فنون و ادب

أسرار الرقصات الشعبية في روسيا والقوقاز… حكايات تراثية وحركات لا تشبه غيرها

تنحدر رقصة لزجينكا من منطقة القوقاز، وتؤدى في الاحتفالات العائلية وعلى المسارح ضمن عروض فنية احترافية، وتعتبر هذه الرقصة مخصصة للرجال، حيث تعتمد على الأداء بالسيف، وغالبا ما تكون فردية، مع إمكانية أدائها بشكل ثنائي بين ذكر وأنثى.

أسرار الرقصات الشعبية في روسيا

يرى بعض المؤرخين أن أصل كلمة لزجين يعود إلى كلمة تعني النسر، مما يفسر إطلاق اسم رقصة النسر عليها، ويظهر الراقص الذكر في أداء يحاكي هذا الطائر الجارح، حيث يمد ذراعيه وكأنه ينشر جناحيه، بينما تجسد الفتاة في الرقصة شخصية البجعة، الفريسة المجازية التي يسيطر عليها النسر في نهاية المشهد.

وتذهب رواية أخرى إلى أن هذه الرقصة مستوحاة من حركة الماعز الجبلي، إذ يقف الراقص على رؤوس أصابعه في حركة تشبه وضعية الماعز الواقفة على رجليها الخلفيتين، بينما تمتد الذراعان لتشبه قرني الماعز.

أما رقصة بورياتيا فتحمل طابعا احتفاليا جامعا، حيث يصطف الراقصون على شكل دائرة ويمسكون بأيدي بعضهم البعض، ويتحركون من اليسار إلى اليمين محاكين مسار الشمس، لا يسمح بأداء الرقصة بعكس اتجاه الشمس، حيث يرى أهل المنطقة أن الأرواح الشريرة وحدها من تتحرك بعكس هذا الاتجاه.

عادة ما تقام رقصة بورياتيا حول نار مشتعلة أو شجرة أو حتى جبل، ويؤدي أحد المشاركين أغنية معينة لترافقها حركات مختلفة مثل القفز تقليدا للحصان، أو التلويح بالأيدي لمحاكاة الطيور.

تُعد رقصة كالينكا من أكثر الرقصات الروسية شهرة، وتُؤدى عادة على شكل أزواج، ويختار كل ثنائي طريقة أدائهم، وقد يجمعون بين المشي البطيء والجلوس في وضعية القرفصاء، إضافة إلى القفز أو تنفيذ حركات بهلوانية، وتتطلب هذه الرقصة تخطيطا مسبقا، إذ تعتمد بعض الحركات على الهدوء والتوازن، بينما تتطلب حركات أخرى طاقة ونشاطا يعكسان فرحة الراقصين واندماجهم في الإيقاع.

ترتبط رقصة كامارينسكايا بلحن شعبي روسي تقليدي يتكرر بشكل متواصل خلال الأداء، ويرقص المشاركون على أنغام هذا اللحن حتى يبلغوا أقصى درجات التعب، ما يخلق طاقة حماسية تنتهي باستنزاف قوة الراقصين.

وتأتي رقصة خوروفود كأحد أقدم وأشهر الرقصات الروسية ذات الطابع الدائري، وتتميز بمرافقة الجوقة الغنائية لها، وتعود أصول هذه الرقصة إلى طقوس وثنية قديمة كانت تؤدى لعبادة الشمس، وتعبر حركاتها عن الاتحاد والتقارب بين أفراد المجتمع.

تحولت خوروفود عبر العصور من رقصة طقسية إلى شكل من أشكال الترفيه، مع الحفاظ على هيئتها الدائرية، حيث يتشابك المشاركون بالأيدي ويدورون حول بعضهم البعض في محاكاة مستمرة لحركة الشمس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى