حوارات و تقارير

بطل الاستطلاع العميد حسن أبو أحمد لـ «صوت القبائل»: انتظرت الإسرائيليين فى الزعفرانة ولم يأتوا |حوار|

أسماء صبحي

أحد أبطال حرب أكتوبر وبطل من أبطال الاستطلاع المصري الذي ضرب أروع الأمثلة قبل حرب أكتوبر المجيدة وبعد انطلاقها، ليخلد اسمه من ذهب في سجلات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. “صوت القبائل” حاورت بطل مصر العميد حسن أبو أحمد ليكشف لنا نقاطا أخرى مضيئة من أيام المعارك البطولية له ولزملائه في الحرب التي أعادت الأمجاد والعزة للشعب المصري والأمة العربية.. وإلى نص الحوار…

 

*بداية من هو العميد حسن أبو أحمد؟

تخرجت في أكتوبر عام ٧٢ ضمن أبطال الدفعة ٦٢ حربية، انضممت إلى سرية استطلاع اللواء ١١٣ مشاة ميكانيكي من الفرقة السادسة في منطقة بئر عديب على خليج السويس. ولا ينسى أي مقاتل فترة الإعداد والتدريب ورفع الكفاءة القتالية للقوات.. حيث زارنا خلال المدة من أكتوبر ٧٢ إلى أكتوبر ٧٣ الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة ٣ مرات بمعدل مرة كل ٤ شهور، كان دائب المرور على كل تشكيلات النسق الأول من الجبهة.

 

*لماذا كان الفريق الشاذلي يزوركم باستمرار على وجه الخصوص؟

كان يزورنا للاطمئنان على استعداد القوات والتأكيد على أن استرداد الأرض سيتم قريبا جدا، وليتأكد من تفهم الأفراد لتوجيهات رئيس الأركان، والعمل بها، وفي كل مرور بعد لقاء الأفراد يصدر تعليماته بنقل اللواء بالكامل لمكان آخر شرق أو شمال المكان الحالي لمسافة ١٠كم وسرعة التجهيز الهندسي الكامل لكل وحدات اللواء من حفر للعربات والمعدات والمدافع والدبابات ليصبح كله مختفيا تحت سطح الأرض ومُخفى بشباك التمويه..وحفر برملية للأفراد وحفر لتكديسات الذخيرة وتشوينات الوقود والمواد الغذائية الجافة.. وكان مجهودا بدنيا شاقا يستمر عدة أسابيع.. بين أحضان جبل الجلالة وجبل عتاقة.

 

*حدثنا عما دار يوم 6 أكتوبر عام 73؟

في ٦ أكتوبر بدأت القوات في اقتحام قناة السويس بطول ١٧٠ كم، ولم يكن اللواء ١١٣ مشاة ميكانيكي ضمن قوات الاقتحام وكانت مهمته يوم ٥ أكتوبر التحرك والوصول لمعابر ١٩ مشاة والعبور شرقا والوصول جنوبا لمضيق سدر الجبلي وتأمين ومنع أي عدو من الاستيلاء على المضيق، وتم دفع مجموعة (سطع) يوم ٦ أكتوبر من اللواء مع مجموعة الملازم ضياء من الفرقة للإبحار في خليج السويس والوصول لمدخل المضيق عند قلعة الجندي والإبلاغ عن أي اعتداءات تحاول الدخول للمضيق.

 

يوم ٧ أكتوبر تعرض اللواء في مكان تمركزه في بئر عديب لهجمات جوية متتالية من أول ضوء وبسبب التجهيز الهندسي الجيد وإخفاء المعدات والأفراد لم تحدث أي إصابات من الهجوم الجوي وكان الضرب عشوائيا لا تأثير له.. وقامت عناصر دفاع جوي اللواء بصد مقاتلات العدو والتي كانت تطير على ارتفاعات منخفضة جدا.. وأجبرتها على العودة من حيث جاءت.

 

*أين كانت خدمتك تحديدا في وقت الحرب وكيف دارت المعارك؟

كانت خدمتي في اللواء ١١٣ مشاة ميكانيكي بمنطقة بئر عديب أسفل جبل الجلالة البحرية وبعيدا عن خليج السويس بـ٥كم بعد يومي قتال، كان اللواء يستعد لتنفيذ المهمة الأساسية وهي التحرك وعبور قناة السويس يوم ٥ أكتوبر على معابر الفرقة ١٩ مشاة والتحرك جنوبا لمضيق سدر الجبلي وتأمينه.

