قلعة قايتباي في رشيد.. درة تاريخية على ضفاف النيل
أسماء صبحي- تعد محافظة البحيرة من أغنى محافظات مصر بالمواقع الأثرية والتاريخية التي تسرد فصولاً هامة من تاريخ مصر الإسلامي والحديث. ومن أبرز هذه المعالم قلعة قايتباي في مدينة رشيد التي تعد تحفة معمارية وعسكرية تشهد على عبقرية التخطيط الدفاعي في العصر المملوكي. ودور رشيد الاستراتيجي في حماية دلتا النيل من الغزاة.
الموقع والأهمية الاستراتيجية
تقع القلعة في مدينة رشيد شمال محافظة البحيرة عند التقاء نهر النيل بالبحر الأبيض المتوسط. وأنشئت في موقع استراتيجي بالغ الأهمية لحماية مصر من الهجمات البحرية، خاصة من جهة البحر في وقت كانت فيه الأطماع الخارجية تتزايد.
أنشأ القلعة السلطان الأشرف قايتباي في القرن الخامس عشر الميلادي (سنة 1479م تقريبًا). وقد كانت جزءًا من منظومة تحصينات أنشأها المماليك على سواحل مصر بعد ازدياد تهديدات الصليبيين والعثمانيين.
التصميم المعماري والدور العسكري
تتخذ القلعة شكلًا مربعًا تحيط به الأبراج من الجهات الأربع، ويبلغ طول ضلعها حوالي 60 مترًا. كما تتميز بجدرانها السميكة المصنوعة من الحجر الجيري، وبنظام دفاعي متقدم، يشمل فتحات للرمي، وخزانات داخلية لتخزين الذخيرة والمؤن.
لعبت القلعة دورًا بارزًا خلال الحملة الفرنسية على مصر، حيث خاض جنودها مقاومة باسلة ضد قوات نابليون بونابرت. وقد سجل ذلك في مراجع عدة، منها مذكرات الفرنسيين أنفسهم الذين أقروا بشدة المقاومة في رشيد مقارنة بمناطق أخرى مثل الإسكندرية.
قلعة قايتباي في رشيد في العصر الحديث
لم تكن قلعة قايتباي مجرد حصن حربي، بل كانت نواة لنمو مدينة رشيد، التي اشتهرت بتعدد ثقافاتها وطرازها المعماري الإسلامي الفريد. وبدورها في الحفاظ على الهوية الوطنية في مواجهة الاستعمار. واليوم تعد القلعة وجهة سياحية مهمة في منطقة الدلتا يقصدها الزوار والباحثون في التاريخ والعمارة الإسلامية.
وقد خضعت القلعة لأعمال ترميم من قبل وزارة السياحة والآثار المصرية خلال السنوات الماضية. لإعادة إحيائها وتطوير المنطقة المحيطة بها لاستقبال المزيد من الزائرين. ضمن خطة شاملة لتنشيط السياحة الداخلية في مدن الدلتا.



