كتابنا

محمد عبد الظاهر يكتب… 

 

عن مدينة القاهرة (العاصمة)

 

سؤال هام أزعجنا كثيرا وتكرر على مدى عقود طويلة: هل محافظة القاهرة عاصمة مصر التاريخية والغالية علينا جميعا بوضعها الحالي تليق بمصر خاصة بعد ما أصابها كل هذا الترهل والعجز، وبعد أن تحول قلبها إلى مقابر ومناطق غير مخططة وإشغالات وتعديات وأطرافها إلى عشوائيات، وظل السؤال يؤرقنا جميعا حتى جاء الدستور المصري الجديد وأعطى للعاصمة قبلة الحياة بعد أن نص في “المادة 222 من الدستور” على أن مدينة القاهرة هي عاصمة جمهورية مصر العربية .

 

ثم جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وعمل جاهدا من أجل تطوير القاهرة حتى أعاد إليها شبابها بمشروعات عملاقة في كل المجالات وأقام بها أكبر وأهم مشروع حضاري في العصر الحديث عندما أنشأ العاصمة الإدارية الجديدة كامتداد طبيعي متميز وغير مسبوق منذ إنشاء قاهرة المعز .

وأصبح علينا الآن أن نفرق بين مدينة القاهرة عاصمة مصر طبقا للدستور ومحافظة القاهرة ، “واشنطن الولاية غير واشنطن D.C العاصمة”.

 

فالمتابع الجيد للشأن المحلي سوف يكتشف أن مدينة القاهرة التي نص عليها الدستور بدون معالم وحدود معروفة ومحددة وواضحة، إنما الموجود حاليا هو محافظة القاهرة بكل ما في المحافظة من ترهلات ومشاكل مزمنة وعشوائيات داخلها وحولها في طرة والمعصرة وقرى حلوان والتبين وفي المرج والخصوص وغيرها وهو ما لا يليق بعاصمة مصر، فقد آن الأوان وأصبح من الضروري جدا أن يتم تحديد معالم وحدود مدينة القاهرة، بما يليق بعاصمة مصر طبقا للدستور خاصة مع قرب افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة .

 

فرغم أن قرار إنشاء محافظة حلوان كان قرارا خاطئا ومتسرعا لأنه تم دون دراسة جيدة خاصة أن القاهرة الجديدة والشروق وبدر هي التوسع الطبيعي لمحافظة القاهرة، فقد كان من الأنسب تعديل حدود محافظة حلوان بدلا من إلغائها .. بحيث تكون أحياء القاهرة الجديدة والمعادي تابعة لمحافظة القاهرة ، على أن تبدأ حدود محافظة حلوان “من محور شمال طرة جنوب حي المعادي” لإبعاد عشوائيات طرة والمعصرة وريف حلوان والتبين عن العاصمة وتنميتها جميعا وتقليل الحمل على مدينة القاهرة عاصمة مصر.

كما أصبح من الضروري أيضا أن يتم إنشاء محافظة أخرى جديدة في الشمال الشرقي للقاهرة ناحية السلام والنهضة والمرج والخصوص وشبرا الخيمة بحدود واضحة مع القاهرة وتكون عاصمتها مدينة العبور من أجل تنمية هذه المناطق في الشمال الشرقي للعاصمة وتقليل حجم محافظة القاهرة.

 

وبذلك تصبح مدينة القاهرة بمعالمها وحدودها الجديدة الواضحة لائقة بأن تكون عاصمة مصر وفقا للدستور بعد تطويرها وإزالة كل التشوهات والعشوائيات منها ، وتكون محافظة العبور الجديدة هي الحد الشمالي الشرقي للقاهرة عاصمة مصر، ويكون محور شمال طرة جنوب حي المعادي ومحافظة حلوان هو الحد الجنوبي، ويكون نهر النيل هو الحد الغربي لعاصمة مصر ، ويكون حدّها الشرقي هو التوسع العمراني لمدينة القاهرة عاصمة مصر حتى حدود العاصمة الإدارية الجديدة.

 

وإن كنت أتمنى أن يتم ربط اسم العاصمة الإدارية الجديدة باسم القاهرة عاصمة مصر طبقا للدستور وليكن اسمها قاهرة السيسي الإدارية أو القاهرة السياسية” بعد أن أصبحت مقر الحكم للجمهورية الجديدة، وبذلك تعود للقاهرة عاصمة مصر مكانتها التي تستحقها بين مدن وعواصم العالم ، وتصبح حدودها من قاهرة المعز على نهر النيل غربا إلى قاهرة السيسي الإدارية أو القاهرة السياسية شرقا، ويصبح هناك حدود ومعالم واضحة لمدينة القاهرة عاصمة مصر التزاما بنص المادة 222 من الدستور.

 

وإن كنت أتمنى أيضا أن يتم عمل قانون خاص لمدينة القاهرة يليق بعاصمة مصر أسوة بدول كثيرة سبقتنا في ذلك ونجحت في تطوير عواصمها ووضعها في مكانة كبيرة بين عواصم العالم بصلاحيات أكبر ومكانة أكبر لمحافظ العاصمة بعيدا عن المحليات .

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى