تاريخ ومزارات

هارون الرشيد فى سطور

هارون الرشيد

حدث في العصر العباسي الأول

——————————————-

الخليفة الإسلامي العملاق ، كان من أعظم فاتحي المسلمين ، بل كان من أعظم فاتحي البشرية على الإطلاق، …

 

فلا (نابليون) الذي تتغنى به فرنسا، ولا (تشرشل) الذي يفتخر به الإنجليز، ولا حتى (الإسكندر المقدوني) نفسه كانوا يملكون نصف ما ملكه الرشيد رحمه اللَّه،…

 

فقد حكمها الرشيد من صينها إلى مغربها، ومن صحرائها الكبرى في قلب أفريقيا إلى قوقازها في مجاهل أوروبا،..

والعجيب أن هارون الرشيد تمكن من إدارة هذه الإمبراطورية الضخمة، وهو في سن التي 25 فقط!

 

أخذا في عين الاعتبار صعوبة وسائل الاتصال والمواصلات في ذلك الوقت المبكر من التاريخ.

 

قام الرشيد بتنظيم الثغور المطلة على بلاد الروم على نحو لم يعرف من قبل، وأعاد إلى الأسطول الإسلامي نشاطه وحيويته، و أقام دارًا لصناعة السفن، وفكر في ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط ليواصل جهاده مع الروم ويسيطر على الملاحة في البحر المتوسط، …

 

وفي عهد الرشيد عاد المسلمون إلى غزو سواحل أوروبا، ففتحوا بعض الجزر واتخذوها قاعدة لهم، مثلما كان الحال في زمن الأمويين طيّبي الذكر، فأعاد الرشيد فتح “رودس” سنة 175 ه – 791 م، وأغارت الأساطيل الهارونية على “أقريطش” (كريت) و”قبرص” سنة 195 ه – 806 م.

 

واضطرت دولة الروم أمام ضربات الرشيد المتلاحقة إلى طلب الهدنة والمصالحة، فعقدت (إيريني) ملكة الروم صلحًا مع الرشيد، مقابل دفع الجزية السنوية له في سنة 181 ه – 797 م، … حتى قتلها متمردٌ اسمه (نقفور) واستولى على الحكم في بلاد الروم، 186 ه -802 م،

 

ما إن تسلم هذا الإمبراطور الأحمق ا الحكم حتى بعث برسالةٍ وقحة إلى أعظم إمبراطور في الدنيا خليفة الدولة الإسلامية أمير المؤمنين هارون الرشيد يقول فيها :

 

( من نقفور ملك الروم إلى ملك العرب (لم يذكر اسم الرشيد!)، أما بعد فإن الملكة إيريني التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ، فحملت إليك من أموالها، لكن ذاك ضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فأردد ما حصل قبلك من أموالها، وافتد نفسك، وإلا فالحرب بيننا وبينك ! )

 

فما إن فرغ الخليفة هارون من قراءة تلك الرسالة الوقحة حتى ثارت ثائرته، واحمر وجهه الأبيض ، فتناول هارون الرشيد الرسالة وكتب على ظهرها بعزة العربي القرشي، وشهامة المسلم الموحد :

 

( من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمع ! )

 

فانطلق هذا الصقر العربي المسلم بنفسه إلى مدينة الروم، بجيشٍ ما عرفت الأرض مثله،، حتى وصل “هرقلة” وهي مدينة بالقرب من “القسطنطينية”، فدكها دكًا جعل منها نسيًا منسيًا، فلم يبق منها إلا اسمها وبقايا ذكريات ! فحرقها عن بكرة أبيها، …

 

وانطلق بعد ذلك بسرعة يريد إزالة العاصمة “القسطنطينية” عن وجه الأرض، فأسرع الكلب نقفور بالكنوز والمجوهرات يحملها بنفسه إلى هارون الرشيد، يستحلفه بمحبته لنبي اللَّه عيسى أن يقبل منه هذه الكنوز كجزية، بعد أن صار يناديه بأمير المؤمنين، !!!

 

فرفض هارون ذلك، واشترط عليه لقبول تلك الكنوز كجزية أن يطلق سراح كل المسلمين من سجونه أولًا، فما كان من كلب الروم إلا أن أطلق سراح آلاف الأسارى من السجون الصليبية، فلم يبقَ شخصٌ يوحِّد اللَّه في أي سجني رومي بفضل هذا البطل الإسلامي العملاق هارون الرشيد،..

 

استُشهد هارون الرشيد وهو في طريقه للجهاد في بلاد الشرق، وهو في سن 46 سنة فقط !!!

 

رحمك اللَّه يا أبا الأمين، أيها الأسد الهاشمي العربى، وجزاك اللَّه كل خير لما قدمته للإسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى