يوسف بن تاشفين: أمير المرابطين وموحد المغرب والأندلس
أسماء صبحي – في سجلات التاريخ الإسلامي، يبرز اسم يوسف بن تاشفين كواحد من أعظم القادة الذين وحدوا الصفوف الإسلامية في المغرب والأندلس. واشتهر بلقب أمير المسلمين، وكان من سلالة قبائل صنهاجة الأمازيغية ذات الجذور العربية-البربرية، وتمكن من إقامة دولة قوية امتدت من أعماق الصحراء الكبرى حتى ضفاف نهر التاجو في الأندلس. ويحسب له أنه أوقف تمدد الممالك المسيحية في معركة الزلاقة عام 1086م، التي تعد من أشرس معارك العصور الوسطى.
جذور يوسف بن تاشفين
ولد يوسف حوالي سنة 1009م في الصحراء الكبرى المغربية. وينتمي إلى قبائل صنهاجة التي كانت واحدة من كبريات القبائل ذات النفوذ في شمال إفريقيا. وهذه الجذور القبلية منحت يوسف صلابة وقوة تحمّل، انعكست على مسيرته العسكرية والسياسية.
دوره في المغرب
تولى يوسف قيادة حركة المرابطين بعد وفاة ابن عمه أبو بكر بن عمر. فاستطاع أن يوسع نفوذهم ويوحد المغرب تحت راية واحدة مؤسسًا عاصمة جديدة هي مدينة مراكش سنة 1070م. التي أصبحت لاحقًا مركز إشعاع حضاري وسياسي.
إنقاذ الأندلس
حين استنجد ملوك الطوائف بالأندلس به لمواجهة الخطر المسيحي بقيادة ألفونسو السادس ملك قشتالة. لبى النداء وعبر البحر إلى الأندلس ليقود الجيوش الإسلامية في معركة الزلاقة الشهيرة. وقد حقق المسلمون بقيادته نصرًا ساحقًا، مكّن الأندلس من الصمود لعقود إضافية.
إرثه السياسي والحضاري
لم يكن يوسف مجرد قائد عسكري، بل كان رجل دولة حكيمًا. واتسم حكمه بالعدل والتقشف، واشتهر بورعه وزهده حتى قيل إنه لم يكن يلبس إلا الصوف الخشن رغم عظمة ملكه. وترك إرثًا حضاريًا كبيرًا، وأسهم في استقرار المنطقة المغاربية والأندلسية.
ويقول الدكتور عبد الهادي التازي، المؤرخ المغربي المعروف: “لو لم يكن يوسف بن تاشفين، لربما طويت صفحة الإسلام في الأندلس قبل أوانها بقرون. لقد كان بحق حائط الصد الأخير الذي حافظ على الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية”.



