الحويرى: نقابة الأشراف العباسيين كيان اجتماعي يهتم بتوثيق نسب العباسيين الهاشميين
أبناء الأشراف العباسيين الهاشميين فى ضيافة «صوت القبائل العربية»
أسماء صبحى
تحدث عصام الحويري، نقيب عموم السادة الأشراف العباسيين الهاشميين في مصر، عن الأمانة العامة لأنساب السادة الأشراف العباسيين الهاشميين، باعتبارها كيانا اجتماعيا نسبيا، تهتم بتوثيق أنساب الأشراف العباسيين الهاشميين على مستوى العالم العربي والإسلامي، ويتميز القائمون على هذا الكيان بأنهم ينتمون إلى مذهب أهل السنة ومرجعيتهم الأزهر الشريف ويدعون للسلم الاجتماعي، ويدعون للاصطفاف حول مؤسسات الدولة وكيانها، ودعم الجيش والشرطة.. وجاء نص كلمته كالتالي:
«الأمانة العامة لأنساب السادة العباسيين تم إنشاؤها بقرار من جامعة الدول العربية، هيئة التاريخ والأنساب فرع بغداد، ومقرها في الخرطوم بالسودان بقيادة السيد الشريف الدكتور فيصل بن فهد العاصمي، الأمين العام لأنساب السادة العباسيين بالعالم العربي والإسلامي، ونائبه الدكتور عامر عبد الحميد السيد العباسي من السودان، ولها فروع في معظم بلدان العالم العربي الإسلامي مثل: مصر، تشاد، السودان، إثيوبيا، اليمن، موريتانيا، وسوريا، وعازمون على افتتاح فروع للأمانات في بعض أنحاء الدول العربية في جنوب شرق آسيا، ويتميز القائمون عليها أيضًا بأنهم يعملون على توثيق أنساب السادة العباسيين في كتب.
العباسيون بالتحديد ينتسبون إلى أصغر أعمام الرسول (صلى الله عليه وسلم)، سيدنا العباس بن عبد المطلب الذي قال فيه (صلى الله عليه وسلم): “احفظوني في العباس فإن عم الرجل صنو أبيه”، هم بالتحديد أحفاد القادة والأمراء والخلفاء والملوك، هم الذين سطروا تاريخ الإسلام، فأطول فترات التاريخ الإسلامي هي فترات بني العباس، منا أبو جعفر المنصور، هارون الرشيد، المعتصم العباسي، والأمين، والمأمون، والواثق، وجعفر المتوكل.
العباسيون بعد انهيار خلافتهم في بغداد، تاريخهم كدولة معروف في كتب التاريخ، ولكن هناك حدثا هاما جدا يجسد فترة فاصلة في تاريخ مصر والعالم العربي والإسلامي، وهو محاولة إحياء الخلافة الإسلامية في مصر عن طريق الظاهر بيبرس البندقداري، لأنه بعد دخول التتار بغداد تحولت إلى قاعدة وثنية، وجاءت فكرة إحياء الخلافة الإسلامية في البلاد المجاورة وهي مصر وبلاد الشام، وأراد سلطان الشام علاء الدين البندقداري أن يُحيي الخلافة الإسلامية في مصر حتى يقطع الطريق على المماليك، ولكن دولة المماليك كانت أسبق في قيام دولتها في مصر ولم تكتمل هذه الفكرة.
وجاءت الفكرة أيضًا في خاطر السلطان قطز، ولكنه عندما سمع بحضور أحد أفراد البيت العباسي وهو أبو القاسم أحمد إلى بلاد الشام في ضيافة الأمير عيسى بن مهنى كبير العربان في هذا التوقيت، أراد أن يحيي هذه الخلافة من جديد، فلم يستطع لأنه وافته المنية.
نستطيع من هذا أن نقول إن السلطان المملوكي الظاهر بيبرس هو الذي حاز بفخر تنفيذ هذه الفكرة، لأن سلاطين بلاد الشام ومصر سوف يجنون من إحياء الخلافة الإسلامية، باعتبارها رمزا للإسلام والمسلمين، مكاسب سياسية، لأنه بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد حتى إحياء الخلافة العباسية في مصر لقرابة 3 سنوات أصبح العالم العربي والإسلامي بدون خلافة، وهذا أمر لم يعهده المسلمون منذ وفاة المصطفى (صلى الله عليه وسلم).
ومن هنا فكّر الظاهر بيبرس البندقداري في أن يحيي الخلافة العباسية في مصر حتى يحظى بالشرعية بعد قتله للسلطان قطز، فعمد على مخاطبة السلطنة في بلاد الشام، فطلب منه أن يستحضر هذا الأمير العباسي أبو القاسم أحمد إلى مصر في صحبته، فدخل هذا الخليفة إلى مصر واستقبله المصريون وفرح المسلمون بأن هناك بقية باقية من نسل سيدنا العباس بعدما أشاعوا أن التتار قطعوا جادرة بني العباس، ولقبوه بلقب أخيه “المستنصر بالله”.
