مريم مهران تكتب…
قصة بطل
استطاع البطل السبّاح الأوليمبي علي خلف الله، الشاب الذي يبلغ من العمر ٢٥ عاماً بطل مصر وإفريقيا فى مسابقة 50 متر حرة، أن يحصل على العديد من البطولات المحلية والدولية، وسبق أن مثّل مصر فى أوليمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، والدورة الأوليمبية الحالية بطوكيو، على الرغم من عدم حصوله على ميدالية أوليمبية، إلا أن هذا الشاب هو الذي حطّم رقم مصر في مسابقة ٥٠ متر حرة، المسجل باسمه الآن.. دعونا نتكلم عن مسيرة هذا البطل الفريدة من نوعها.
السبّاح علي خلف الله ولد عام 1996 في مدينة القاهرة، بدأ ممارسة رياضة السباحة في النادي الأهلي وهو في سن الخامسة من عمره، وبدأ حبه للسباحة ينمو مع نموه، وبدأت ظروف التدريبات تكون قاسية عليه، ومع ذلك صمم على استكمال التمارين لحبه الشديد لرياضة السباحة التى ساعدت فى نمو شخصيته الرياضية المتزنة. لقد مثّل النادى الأهلى ومنتخب مصر فى العديد من البطولات المؤهلة لمراحله السنّية داخل مصر وخارجها. وتوالت البطولات حتى وصل إلى سن الخامسة عشرة من عمره، وكانت لديه بطولة الجمهورية، وقرر “علي” أن يحطم الرقم القياسي المصرى فى مسابقة ٥٠ متر حرة، الذى كان مسجلاً باسم السباح المصرى المعتزل شهاب يونس، وفعلا نفذ النادي ولجنة التحكيم رغبة السباح الصغير في ذهول من شجاعته وإصراره، وحطّم السباح الصغير الرقم القياسي المصرى ليصبح باسمه حتى الآن، ومن هنا عُرف خلف الله وذاع صيته وسطع نجمه بين الأوساط الرياضية وأطلق عليه اسم شهرة “علي بذرة” لتحطيمه الرقم القياسى فى هذه السن الصغيرة، ولكنه استمر دولياً باسم “علي خلف الله”.
بعد هذه البطولة قرر علي وأسرته استكمال مسيرته في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تجربة ناجحة وقاسية فى نفس الوقت، وهو في هذه السن، والابتعاد عن أسرته، وأن يعيش وحيداً في بلد غريب يبعد آلاف الأميال عن أسرته ووطنه، ولكن علي دائماً لديه إصرار على النجاح، التحق السباح الموهوب بإحدى المدارس الداخلية بالولايات المتحدة الأمريكية، واجتهد في تعليمه بجانب ممارسته واجتهاده فى رياضة السباحة، حيث إنه طُلب منه عدة مرات أن يلعب في البطولات الرسمية باسم الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه رفض وفضّل أن يلعب باسم مصر.
انتهى السباح الصغير من دراسته العلمية، حيث تخرج من كلية إدارة الأعمال بجامعة انديانا إحدى الجامعات الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية، وتفرغ السباح الخلوق لتدريباته، حيث اشترك في عدة بطولات فى العديد من الولايات الأمريكية وخارجها، حيث تأهل إلى أوليمبياد “ريو دي جانيرو” بالبرازيل وكان لتأهله قصة كفاح ونجاح أخرى حيث تأهل بلا مدرب ودون أى ترتيبات مع اتحاد السباحة المصرى، بل كانت إرادة لاعب لديه عزيمة وحب لوطنه جعلاه يجتهد ليرفع رايتها خفاقة بين الأمم وتأهل إلى أوليمبياد طوكيو التى تمت إقامتها هذا العام بعد أن تم تأجيلها العام الماضي بسبب كوفيد-١٩، رغم هذه الظروف كان علي يتدرب كل يوم بمفرده بدون مدرب ليحقق هدفه، وفي النهاية وصل إلى طوكيو ولديه إصرار على تحقيق ميدالية لمصرنا الحبيبة متحدياً كل العقبات التي مر بها بطلنا ولكنه فضّل ألا ينظر إليها وكان هدفه تحقيق حلم الميدالية الأوليمبية.
لم يكن الحظ حليفاً لبطلنا في طوكيو، ولم يستطع الوصول إلى رقمه ولكن نحن نفتخر بتعبه وجهده ونشكره ونقول له إنك جعلت اسم مصر يصل إلى طوكيو مهما كانت الظروف والنتائج، ستظل قدوة لجيلك والطريق أمامك مفتوح لتحقق هدفك وحلم المصريين. إنك فعلاً مثال الرياضى المثالى، لا تجعل نتائج هذه البطولة هى نهاية مشوارك الرياضى، بل اجعلها بداية الانطلاق لتحقيق الذات، نحن فخورون بك رياضياً ولاعباً وشاباً طموحاً.
هيا استعد للقادم من البطولات، كلنا خلفك ونمد لك يد العون حتى تستمر فى إنجازاتك. لا تنسَ أنك حتى الآن أسرع سباح في مصر وبطل مصر حقاً وسنظل نشجعك حتى تحقق حلمك وحلم كل المصريين “حلم الذهبية الأوليمبية”.
ولا أنسى أن أقدم كل الشكر والتقدير والاحترام لأسرة السباح علي خلف الله على ما يقدمونه من دعم بلاحدود وتهيئة المناخ المناسب ليكون مثلاً يُحتذى به بين شباب الوطن.