حوارات و تقارير

النائب السيناوي سلامة الرقيعي لـ «صوت القبائل»: استحداث وزارة لشئون سيناء ضرورة مُلحة |حوار|

حاتم عبدالهادى السيد

سيناء مصنع الرجال، ونوابها دوما في مقدمة العمل الوطني على مر التاريخ، إذ كان نائب الشعب هو حلقة الوصل بين المواطنين في شبه جزيرة سيناء وبين الأجهزة التنفيذية في الدولة.. “صوت القبائل” حلت ضيفا على النائب سلامة الرقيعي، النائب المثقف والشاعر والخطيب، وعاشق التراث، الذي حاز على ثقة أهل سيناء لما قدمه من خدمات جليلة في المجال السياسى والخدمى، وقدم الكثير، ومازال يقدم لخدمة سيناء على كافة الأصعدة والمستويات.

النائب سلامة الرقيعى، ولد بمركز ومدينة بئر العبد بشمال سيناء ؛ وترعرع في ربوع صحراء سيناء وباديتها، وحصل على بكالوريوس إدارة أعمال والتحق بالعمل في حقل الشباب والرياضة وحصل على أكثر من دبلوم دراسات عليا وتمهيدي ماجستير؛ كما يعد حالياً رسالة ماجستير عن التراث الثقافي ودوره في تحقيق التنمية المستدامة ( نموذج سيناء) .

كما شارك بمحاضرات وأوراق عمل في المؤتمرات المحلية الإقليمية والدولية، كما أنه كاتب مقال في عدة صحف؛ وله اهتمامات أدبية وثقافية على المستوى الشعبي، شغل عضوية المجلس المحلي لمحافظة سيناء ثم عضواً بمجلس (الشعب) لأكثر من فصل تشريعي عن شمال سيناء.. وإلى نص الحوار..

*بداية حدثنا عن الدور الذى قدمتموه مع المجموعة البرلمانية لسيناء للنهوض بكافة قطاعات التنمية؟

لاشك أن سيناء تحظى بمكانة خاصة في قلوب المصريين جميعا، فضلا عن أبنائنا الذين ارتضوا بالعيش فيها رغم توالي الحروب عليها وحالة الاضطراب التي عاشتها في فترات سابقة، مما يستدعي بذل كل جهد في سبيل الارتقاء بها نحو الأفضل، ولو أخذنا على المستوى القطاعي لتنمية سيناء فقد كانت هناك عدة مطالبات ومقترحات بهدف تحقيق التنمية بها ومنها تفعيل المشروع القومي لتنمية سيناء الذي تم التخطيط له في عام ١٩٩٣.

فعلى المستوى الخدمي تم وضع رؤية لتحسين المرافق العامة على مستوى المحافظة سواء الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي والإسكان بكافة أنواعه، حيث تم تنفيذ الكثير منه، وعلى مستوى القطاع الزراعي فقد تمت المطالبة بالتوزيع العادل للأراضي الخاصة بمساحة الـ ١٤٠ ألف فدان ترعة الشيخ جابر الصباح بشمال سيناء واستحداث مساحات أراض جديدة تكون مرفقة لتنمية القطاع الزراعي فضلا عما تم من جهود ذاتية.
ولقد تكللت الجهود بإنشاء فرع لجامعة قناة السويس تلاه صدور القرار الجمهوري في عام ٢٠١٦ بإنشاء جامعة العريش الحكومية لتكون منارة وإشعاعا علميا لخدمة المجتمع في تلك البقعة الغالية.

* سيناء منذ تحريرها تسعى إلى التنمية.. فهل تأخرت جهود الدولة في السنوات السابقة للنهوض بها؟ أم أن هناك معوقات للتنمية حالت دون إتمام النهضة الشاملة؟

الدولة سعت منذ تحرير سيناء إلى تنميتها، فتم إنشاء بنية أساسية وتم استثمار بعض الموارد، لكن ليست بالصورة الطموحة التي يحتاجها المكان والإنسان في تلك البقعة الطيبة، وجهد الدولة هو محل تقدير بل هو واجب عليها كأحد الأقاليم التي تمثل أهمية قصوى وذات أبعاد إستراتيجية وتنموية، ونظرا لطبيعة وتنوع سيناء من حيث التضاريس والمناخ حيث السهول في الشمال والهضاب في الوسط والجبال في الجنوب والإطلالة المتميزة على خليجي السويس والعقبة وساحل البحر المتوسط، فقد حظيت بعض المناطق بميزة تفضيلية في أولويات التنمية ومنها جنوب سيناء لتميزها من خلال الطبيعة والمنظور السياحي.

لكن لم يتم إغفال بعض القطاعات كالصناعة والتعدين، حيث مناطق الصناعات الثقيلة والمتوسطة والحرفية بكل من الشمال والجنوب، فضلا عن تأهيل البنية الأساسية لاستيعاب التطور الذي شهدته شبه الجزيرة. أما من ناحية المعوقات فإن تزامن المشروعات القومية على مستوى الجمهورية كمشروع تنمية خليج السويس ومشروع توشكى وقت التخطيط لمشروع سيناء أدى إلى عدم توافر التمويل اللازم لنهو المشروع في الزمن المحدد له.

أضف إلى ذلك عدم قيام القطاع الخاص بما عليه من مساهمة والتزام في المشروع القومي، حيث نسبة المساهمة ٧٠% ومساهمة الدولة ٣٠%عبارة عن البنية الأساسية ؛ إضافة إلى كثرة التشريعات والقرارات التي قد يغيب فيها التنسيق وكثرة المحاذير لطبيعة المنطقة وعدم تشجيع وتحفيز المستثمرين للانطلاق في مسيرة التنمية على نحو مستقر.

*كيف تثمن جهود الدولة الحالية في عهد الرئيس السيسى وأنت الذى شهدت عهود رؤساء مصر من قبل خلال عملكم تحت قبة البرلمان المصرى ولعدة دورات؟

لا شك أن ما تشهده البلاد من نهضة تنموية في عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بدأ يؤتي ثماره ويشهده الناس، فهذه قناة السويس الجديدة واختصار مدة الانتظار لعبورها شمالا وجنوبا بما يساعد على تسريع حركة النقل البحري وزيادة العائد، فضلا عن محور قناة السويس الاقتصادي والخدمات اللوجستية والشحن والتفريغ وما يتبعها من توفير البيئة الحاضنة لفرص الاستثمار ووضع سيناء ضمن هذه التنمية الاقتصادية الملموسة.

كذلك قرب الانتهاء من العاصمة الإدارية لتكون نقطة تحول مع بدء الإعلان عن الجمهورية الثانية ومواكبة التطور التكنولوجي .والاكتفاء الذاتي من الغاز والمواد البترولية والمبادرات الرئاسية في مجال الصحة وتنمية المجتمع وتطوير الريف المصري على نحو مخطط ومدروس لكى يأخذ حظه من التنمية المستدامة.

كذلك منظومة الطرق التي أصبحت شريان ربط بين أقاليم الجمهورية وما تم بالنسبة لإنشاء الأنفاق أسفل قناة السويس وأهميتها في إنهاء عزلة سيناء. وتطوير العشوائيات وتوطين بعض الصناعات بالقرب من الموارد كمجمع الرخام في وسط سيناء وإنشاء العديد من المطارات في سيناء وغيرها بتخطيط مدروس وغير مسبوق من خلال رؤية السيد الرئيس ومؤسسات الدولة المعاونة وبإرادة جسورة ونسبة مخاطرة مأمونة بالمفهوم الاقتصادي.

* كيف ترى مستقبل الثقافة بسيناء بصفتك أحد المثقفين والمهتمين بالثقافة والتراث؟

مستقبل الثقافة في سيناء هو مستقبل واعد بإذن الله تعالى، ويتأتى ذلك من خلال نتاج الأدباء والكتّاب والمهتمين بالشأن الثقافي وهم والحمد لله كُثر وتذخر بهم الساحة الثقافية، وبقدر مجهودهم الذاتي لكنهم بحاجة إلى مزيد من رعاية الدولة بتوجيه جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية لأدباء سيناء لما له من عظيم الأثر والمردود الطيب على الساحة الثقافية بسيناء، كذلك إنشاء الصالونات الثقافية والمنتديات وتبنى الإبداع الثقافي والأدبي والموهوبين في كافة المجالات.

يساعد هذا في تحقيق رؤية شاملة وهادفة تقوم بها كوادر تؤدي رسالة ثقافية أدبية تتجاوز حدود الوظائف الرسمية وأن تكون إدارة الثقافة بإرادة ومثابرة تساعد على تحقيق الأبعاد المتنوعة لهذا الشأن.

* ما الذي تم في هذا الشأن على أرض الواقع؟

من جانبنا سعينا نحو إنشاء عدد من المنارات الثقافية كالمكتبات والبيوت والمراكز الثقافية في شمال سيناء ومتابعة استكمال تأهيل قصر ثقافة العريش ليكون نقطة انطلاق ومصدر إشعاع حضارى وبنية نوعية تهدف إلى وضع الثقافة في موضعها المناسب ليكون لها مردود فعال في المجتمع باعتبارها أحد مصادر تكوين للإنسان وتشكيل حياته.

* تشهد مدينة العريش نهضة عمرانية ومشروعات للتجميل والتوسعة في الميناء ومشروعات قومية عملاقة.. فما العائد لدى المواطن السيناوى من كل هذه المشروعات؟

مدينة العريش تعرضت لحالة توقف في الحركة في فترات سابقة متأثرة بالأحداث التي توالت عليها وفي محيطها وبدأت في الآونة الأخيرة تستعيد عافيتها وهناك رغبة في تطويرها بدأت ملامحها تظهر بفتح الميادين وإنشاء المحاور التي يفترض أن تراعي طبيعة المكان والسكان.

فعلى سبيل المثال تطوير ميناء العريش البحري وربطه بمنطقة الصناعات الثقيلة أحد الأولويات التي ستساعد على تحقيق التنمية وإتاحة فرص التصدير والتجارة عبر هذا المنفذ البحري، وما يتزامن مع مشروعات أخرى تساهم في التنمية التي قد لا يأتي مردودها على المواطن السيناوي بصفة عاجلة ومباشرة، لأن مفهوم التنمية المستدامة والعائد منه طويل الأجل ويؤتي ثماره بعد تكامل المفردات المحيطة والبيئة الحاضنة، فضلا عن إعادة تأهيلها بتخطيط مدروس وموضوعي يعتمد على رؤية مستقبلية وطاقة استيعابيه تراعي النمو الطبيعي والتوسع المستقبلي لتكون مدينة البحر المتوسط الجاذبة للبشر لطبيعتها الخلابة وموقعها المتميز.

* هل من حلم نطلبه جميعاً لتخصيص وزارة خاصة بسيناء يكون هدفها التنمية بكافة مجالاتها؟

وزارة خاصة بسيناء هي بالطبع حلم، ولعل في تحقيقه إعطاء ميزة وأفضلية لسيناء لما لها من أهمية حيث تساعد تلك الوزارة حال إنشائها في رسم السياسات وتحقيق الأهداف ولملمة التشريعات والقرارات المتصلة بها وتوحيد وتنسيق الجهود بين كافة الوزارات والجهات التي تعمل في سيناء.
وباستعراض ما تم من وجود لجنة تعنى بسيناء بإشراف مساعد رئيس الجمهورية وجهاز وطني لتنمية شبه جزيرة سيناء وجهاز تعمير سيناء التابع لوزارة الإسكان وغيرها من الجهات التي ظهرت الحاجة إلى وجود صندوق تنموي لسيناء تخصص موارده لتمويل كافة المشروعات التي تقام بها ليعطي طمأنينة أن توافر التمويل يساعد على سرعة الإنجاز، وعلى هذا الأساس يمكن أن تكون وزارة لشئون سيناء أحد الأفكار القابلة للتطبيق وقد تأخذ صفة مرحلية ولمدة زمنية معينة ولحين الانتهاء من تنفيذ ما يتم تخطيطه من خلالها.

* ختاما .. ما أمنياتك وتطلعاتك لسيناء ولمستقبلها؟

نتطلع إلى سيناء بأنها ذلك الحلم الجميل الذي لا يحتاج إلى إغفاءة بقدر ما يحتاج إلى صحوة وبعث من جديد لمستقبلها الواعد في تعزيز الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وأن تكون مصدر إلهام وترويج سياحي وتراثي واقتصاد قائم على الاستفادة من المواد الخام بتصنيعها وتصديرها وجعلها صنع في سيناء بمصر وهو ما سيتم في القريب العاجل بإذن الله ثم باهتمام القيادة السياسية ومتابعتها لها عن قرب.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى