سمو الأميرة سهيلة آل فيصل تكتب…

نعمة الكبير
من أقوال العرب: (اللي ما عنده كبير يشتري له كبير).. مقولة تقشعر لها الأبدان المحترمة، مقولة نقف أمامها بكل احترام وتقدير وننحني فخرًا لها ولقائلها.. مقولة في كل حرف منها مليارات المعاني وتضع من أسفلها مليارات الخطوط ليست الحمراء فقط (بل) كل ألوان الطيف، لابد هاي المقولة تكتب بماء الذهب، لأنها لها معنى معنوي قوي نفتقده حاليًا في جميع المجتمعات العربية والعالمية .
ولو انتبهت والتزمت الأمم بهذه المقولة، لكانت الأمم في أتم رفاهية ورقي وخير وتعُم البركة والستر؛ لكن للأسف الشديد لا أحد يلتزم بهذه المقولة.
ومن أهم سمات إهمال هذه المقولة وعدم الأخذ بها بعين الاعتبار، هو تفكك العلاقات، سواء كانت علاقة عائلية أسرية، علاقة الأبناء بالأب والأم والأخ الأكبر، العلاقات الزوجية، علاقة الزوج والزوجة، علاقة التلميذ بمعلمه، علاقة موظف برئيسه أو مديره بالعمل، وعلاقة المواطن بوطنه وإدارات ومؤسسات وقيادات وطنه (الأمنية..التعليمية، والصحية….إلخ)، أم علاقة الصداقة والأخوة في الله، منهم الكبير سنًا والأصغر سنًا.
وعند إذن ( إلغاء وانقراض هاي المقولة؛ غاب ودفن وتم التأبين للاحترام والتقدير، والوقار، وانتشرت سمة قلة الحياء والاستهتار والاستهزاء ورفع الصوت أثناء الحوار والحديث وإثارة الغضب والخروج عن النهج!!!، كل هذه السمات بداية غير لائقة بمجتمعنا العربي، وهذا دليل على انفراط العلاقات وتخاذل الارتباط وضعفه وإصابته بالوهن والعجز والمرض المزمن !!!.
وهذا للأسف ما يشوب الحياة العامة في الآونة الأخيرة وللأسف يطلق عليها في الإعلام الخاص المستقل (حرية وتحرر وبرستيج)، للأسف الشديد هذا الإعلام المستقل أو الخاص هدفه الربح والمكسب وليس بث القيم والمبادئ، لأنها شركات تقيم نشاطًا صحفيًا أو إعلاميًا خاصًا مربحًا فقط !!!…إلخ.
وللأسف الشديد استخدمنا الفيس بوك والتيك توك، وجميع وسائل السوشيال ميديا متورطة وبهذا فُقدت المبادئ، وهذا ما يقال عند العرب (اللي ما عنده كبير يشتري له كبير).
والآن نحن نقول لهؤلاء الذين ضلّوا المسار الصحيح، ابحثوا عن كبيركم، لا تهملوا كبيركم في جميع الأحوال، الأحوال العائلية، الأحوال الوطنية، الأحوال التعليمية. قال الشاعر:
قم للمعلم وفّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولاً
أعلمت أشرف أو أجلّ من الذي.. يبني ويُنشئ أنفسًا وعقولًا
سبحانك اللهم خير معلم.. علّمت بالقلم القرون الأولى أخرجت هذا العقل من ظلماته.. وهديته النور المبين سبيلَا.
برجاء عدم علاج الداء بالداء، وهذا شيء مسيء لأنفسنا كبشر، ولجميع قدوتنا من أب.. أم.. أخ كبير.. زوج.. معلم.. مدير.. مرؤوس عام. وهذا ينشر السلبيات في المجتمع، أين العقلاء في هذه الأمة؟، برجاء التكاتف، يد واحدة لا تصفق.
برجاء نراعي ونحترم ونقدر نِعم الله علينا من وطن آمن، راعٍ يراعي ربه، يعمل ليل نهار لأجل الشعب المسئول عنه يوم الدين، بيت فيه أب وأم وحضن دافئ، مدرسة أو كلية بها معلمون وقورون، مؤسسة بها مدير يدير، يعمل بكل إخلاص.
ومثل ما قال العرب:(ابحثوا وارتموا في حضن الكبير وحافظوا على الكبير).

