كتابنا

اللواء/ أحمد زغلول مهران يكتب..

علماؤنا سرٌّ من أسرار عودتنا

منذ ثلاثة شهور تقريبا تلقيت دعوةً من نقابة المهن العلمية؛ للمشاركة والتنسيق لإعداد مؤتمر بعنوان (إعادة بناء إفريقيا من خلال إعادة اكتشاف مواردها الطبيعية برؤية علماء مصر)، وذلك بالتعاون مع عدد من رجال الأعمال وجمعيات المجتمع المدني والأصدقاء المهتمين بالشأن الإفريقى، تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بهدف تسليط الضوء على الموارد الطبيعية لإفريقيا وتعظيم طرق الاستفادة منها لبناء قارة متحضرة، والتعرف على رؤية علماء مصر في كيفية إدارتها وتقديم مقترحات عملية ومشروعات تنفيذية للاستفادة من هذه الموارد، وتقديم مصر كشريكٍ واستشاريٍّ في عملية تنمية القارة الإفريقية بعدَّة محاور أهمها (التعدين، البترول، الموارد المائية، الآثار، السياحة، التاريخ الإنساني، المعادن، الكهرباء والطاقة.. إلخ)، وأثناء الإعداد والتجهيز والتنسيق لهذا المؤتمر الدولي انبهرتُ من القامات العلمية التى تنتمي لهذه النقابة، ففوجئت أن أنشطتها لا يعلم عنها أغلب أبناء الوطن على الرغم من أنها تضم أكثر من ١٥٠ ألف عالم وباحث في شتى مجالات العلم والبحث العلمي، ومن دواعي اندهاشي أنَّ هؤلاء العلماء لديهم الكثير ليقدموه للوطن في كل مناحي الحياة، ولكن لم يتم حتى الآن إعادة اكتشاف أغلبهم، الذين تعرفهم وتستعين بهم أكبر مراكز الأبحاث العالمية، وتحتضنهم وتُكرمهم وتستغل أبحاثهم لخدمة التطوير والابتكار العلمي لصالح بلدانهم، وهو ما جعلني أتساءل، إلى متى سنكتفي بأن نكون مصدرين لعلمائنا؟ إلى متى ستظل مصر ترعى أبناءها من القامات العلمية العظيمة ليستعين بهم غيرها؟ هل التقصير والإهمال وصل لدرجة عدم الاستعانة بهؤلاء، مما جعلهم يتجهون إلى عرض أفكارهم وأبحاثهم في الخارج؟ أين نحن من هذه الخبرات المهدور خيرها سواء بالإهمال أو بالجهل لعدم معرفتنا بأهميتهم وعدم قدرتنا على جذبهم تجاه الوطن لخدمة تحقيق الآمال والطموحات اللا محدودة؟ والعديد من التساؤلات التى أبحث عن إجابات لها.

أثناء فاعليات هذا المؤتمر العلمي الأول الذي يستهدف قارتنا السمراء لتنسيق التعاون والتكامل العلمي بين دول القارة الإفريقية لدفع الاقتصاد الإفريقى للأمام، اكتشفت أن علماء مصر لديهم حلول للكثير من الأزمات أبرزها مشكلة سد النهضة والتصحر وغيرها بأساليب علمية متطورة، ولكن للأسف حلولهم هذه حبيسة، سواء في أدراج مكاتب أو أرفف معامل، أو بداخل عقول علمائنا الأجلاء، وظهر جليا إعجاب وانبهار سفراء بعض الدول الإفريقية والعربية والآسيوية التى حضرت فاعليات المؤتمر بهذه الحلول التي لم تر النور.

دائما وأبدا مصر هي قبلة العلم والعلماء منذ خلق البشرية، وتأكدت أنهم فعلا أحفاد المصريين القدماء الذين علَّموا العالم كافة العلوم وحتى الآن أسرارهم لم يتم فك طلاسمها وما زالت تحيِّر الجميع.

يجب علينا أن نهتم بالعلماء وأبحاثهم ونوفر لهم المناخ المناسب والإمكانيات المادية اللازمة لخروج ابتكاراتهم إلى حيز التنفيذ في كل المجالات حتى نعود إلى ريادتنا المنشودة، فنحن أعظم حضارة عرفها التاريخ تفوقت في كل المجالات مثل الطب والفلك والهندسة… إلخ.

