قصة شارع فم الخليج
قصة شارع فم الخليج
بالرجوع إلى خرائط القاهرة وإلى ما ذكره المقريزي عن الخليج نستطيع أن نكتب بكثير من الإطمئنان أن فم الخليج عندما حفره عمرو أولاً كان يقع في نقطة تلاقى أول شارع نوبار بشارع الخليج المصري (بور سعيد) بالسيدة زينب حيث كان النيل يجرى في ذلك الوقت في مسار شارع الخليج حالياً أو قريباً منه عدة أمتار،
ثم انحسر النيل بعد ذلك وعمل فم الخليج في زمن الملك الصالح نجم الدين أيوب في مكانه الذي يمثله الآن ميدان فم الخليج.
وكان الخليج يخرج من فمه ليسير باتجاه الشرق حتى ميدان السيدة زينب حالياً ثم يسير باتجاه الشمال مخترقاً ميدان باب الخلق فميدان باب الشعرية والظاهر والوايلي والمطرية وعين شمس.
هذا في حدود مدينة القاهرة – ثم وادى الطميلات حيث الخصوص وسرياقوس والخانكة بمحافظة القليوبية ثم إلى أبى زعبل والعباسة بمحافظة الشرقية ثم على الاسماعيلية
حيث ينكسر جنوباً إلى بحيرة التمساح ويخترق البحيرات المرة حتى ينتهى جنوباً لخليج السويس عند مدينة السويس.
ولما أنحسر النيل أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب جعل فم الخليج في موضعه الحالي بميدان فم الخليج شمال مصر القديمة بجوار سواقي مجرى العيون، وتم حفر الخليج من هنا حتى موضع فمه القديم عند التقاء أول شارع نوبار بشارع الخليج (بورسعيد حالياً).
ثم لم الخليج بعد ذلك فيما بين مصبه بالسويس حتى صار ينتهى إلى العباسة بالشرقية حتى وقت الحملة الفرنسية على مصر، وبعد حفر ترعة الاسماعيلية في عهد الخديوي اسماعيل صار ينتهى عند أبو زعبل.
ويبلغ طول الخليج بحدود مدينة القاهرة الكبرة 46.20 كم من نقطة منبعه بميدان فم الخليج حتى أبو زعبل، ويبلغ عرضه من خمسة إلى خمسة عشر متراً وعرضه المتوسط بالقاهرة نحو عشرة أمتار، وأقل من ذلك بعدها، وكان ارتفاع الماء به في أيام الفيضان ستة أمتار وعشرين سنتميتر،
ولم يكن للخليج رصف إذ أن المنازل المطلة عليه تكون غاطسة في الماء