 

صباح يوم ٨ أكتوبر وصلت معلومات لقيادة اللواء بأنه طوال ليلة ٨ أكتوبر كانت تُسمع أصوات أزيز لطائرات هليكوبتر أعلى جبل الجلالة البحرية، وتم استدعائي أمام العميد ليون مسعد تاوضرس قائد اللواء وكلفني بتجهيز مجموعة (سطع) خفيفة وصعود الجبل والتأكد من تواجد أي نشاط للعدو أعلى الجبل، وتم تجهيز مجموعة بقيادتي والعريف محمد فوزي والجندي محمد الباز مسلحين بأسلحة خفيفة بنادق آلية وقنابل يدوية وذخيرة وتعيينات تكفي ليلتين وتم الصعود لأعلى الجبل واستغرق ذلك حوالي ٣ ساعات، حيث وصلنا قبل آخر ضوء وبسرعة تم تفتيش المسطح الواضح وتفتيش أي كهوف أو أماكن يمكن الاختباء بها .. ولم تكن هناك أي علامات أو أثر لتواجد أي عناصر إبرار معادية أعلى الجبل.. وتم إبلاغ رئيس (سطع) اللواء وفي الليل تم اختيار نقطة مراقبة وتصنت مناسبة وطوال الليل لم يحدث أي أزيز أو نشاط غير عادي. وفي صباح ٩ أكتوبر تم التحرك لأعماق أكبر داخل الجبل ونزول لخيران ووديان وهكذا صعودا وهبوطا وبعد البحث طوال النهار حتى آخر ضوء لم نجد أي مؤشرات على وجود أي عدائيات أعلى الجبل واستمرت العملية بأوامر القيادة حتى صباح يوم ١٠ أكتوبر ثم العودة مباشرة والنزول لأسفل الجبل.

 

*ما المعركة التي لم تكتمل للواء 113 خلال الحرب؟

صدرت تعليمات قائد اللواء بتجهيز مجموعة (سطع) لتنفيذ كمين على الطريق الساحلي بالعين السخنة وكانت هناك إشارة بأنه تم رصد عناصر إبرار معادية تم إبرارها بالقوارب في منطقة الزعفرانة من ٦ عربات نصف جنزير ومنتظر تحركها إما جنوبا في اتجاه الغردقة أو شمالا في اتجاه العين السخنة.. ومنتظر وصولها قبل منتصف ليلة ١١ أكتوبر، على الفور تم تجهيز مجموعة (سطع) من١٢ بطلا مجهزة بعدد ٣ آر بي جي وبنادق آلية ورشاشات خفيفة وقنابل يدوية هجومية ودفاعية بقيادتي وكنت أصغرهم سنًا حيث كان عمري ٢٠ عاما وأصغر الأبطال ٣٠ و٣٢ عاما لكونهم مجندين منذ فترة ولم يكن هناك خروج للاحتياط وبعضهم خدم حوالي ١٢ عاما.. وصلنا لمنطقة في منحني خطر وتكثر بها الصخور التي يمكن الاختباء وراءها والإخفاء الجيد لأوضاع الكمين على طريق الساحل الملاصق للخليج والجبل.. وتم توزيع مجموعات الكمين ٣ مجموعات كل مجموعة من ٤ فرد والمسافة بين المجموعات ٢٠٠ متر بحيث ينتشر الكمين على جانب واحد أسفل الجبل ومواجه للبحر على مسافة ٤٠٠ م وهناك رؤية متبادلة بين المجموعات، وبعد الإخفاء والتمويه كنت أقود من مجموعة المنتصف، في أضيق منطقة بين الجبل والخليج وأسيطر على المجموعات بالصوت بمجرد وصول أول مركبة للعدو أمام مجموعة اليسار وإصدار صوت عواء الذئب ويتم اشتباك كل مجموعات الكمين بالآر بي جي والرشاشات الخفيفة ..كلٌ في وقت واحد.

 

ولكن بعد فترة انتظار طويلة وصمت مطبق وحتى عدم الهمس .. وحتى أول ضوء في الخامسة فجرا وللأسف الشديد لم يأت العدو وصدرت التعليمات بالعودة لقيادة اللواء صباح يوم ١١ أكتوبر.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى