نايمان: القبيلة التي تحدت جنكيز خان وأصبحت جزءاً من التاريخ

دعاء رحيل

نايمان هي قبيلة مغولية نشأت في منغوليا في العصور الوسطى، ولها تاريخ غني ومتنوع، وتأثير كبير على الشعوب المجاورة. في هذا المقال، سنتعرف على أبرز محطات تاريخها، وخصائصهم الثقافية والدينية، وأوضاعهم الحالية في الصين وكازاخستان وأفغانستان.

أصل الاسم والقبيلة

كلمة نايمان تعني “ثمانية” باللغة المغولية، ويرجع أصلها إلى أن القبيلة كانت تتكون من ثمانية فروع أو عشائر بعض الباحثين يعتبرون نايمان قبيلة تركية من سكيز أوغوز (الأوغوز الثمانية)، وهي مجموعة من القبائل التركية التي انحدرت من أوغوز خان، أسطورة التورك لكن هذا الرأي محل جدل، لأن أسماء بعض قادة نايمان كانت مغولية، ولأنهم كانوا يتحدثون لهجة فرعية من اللغات المغولية. يعتقد بعض المؤرخين أنهم هم قبيلة مختلطة بين المغول والأتراك، نتيجة للتحالفات والزواجات بينهم.

تاريخ نايمان

ظهرت في منغوليا في القرن الحادي عشر الميلادي، وكانت تسكن غرب منغوليا وجبال ألطاي. كان لديهم علاقات دبلوماسية مع خانية القراخطائي، وكانوا تابعين لهم حتى عام 1175 م. كانت ديانتهم الأصلية شامانية، لكن بعضهم اعتنقوا المسيحية النسطورية أو البوذية التبتية.

في عام 1199 م، شن تيمورجين (جنكيز خان) حملة عليها بمساعدة حلفائه من قبيلة كيرايت. هزموا بويرق خان، حاكم فرع نايمان الجبلي. في عام 1203 م، قُتل طایآڭ خان، حاكم نايمان في السهول، في معركة مع جنكيز خان. فر ابنه كوشلغ مع بقية جنودها  إلى خانية القراخطائي. استقبله خان القراخطائي بحفاوة، وأعطاه ابنته زوجة. لكن كوشلغ سرعان ما بدأ في التآمر ضد حماه، وبعد أن اغتصب العرش، بدأ في اضطهاد المسلمين في واحات هامي. لكن فعلته قوبلت بالمقاومة من قبل السكان المحليين، وتم هزيمته لاحقاً من قبل المغول بقيادة جبه.

بعد انهيار خانية نايمان، تفرق أفراد القبيلة في أنحاء مختلفة من الإمبراطورية المغولية. كانت زوجة أوغدي خاتون (ملكة) تورجين من هذه القبيلة. كان لدى هولاكو جنرال نايمان اسمه كتبوقا، الذي قُتل في معركة عين جالوت في عام 1260 م.

نايمان في الحاضر

اليوم، يوجد عدة مجموعات منها في الصين وكازاخستان وأفغانستان. في الصين، تعتبر قومية مغولية، وتقطن في ناحيتها التابعة لمنغوليا الداخلية. في كازاخستان، يعتبر أحد القبائل الرئيسية في جوز الوسطى من الأمة القزخية. يبلغ عددهم حوالي 940 ألف نسمة، وهم مسلمون سنة. في أفغانستان، يوجد عدد صغير منها في مقاطعة شخ علي. ينتمون إلى قبائل الهزارة، وهم مسلمون شيعة.

هي قبيلة مغولية تاريخية وحاضرة، لها دور مهم في تاريخ منغوليا وآسيا الوسطى. تتميز بتنوعها الثقافي والديني، وبقدرتها على التكيف مع الظروف المختلفة. تشكل جزءاً من التراث والهوية للشعوب التي تنحدر منها أو تتصل بها.