السنطور.. آلة موسيقية شرقية صنعت تاريخ البيانو

تعد السنطور آلة وترية فريدة تأخذ شكلًا شبه منحرف، يعزف عليها بمضربين خشبيين رفيعين، يلعب دورًا مهمًا في الموسيقى العراقية حيث يرافق المقام العراقي وأغاني البستات، لا توجد قياسات ثابتة له، شأنه شأن العديد من الآلات الشرقية.
ماهي السنطور
كما يتكون السنطور من عدة أجزاء رئيسية، الصندوق الصوتي المصنوع من خشب متين مثل الجوز والمشمش والبلوط، يحتوي سطحه على ثقوب صغيرة لتقوية الصوت، أثناء العزف تكون القاعدة العليا والسفلى في مواجهة العازف، أما الدامات فهي مساند خشبية صغيرة تشبه قطع الشطرنج، تحمل الأوتار وتفصلها عن سطح الصندوق الصوتي بقطعة معدنية رفيعة، مما يزيد من وضوح النغمات ويحمي الدامات من الكسر.
و يضم السنطور أيضًا الملاوي، وهي قطع معدنية مخروطية الشكل تثبت في جانبه الأيمن، ويتغير عددها بحسب عدد الأوتار، أما مرابط الأوتار فهي مسامير صغيرة يبلغ طولها نحو 3 سم، تثبت في الجانب الأيسر من الصندوق الصوتي، وتستخدم لتثبيت الأوتار التي يصل عددها إلى 92 أو 100 وتر، أما المضارب الخشبية التي تستخدم للعزف، فهي دقيقة الطول، يبلغ طولها حوالي 25.5 سم، وينتهي طرفها الخلفي بحلقة يدخل فيها إصبع العازف، بينما يكون الطرف الأمامي الذي يلامس الأوتار معقوفًا إلى الأعلى.
تعتبر السنطور كلمة فارسية وردت أول إشارة إليها في مصر عام 1520، لكنه آلة قديمة تعود جذورها إلى الهارب الأشورية التي كان يعزف عليها أفقيًا باستخدام مضارب طويلة، هذا النوع من الهارب يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد، استخدمه الكلدانيون لاحقًا كما ورد في التوراة عند الاحتفال الذي أقامه الملك نبوخذ نصر، حيث شاركت فيه آلات موسيقية متعددة من بينها السنطور.
كما انتقل السنطور إلى أوروبا خلال العصور الوسطى عبر تركيا وبلاد البلقان شرقًا والأندلس غربًا، حيث ظهر في العديد من اللوحات الفنية الأوروبية منذ القرن الخامس عشر، هناك بلدان أوروبية لا تزال تستخدم السنطور حتى اليوم، أبرزها هنغاريا ورومانيا حيث يعرف باسم “سميالون”.
شهد السنطور تطورات عديدة في أوروبا، حيث أضيفت إليه الدوسات وعناصر أخرى، وفي أواخر العصور الوسطى تم تزويده بلوحة مفاتيح بيضاء وسوداء أطلق عليها اسم “كلافييه”، وكانت هذه الإضافة هي الخطوة التي مهدت لظهور آلة البيانو، وهكذا فإن السنطور لم يكن مجرد آلة موسيقية شرقية، بل كان حجر الأساس لواحدة من أشهر الآلات الموسيقية في العالم.