تاريخ ومزارات
عقبات امام محمد على باشا

بعد أن تولى محمد علي ولاية مصر عام 1805 ، علم أنه لديه عدة عقبات يجب ان يتخلص منها مثل المماليك و الزعامة الشعبية لكي ينفرد بحكم مصر ، ففي نفس العام قام المماليك بقيادة محمد بك الألفي المنحاز للانجليز ، بعدة هجمات ، في الجيزة و القاهرة مما اضطر محمد علي إلى محاربتهم و مطاردتهم في الصعيد ، و في عام 1806 ارسل محمد علي باشا نائيه في الجيش لكي يحارب المماليك في الفيوم ، و هزم جيش محمد علي ، فاضطر إلى التقهقر إلى بني سويف ، في نفس الوقت كانت المماليك بقيادة ابراهيم بك تزحف نحو المنيا لاحتلالها و لكن كان هناك حامية لمحمد علي بالمنطقة ، ففشل المماليك في دخول المنيا.

و في نفس العام قامت الحكومة البريطانية بالإلحاح على على السلطان العثماني لكي يزيح محمد علي من ولاية مصر ، فاضطر السلطان إلى الموافقة ، و ارسل فرمان يأمر فيه بعزل محمد علي باشا من ولاية مصر و توليته ولاية سالونيك بالبانيا . فوافق محمد على و بدأ في التجهيز للذهاب إلى سالونيك ، إلى أنه ذهب الى عمر مكرم نقيب الاشراف لكي يشفع له عند السلطان العثماني ، فقام عمر مكرم بالنيابة عن المصريين بإرسال رسالة إلي السلطان يطلبون منه عدم عزل محمد علي باشا و تثبيته في الحكم ، فوافق السلطان و قام بتثبيت محمد علي في حكم مصر ، مما أغضب الإنجليز ، وأرسلوا حملة تقدر بخمسة آلاف جندي بقيادة الفريق أول فريزر لكي يعزلوا محمد علي و يولوا مكانه محمد بك الألفي .
نزلت القوات الإنجليزية على شاطئ العجمي بالاسكندرية عام 1807 و سلم أمين بك والي الإسكندرية المدينة دون حصار ، مما شجع فريزر لاحتلال رشيد و الحماد ، فأرسل 1500 جندي الي المدينتين ، و لكنهم فشلوا في احتلالها و اسر عدد كبير من الجنود كما قتل وأصيب عدد كبير منهم ، و في الوقت ذاته جاء الخبر الي فريزر بوفاة الالفي ، فأرسل فريزر المماليك التابعة للألفي ، لكنهم فضلوا التواطؤ مع محمد علي ، الذي سرعان ما هزم الانجليز و جعلهم يخرجون من الاسكندرية .
كانت الزعامة الشعبية واحدة من أخطر العقبات في حكم محمد علي ، فعلم محمد علي أنه إذا تخلص منهم ، سوف يستطيع أن ينفرد بحكم مصر ، فأستغل محمد علي الانقسام الذي جرى بينه وبين عمر مكرم و عبد الله الشرقاوي شيخ الأزهر السابق ، فعزل عبد الشرقاوي من نقابة الأشراف و نفى عمر مكرم الى دمياط.

كان المماليك اهم و اخر عقبة لمحمد علي ، فظل المماليك يخربون البلاد و يدخلون في حروب دامية مع محمد علي و مع بعضهم البعض . في عام 1811 استغل محمد علي ذهاب ابنه طوسون إلى الحجاز على متن جيش للقضاء على الحملة الوهابية ، فقام محمد علي بعزم كل أمراء المماليك على حفل ضخم ، و في وسط الحفل قام جنود محمد علي بفتح النار على المماليك و قتلهم جميعا ، و مات جميع أمراء المماليك ما عدا واحد هو أمين بك القرناقوطى الذي جاء الحفل متأخرا وعندما سمع اصوات اطلاق النار فر هاربا بحصانه و قفز من فوق سور القلعة و هرب على السودان .
و بذلك تخلص محمد علي من كل العقبات التي واجهته و استطاع ان ينفرد بحكم مصر.