إن الدول المهتمة بالبحث العلمي والعلماء نجحت في أن تكون ضمن ركب الدول الرائدة والمتقدمة، وعلى سبيل المثال لا الحصر دولة رواندا إحدى الدول الإفريقية التي كانت الحروب الأهلية تنهش خيراتها على مدار أكثر من ٢٠ عاما، أصبحت ـ بعد تهدئة الأوضاع الأمنية واستعادة الاستقرار ـ من الدول الرقمية الأولى فى إفريقيا والرائدة عالميا فى فترة لا تتعدى ١٠ سنوات، وذلك بفضل الاهتمام بالبحث العلمي والتعليم والصحة، وغيرها الكثير من الدول التي سبقتنا أمثال ماليزيا.

هيا بنا نبني وطننا بالعلم والعلماء ونتحدى كل العراقيل، ونقفز الحواجز المُعيقة ونكسر الأسوار المنيعة لنعبر سويا إلى بر الريادة العلمية والتكنولوجيا؛ لنكون مُصدرين للنجاح والتقدم والبناء، ولسنا مُصدرين لعقول أبنائنا العلماء.

هيا بنا نبني الإنسان المصري من جديد بأيدينا وبأفكارنا، لنتصدر الريادة العلمية التي تركها لنا أجدادنا القدماء لنعود إلى المكانة التي نستحقها بين الأمم.. ستظل مصر دائما وأبدا آمنة لآخر الزمان.

رسالتي

إلى علمائنا الأجلاء:

علمت أنكم عاكفين تلك الفترة للإنتهاء من أبحاث وتجارب ستحدث دويا هائلا في العالم ، وستكون برهان للجميع على أن العقل المصري لا يستهان به ، بالتوفيق وفى انتظار المفاجأة .

إلى شعب مصر العظيم:

مشاعركم تجاه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك حينما توفى إلى رحمة الله تعالى ، تؤكد مدى عظمتكم ورقيكم ، فالجميع التف حول الجثمان ، الجميع شارك أسرة الراحل الأحزان، الجميع دعي له بالرحمة والمغفرة ، وهو ما أثبت للعالم أجمع ، وفى مقدمتهم أعدائنا أننا شعب لا ينسى من دافع عن تراب هذا الوطن، وحمى مقدراته ، فالرئيس الراحل أضيف أسمة إلى قائمة الوطنيين الأبرار الراحلين ، الذين دافعوا وقاتلوا من أجل هذا الوطن ، من أجل كرامته، من أجل عزته . رحم الله الرئيس الأسبق مبارك ومن سبقوه من رؤساء مصر السابقين : محمد نجيب ، جمال عبدالناصر ، الشهيد/ محمد أنور السادات ، و رحم الله القادة العسكريين الشهداء الأبرار الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية أمثال الفريق عبدالمنعم رياض ، اللواء احمد حمدي ، العميد إبراهيم الرفاعي ، الرائد محمد زرد ، الفدائي احمد عبد العزيز، و رحم الله كل أبطال وشهداء مصر جنود وضباط ، من الجيش والشرطة ، وعاشت مصر في شموخ وعزة ونصر بفضل أبنائها المخلصين .

إلى الأستاذ الدكتور/ خالد عبدالغفار، وزير التعليم والبحث العلمي:

يجب الإهتمام بعلمائنا وتقديرهم، والإعتماد عليهم ليكونوا شركاء النجاح، وذلك بتعظيم دورهم العلمي والمجتمعي وتقديم الدعم اللازم لهم للوصول بأبحاثهم وأفكارهم إلى حيز التنفيذ لإستكمال مسيرة التنمية التي نلمسها جميعا ونشهد لها، لذلك يجب إعادة النظر في موازنة البحث العلمي لتكون مناسبة لطموحاتنا وأحلامنا.

 

 

إلى الأستاذ الدكتور/ محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى:

يجب أن نتبنى الإختراعات والأبحاث العلمية التي يتم تسجيلها بمكاتب براءات الإختراعات بالأكاديمية ونستغلها الإستغلال الأمثل، لخدمة عملية التطوير والتنمية في شتى جوانبها، بدلا من قيام الدول الأخرى الرائدة في مجال البحث العلمي بإغراء أبنائنا المخترعين بالهجرة إليها، لتتبنى إختراعاتهم وأبحاثهم وتقدم لهم الدعم المادي الذي يحقق أحلامهم وطموحاتهم.

إلى رجال الأعمال والمستثمرين بشتى المجالات:

يجب عليكم أن تقوموا بمسئوليتكم تجاه الوطن، بتبني صغار المخترعين، وإحتضان إختراعاتهم وأبحاثهم، كلا في مجاله، لخدمة تطوير الصناعة المحلية، والذي سيعود بالنفع على مشروعاتكم أولا ثم على الإقتصاد المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى