عائلة شاليش من قلب القرداحة إلى صدارة نفوذ الحكم في سوريا
حافظت عائلة شاليش طوال عقود على حضور قوي داخل بنية السلطة السورية بفضل صلات القرابة التي جمعتها بآل الاسد، حيث اكتسبت نفوذها بعد زواج سلمان شاليش من حسيبة علي سليمان الاسد شقيقة حافظ الاسد، مما منح العائلة موقعا مركزيا داخل دائرة الحكم.
جذور عائلة شاليش
وتعود جذور العائلة إلى مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية، وبرز من أفرادها اللواء ذو الهمة شاليش وأخوه اللواء رياض شاليش، اللذان لعبا دورا مؤثرا في مؤسسات النظام خلال فترتي حافظ الاسد وبشار الاسد، إضافة إلى دور بارز لاحقا لابناء العائلة.
ولد ذو الهمة شاليش عام 1956 في القرداحة، وارتفع نفوذه بعد توليه مسؤولية الحراسة الخاصة لحافظ الاسد عقب وفاة باسل الاسد عام 1994، واستمر في موقعه حتى عام 2019، مما جعله واحدا من رجال الظل المؤثرين في قصر الحكم.
إلى جانب دوره الامني اسس شركة تعمل في البناء واستيراد السيارات، وجمع من خلالها ثروة كبيرة بفضل سيطرته على مشاريع البنى التحتية والعقود العامة، وخاصة في قطاعي الطرق والنفط في شمال وشرق سوريا، كما توسع في تجارة السيارات عبر شبكة معارض ضخمة في محيط دمشق.
عند اندلاع الثورة السورية عام 2011 ظهر ذو الهمة كإحدى الشخصيات المقربة من دوائر القمع، ففرض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة عقوبات عليه بسبب دوره في دعم الشبيحة وتمويل نشاطاتهم.
ومع دخول روسيا الحرب عام 2015 تزايدت الخلافات داخل النخبة الامنية، ومال ذو الهمة إلى الجانب الايراني على حساب النفوذ الروسي، وهو ما تسبب في تضييق موسكو عليه عام 2019 عبر فتح ملفات تتعلق بالتهريب والفساد والاتجار غير المشروع.
وتحدثت تقارير آنذاك عن تورطه في تهريب عملة وآثار وبيع اسلحة، إضافة إلى تسهيل هروب عميل استخباراتي بالتعاون مع مسؤولين ايرانيين، الامر الذي كشف حجم الصراع بين مراكز القوى داخل النظام السوري.



