كتابنا

علاء عبد الله يكتب…

 

الجمهورية الجديدة

كل الأحلام الكبيرة كانت في بدايتها ضربا من الجنون، لكن لا شيء يعوق العزيمة إذا ما صدقت والنية إذا ما توافقت، وفي مصر لا تولد الأحلام بل تُصنع وتُبني وتُشق في الصحراء وتتعالى في عنان السماء وتمخر في البحار وتخترق الأرض لتبني حضارة جديدة عظيمة كعادة المصريين حينما يبنون مستقبلهم، فالإبهار سنتهم.

حلم العاصمة الجديدة وأقول العاصمة وليس المدينة، لأنها عاصمة بحجم بلاد في منطقتنا عقب الانتهاء من كامل المشروع الذي قاب قوسين أو أدنى أن يفتتح ويموج بالحياة العصرية في وقت قياسي وإعجازي في عرف قوانين الحساب والوقت والزمن.

مع الإعلان عن افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة تدشن مصر عمليا الجمهورية الجديدة، ذلك المشروع الراهن الذي يعد من أكبر المشاريع في الوطن العربي وفي الشرق الأوسط، لذا تحرص الحكومة المصرية على الانتهاء من كافة التجهيزات لافتتاح العاصمة الإدارية الجديدة إيذانًا ببدء العمل الحكومى رسميًا من العاصمة الإدارية الجديدة، في ظل المتابعة المتواصلة من القيادة السياسية لاستعدادات وترتيبات الانتهاء بشكل كامل من المباني الوزارية في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي كان من المفترض أن تنقل العام الماضي، ونظرًا لجائحة كورونا المستجد، جرى تأجيل انتقال الهيئات الحكومية حتى وقتنا هذا.

وفي عهد الرئيس السيسي، الذي تمر الذكرى السابعة لتنصيبه رئيسا للبلاد، شهدت مصر طفرة غير مسبوقة في كافة مناحي الحياة، الاقتصادية والسياسية والأمنية، معلنة “ميلاد دولة جديدة.. وجمهورية ثانية”.

ولكل ذي بصيرة فإنه منذ تنصيب الرئيس السيسي تشهد مصر “ثورة تنموية”، إذ لا يكاد يمر يوم دون افتتاح مشروع أو وضع حجر الأساس لمشروع أو الإعلان عن دراسة جدوى لإقامة مشروع، وهو أمر لم يره المصريون سوى في عهد السيسي، الذي نجح في بث الأمل من جديد في نفوس الشعب.

وفق شهادات العدو قبل الصديق يتميز عهد الرئيس السيسي بالمشروعات القومية العملاقة، حيث تنفذ مصر حاليا أكثر من 20 مدينة جديدة من مدن الجيل الرابع، من أجل زيادة الرقعة العمرانية من 7 إلى 14 % من مساحة البلاد.

ومن بين هذه المدن العاصمة الإدارية الجديدة، التي ستفتتح خلال أيام، والتي قال السيسي إن افتتاحها سيكون إيذانا بـ “ميلاد دولة جديدة.. وإعلان جمهورية ثانية”.

كما أن مصر، تنفذ برنامجا طموحا لتطوير البنية التحتية، يضم 2173 مشروعا في مجال الطرق والكباري والأنفاق، فضلا عن تطوير النقل البحري والنهري والسكك الحديدية، بتكلفة تريليون ونصف التريليون جنيه، وسيستمر حتى العام 2024.

مصر المعجزة أنشأت خمسة مطارات جديدة، هي مطارات العاصمة الإدارية الجديدة، والبردويل، وسفنكس، وبرنيس، ورأس سدر، إلى جانب تطوير المطارات الموجودة، ونجحت القاهرة خلال عهد السيسي في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء وتصديرها، بعد أن كانت تعاني من الانقطاع المتواصل لها، حيث ضخت استثمارات تزيد عن 515 مليار جنيه، لإنشاء محطات توليد الكهرباء، وتطوير شبكات النقل والتوزيع.

ولم يقتصر تحقيق الاكتفاء الذاتي على الكهرباء فقط، بل امتد الأمر إلى الغاز الطبيعي، الذي أصبحت تصدره أيضا، وتنفذ في الوقت نفسه خطة لتحقيق الاكتفاء من كافة المنتجات البترولية بحلول العام 2022 – 2023، إذ بلغ إجمالي الاستثمارات التي تم ضخها في قطاع البترول والغاز منذ 2014 نحو 74 مليار دولار.

بل إن مصر تخطو خطوات واسعة نحو التحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة، في ظل امتلاكها بنية أساسية ضخمة جدا، ومحطتين لإسالة الغاز تكفيان لتصدير كميات ضخمة جدا ليس من مصر فقط بل من دول الجوار أيضا.
كل ساعة تمر تقترب مصر من عرشها القديم كقوة ضخمة صاحبة أقدم حضارة، وبلاد الثقافة والفكر والتحنيط والهندسة والحروب والفلك والسياحة ، بلاد الأزهر والمرقسية، بلاد النيل والهرم، بلاد المتاحف والمعالم، بلاد الخضرة والجبال.. اسأل عنها سيقولون في رجالها عزيمة لا تنام.

 

—————————–

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى