52 عامًا على “النصر الخالد”.. شهادات أبطال حرب أكتوبر
أميرة جادو
في الذكرى الـ 52 لنصر أكتوبر المجيد، تؤكد القوات المسلحة المصرية بعزيمة وإصرار أبطالها أنها قادرة على حماية مقدرات الوطن وصون الاتجاهات الاستراتيجية كافة، مع الحفاظ على الحقوق المصرية والعربية، وفي هذه المناسبة على نقل شهادات أبطال حرب أكتوبر، التي تظل شاهدة على العصر، ومؤكدة أن عقيدة المقاتل المصري ترتكز على العنصر البشري وإعداده، كما تظهر هذه الشهادات البطولات في مختلف أسلحة القوات المسلحة، التي لعبت دورًا بارزًا في تحقيق النصر العظيم.
تحويل الهزيمة إلى نصر
وفي هذا الإطار، قال المفكر الاستراتيجي اللواء أركان حرب سمير فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق، إن احتفالات أكتوبر تمثل فرصة عظيمة للتذكير بإنجازات القوات المسلحة ومن خلفها الشعب المصري، من خلال تحويل هزيمة 1967 إلى نصر 1973.
وأكد “فرج”، أن القوات المسلحة لا تعرف المستحيل، إذ نجحت في استرداد الأرض بعد ست سنوات فقط من التدريب والتخطيط ومعاناة الشعب، وكان الجندي المصري هو المفاجأة الكبرى في حرب أكتوبر.
بطولات بحرية
ومن جهته، أوضح الكاتب الصحفي والمؤرخ العسكري محمد الشافعي، أن الوثائق التي ظهرت بعد عقود أكدت أن عدوان يونيو 1967 كان مؤامرة كبيرة.
وكشف “الشافعي”، عن بطولات عديدة أبرزها قيام المقدم محمد عبدالمجيد عزب بتدمير الغواصة الإسرائيلية “تانين” يوم 6 يونيو 1967، بعدما حاولت مهاجمة القطع البحرية المصرية بميناء الإسكندرية.
مشير النصر
وفي السياق ذاته، أوضح المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية آنذاك، في مذكراته التي نقلها الكاتب مجدي الجلاد، أنه زار سوريا خمس مرات بين عامي 1972 و1973 لتنسيق الجهود العسكرية المشتركة مع الرئيس حافظ الأسد، تنفيذًا لاتفاق سياسي مع الرئيس أنور السادات. وأكد أن الإعداد للحرب تطلب سرية تامة وجهدًا متواصلًا استعدادًا للمعركة الفاصلة.
حائط الصواريخ
كما استعاد اللواء علي الببلاوي، أحد أبطال قوات الدفاع الجوي، ذكرياته مؤكدًا أن دروس هزيمة 1967 تحولت إلى عناصر قوة ساعدت على الانتصار في أكتوبر. وأوضح أن حائط الصواريخ كان عنصرًا حاسمًا في نجاح العبور، مشددًا على أن الشعب المصري تحمّل التضحيات وحوّل الأخطاء إلى نقاط قوة.
أبطال خلف الخطوط
وفي سياق متصل، روى اللواء حسين مسعود، وزير الطيران الأسبق، تفاصيل مشاركته كمهندس في الكتيبة 143 صاعقة، إذ كان دوره إسقاط المظليين وإنزال قوات الصاعقة خلف خطوط العدو بـ30 كيلومترًا.
وأشار “مسعود”، أن حرب أكتوبر شهدت لأول مرة مواجهة الفرد مع الدبابة، وروى أنه اضطر لتفجير طائرته بعد إصابتها حتى لا يستولي عليها العدو.
الطيار المجنون
وروى اللواء أحمد المنصوري، تفاصيل 52 طلعة جوية شارك فيها خلال الحرب، موضحًا أن الفريق مدكور أبوالعز أعاد تسليح القوات الجوية ووجه ضربة مبكرة لقوات إسرائيل. وأكد أن الطيارين كانوا على أعلى مستوى من الاستعداد القتالي.
كما وصفته إسرائيل بـ”الطيار المجنون”، وأكد “المنصوري”، إنه يفخر بهذا الوصف لأنه شهادة غير مجروحة من العدو.