ومن هنا أصبح الظاهر بيبرس الحاكم الشرعي لمصر بعد إحياء الخلافة العباسية، وتم وضع اسم الخليفة العباسي المستنصر بالله على السكة في مصر وعلى العملة، ونُودي في المساجد بأنه هو خليفة المسلمين، وبعد هذه الفترة قضى هذا الخليفة العباسي حياته بمصر في التنزه والترفه على نيل مصر، ومشاهدة السفن الحربية، ثم جاء الدور عليه لكي يحيي ويطهر الخلافة العباسية في بغداد، وبالفعل ذهب إلى هناك ودارت معركة ضارية ضد التتار واستشهد بها، ثم أصبح العالم العربي والإسلامي للمرة الثانية بدون خليفة، حتى ظهر أمير عباسي آخر يدعى “أبو العباس أحمد” من نسل الخليفة العباسي المستشهد بالله، وهو الذي أتى به الظاهر بيبرس أيضًا.
وفي هذه الفترة قرر الظاهر بيبرس نقل مقر الخلافة العباسية من بغداد إلى مصر، لتكون مصر هي مصدر الشرعية وحاضنة البيت العباسي من أبناء عم النبي (صلى الله عليه وسلم)، كما احتضنوا أبناء عمومتهم من أبناء علي وفاطمة، ومن هنا جاء الخليفة العباسي أبو القاسم أحمد “الحاكم بأمر الله” وانتشر نسله واستقروا في صعيد مصر والوجه البحري، ومن هذا الزمان بدأ ورود العباسيين بكثافة في عهد السلطان المملوكي.
ولكن قبل ذلك كان هناك وجود لبني العباس في مصر، ولا ننسى أن الخلافة العباسية بدأت في العالم العربي والإسلامي عام 132 هـ، وكانت مصر تحظى باهتمام كبير وواسع من أفراد البيت العباسي، وكانت محط اهتمام لهم، فقام الخليفة العباسي “أبو العباس السفاح” عندما هزم مروان بن محمد الملقب بـ “الحمار” آخر خلفاء الدولة المملوكية بمصر، في المعركة التي أقيمت على نهر الفرات، وهرب إلى بلاد الشام، بانتداب عمه صالح بن علي العباسي إلى مصر وتولى أمرها عام 132 هـ ، والتف حوله المصريون بعدما ضاقوا من الحكم الأموي الذي فرض ضرائب باهظة عليهم، وأسس مدينة العسكر التي تعرف حاليًا بـ “المدبح”.
ومن هذا التاريخ نستطيع أن نقول إن مصر كانت محل اهتمام الخلفاء العباسيين، وتعاقب عليها الكثير من أبناء البيت العباسي، وزار الخليفة العباسي المأمون مصر قبل أن يتوفى بعام، ومن عجائب الصدف أن الخليفة المأمون اكتشف سرا من أسرار الهرم، وتوقع أن هناك بابا للهرم في مصر، ومن هنا نستطيع أن نقول إن مصر كانت تعج بالعباسيين.
والقبائل العربية المنتشرة في مصر منذ ذلك التوقيت والتي تنتسب لسيدنا العباس، يأتي على رأسها قبائل الخلفاء العباسيين سواء خلفاء عباس أو خلفاء مصر، ومنهم في أسوان قرية النخل، وقرية الغنيمية، ومنهم في أسيوط آل فزاع، وذرية المتوكل في الوجه البحري، وذرية الأمير نجم الدين والأمير شرف الدين وهم ينتسبون إلى ذرية خلفاء بغداد، والجعليون في مصر موجودون في أبناء الأمير رباط في قرية سلوا بحري، ومنهم أبناء الأمير عجلان بن عرمان موجودون في العطواني، والشويخات في الكلح وجزيرة شندويل وطما، ومن القبائل التي نزحت أيضًا إلى مصر الأمير ونس العباسي وذريته منتشرة في بلاد النوبة، وذرية الأمير صالح بن عبدالله بن العباس في دير مواس وتل العمارنة وبني عمران وتندة ويعرفون بـ “قبائل الحمايدة”.
ومن جهته، قال المهندس أمين محمد الأمين، رئيس اللجنة الفرعية للأمانة العامة لأنساب العباسيين الهاشميين بمحافظة القليوبية، إن نقابة السادة الأشراف العباسيين الهاشميين لها فروع أمانات في كل محافظة من محافظات الجمهورية، وجميعنا نتكاتف لخدمة أبناء عمومتنا من العباسيين، وبدأنا في تأسيس مقرات حتى نلتقي بها، وأول مقر في محافظة القليوبية وفي قرية الكللسة بمحافظة قنا.
وأضاف الأمين أن النقابة تبحث عن المكان الأقرب في كل محافظة لإنشاء فرع للنقابة به، حتى لا يكون هناك مشقة للزائرين في الوصول إلى المقر، والمسؤول عن اختيار المقر رئيس لجنة الأمانة الفرعية والمسؤول عن تحقيق النسب.