تاريخ ومزارات
تاريخ العلم المصري.. من الدولة العثمانية وحتى نصر أكتوبر 73
أسماء صبحي
العلم العثماني، هو علم الدولة العثمانية في أواسط القرن التاسع عشر والتي كانت مصر ولاية تابعة لها آنذاك، والعلم المصري منذ عام 1826 حتى عام 1867أثناء حكم محمد علي كان هو نفس العلم العثماني، إلا أنه كان يحمل منذ البداية نجمة ذات خمسة أطراف لتمييزه عن العلم العثماني.
ويبدو أن هذا النجم مستمد عن الشكل الذي عرفه المصريون منذ عصور حضارتهم القديمة، وكان هذا الفارق في عدد أطراف النجمة هو الوسيلة الوحيدة في التمييز بين سفن الأسطول المصري والتركي أثناء حصار الأساطيل الأوربية المساندة للعثمانيين ضد محمد علي للموانئ المصرية.
بالإضافة إلى ذلك صنع محمد علي لفرق الجيش أعلامها الخاصة، وكانت أعلامًا من الحرير الأبيض طرزت عليها آيات من القرآن الكريم وأرقام الآيات بالقصب، وكانت من مظاهر اهتمام محمد علي بالعلم : (وثيقة العلم) التي كانت تتلى عند تسلم كل آلاي من آلايات الجيش لعلمه.
علم الخديوى إسماعيل
قام الخديوى إسماعيل بخطوة هائلة في طريق إيجاد علم مستقل لمصر عندما غير علم محمد علي في عام 1867 واستبدل به علمًا أحمر ذا ثلاثة أهلة بيضاء أمام كل منها نجم أبيض ذو خمسة أطراف/ وكانت هذه الأهلة والنجوم الثلاثة ترمز إلى مصر والنوبة والسودان، أو إلى انتصار الجيوش المصرية في عهد محمد علي في القارات الثلاث (أفريقيا – أوروبا – آسيا) واستمر هذا العلم مستخدمًا في مصر إلى عام 1882.
وعندما احتلت بريطانيا البلاد عام 1882 عاد العلم العثماني القديم إلى مصر ثانية وظل علمًا رسميًا لها حتى عام 1914.
وفي عام 1914 أعلنت الحماية البريطانية على مصر وأنهى ارتباطها بالدولة العثمانية، وقد استدعت هذه التغييرات السياسية اختيار علم خاص لمصر، فأعيد علم الخديوى إسماعيل مرة أخرى كعلم رسمي لسلطنة مصر حتى عام 1923.
وكان علم الخديوى إسماعيل هو الذي خرجت به الجماهير في ثورة 1919 المجيدة، والذي لف نعوش آلاف الشهداء الذين سقطوا في الثورة برصاص الإنجليز.
وأفرزت ثورة 1919، إلى جانب العلم المصري الرسمي، العلم الذي حمل هلالًا يعانق صليبًا، والذي أصبح رمزًا لثورة 1919 التي كان شعارها ”الدين لله والوطن للجميع“.
العلم الملكي
يعرف بـالعلم الأهلي، وهو العلم الأخضر ذو الهلال الأبيض والنجوم الثلاثة، وقد اعتمد في 10 ديسمبر 1923 بعد صدور تصريح 28 فبراير 1922 وتحول مصر إلى مملكة حرة مستقلة، وهو أحد الأعلام التي رفعها الشعب في ثورة 1919.
وكان اللون الأخضر في العلم يرمز إلى خضرة الوادي والدلتا، ويرمز للإسلام الذي تدين به الأغلبية في مصر، بينما النجوم الثلاثة تشير للأجزاء الثلاثة التي تتكون منها المملكة المصرية وهي مصر والنوبة والسودان، أو ديانات أهل مصر الثلاث وهي الإسلام والمسيحية واليهودية.
وتحت هذا العلم خاض الشعب المصري كل معاركه ضد الاحتلال البريطاني بعد ثورة 1919، فهو العلم الذي رفعه أبناء الشعب في مظاهراتهم واستشهد عبد الحكم الجارحي وهو يحمله سنة 1935، ورفعه الطلبة والعمال في سنة 1946 ولف نعوش شهداء معارك القناة في سنة 1951 و1952.
