القصة الكاملة للمثل الشهير جنت على نفسها براقش

في قرية جبلية بعيدة في أرض المغرب العربي، حيث تختلط الصخور بذكريات الأجداد، عاشت كلبة وفية اسمها براقشن لم تكن مجرد كلبة عادية بل كانت الحارس الأمين للقرية، يقظة في كل وقت، ترصد الخطر وتطارد اللصوص بقوة وشجاعة، رباها صاحبها بمهارة حتى أصبحت تنفذ أوامره بدقة، تسمح للضيف بالمرور إن أشار لها، وتنطلق بسرعة البرق إذا أمرها بمطاردة الغرباء.
القصة الكاملة للمثل الشهير جنت على نفسها براقش
وذات يوم جاء الخطر إلى القرية الهادئة، إذ هاجمها جمع كبير من الأعداء يفوقون عدد أهلها بأضعاف، ما إن شاهدتهم براقش حتى دوى نباحها في السماء محذرة السكان من الشر القادم، أسرع الأهالي إلى مغارة قريبة حاملين أموالهم وذهبهم تاركين القرية خالية تمامًا، بحث الأعداء في كل مكان وفتشوا المنازل والطرقات لكنهم لم يجدوا أحدًا فخيّم عليهم اليأس وقرروا الانسحاب.
ظن الأهالي أنهم نجوا وأن المغارة أنقذتهم، لكن براقش لم تتمكن من كبح غريزتها، فما إن رأت الأعداء يغادرون حتى أطلقت نباحًا قويًا كأنها تحتفل بزوال الخطر، حاول صاحبها إسكاتها لكنه فشل، فكان نباحها هذه المرة الدليل الذي قاد الأعداء مباشرة إلى مخبأ القرية
اندفع الأعداء بقسوة نحو المغارة فوقع الأهالي جميعًا في قبضتهم، ولم ينج أحد، حتى براقش نفسها التي سقطت معهم، تحولت القرية بعدها إلى أطلال صامتة تروي حكاية مأساوية عن وفاء انتهى بالخيانة غير المقصودة، ومنذ ذلك اليوم أصبح الناس يرددون المثل الشهير جنت على نفسها براقش ليكون عبرة على أن التصرف غير المحسوب قد يقود إلى الهلاك مهما كانت النوايا حسنة.



