإسلامي مع الاختلاف باستخدام اللغة المحكية، وقد انقرض هذا الشعر تدريجياً نظراً لأنه يجلب التناحر والمشاحنات، بل والحروب بين القبائل كذلك.