وهو العلم الذي رفع على قاعدة القناة بعد جلاء القوات البريطانية عنها وعلى مبنى قناة السويس بعد تأميمها، وخاض تحته الشعب في بورسعيد معركته ضد العدوان الثلاثي سنة 1956 في عهد جمال عبد الناصر.
علم التحرير
هو علم التحرير أو علم الضباط الأحرار والذي كان رمزًا لثورة 23 يوليو، وقد استخدم لأول مرة في الاحتفال بمرور 6 أشهر على حركة الجيش كعلم لهيئة التحرير وللثورة، واستمر في العمل بجانب العلم الأخضر ذو الهلال الأبيض والنجوم الثلاثة.
وهو علم ذى ثلاثة ألوان (أحمر وأبيض وأسود) ويتوسطه شعار الجمهورية النسر، لكنه نسر عريض الشكل وله درع اخضر يحوى هلالاً أبيض اللون وثلاثة نجوم، وتم نقش النسر في قاعة مجلس الأمة الذي أصبح الآن مجلس الشعب وضربت العملات المعدنية وعليها نقش هذا النسر العريض.
والألوان الثلاثة لهذا العلم مستمدة من الشارات التي يحملها ضباط الجيش على صدورهم إشارة إلى المعارك التي خاضوها، وإن أصبحت لألوانه دلالة جديدة فيما بعد، حيث صارت ترمز ألوانه إلى :
- الأحمر: إلى دم الشهداء فى سبيل التحرر عبر العصور.
- الأبيض: إلى العهد الجديد أو السلام والتحرير والرخاء.
- الأسود: إلى العهد البائد والاستعمار وأعداء الثورة.
وتطور هذا النسر العريض، وبعد تولي الرئيس عبد الناصر عام 1954م، ظهر بتطوره الذي يماثل الشكل الحالي تمامًا، كما ظهر في العملات النقدية والتذكارية حتى 1971م.
علم الجمهورية العربية المتحدة
ظهر الجمهورية العربية المتحدة من 1958 إلى 1971عقب إعلان الوحدة الفيدرالية بين مصر وسوريا، وتغير اسم ”جمهورية مصر“ إلى الجمهورية العربية المتحدة، وأصبح الإقليم الجنوبي يشير إلى مصر، والإقليم الشمالي يشير إلى سوريا واستبدل النسر في العلم إلى نجمتين خماسيتين خضراوين إشارة إلى مصر وسوريا.
وظل العلم المصري كذلك حتى بعد الانفصال 1961، وإن ظل العقاب المطور المماثل للحالي هو ختم الدولة وشعارها ونقش عملاتها النقدية والتذكارية، واختلف محتوى درعه فقط ليحمل علم مصر طوليًا ويتوسطه النجمتان الخضراوان الخماسيتان.
ومع تحول هذا العلم إلى علم لدولة الوحدة أصبح علمًا تقتبسه كثير من الدول العربية، وأصبح علمًا منافسًا لعلم الثورة العربية الكبرى ذي الألوان الثلاثة الأخضر والأبيض والأسود، والذي اشتقت منه كثير من دول المشرق أعلامها.
علم جمهورية مصر العربية
علم جمهورية مصر العربية (اتحاد الجمهوريات العربية) من 1972 إلى 19، بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 وتولى نائبه أنور السادات الحكم ،وأقامه اتحاد الجمهوريات العربية مع ليبيا وسوريا استبدلت النجمتان في العلم المصري بالصقر شعار هذا الاتحاد، وضربت العملة فئة العشرين قرشا بنفس الشعار وأصبح هو شعار وختم الدولة في كافة الأوراق والمعاملات الرسمية حتى عام 1984.
وبعد تولى الرئيس حسني مبارك الحكم بثلاث سنوات عاد العلم المصري مرة أخرى إلى شعار العُقاب (عُقاب صلاح الدين)، كما كان لأربع سنوات من قبل (1954 حتى 1958)، وهو العلم الذي خاض الجيش المصري حرب 6 أكتوبر1973 تحته، وارتفع على الضفة الشرقية للقناة وعلى سيناء بعد جلاء القوات الإسرائيلية منها.