منها دفن الموتى في جذوع الأشجار.. أغرب عادات قبيلة “الجماجم المتحركة” و “الشجرة المسحورة”

تعيش قبيلة “ترونيان” الصغيرة، في قلب جزيرة بالي الإندونيسية، وعلى حافة بحيرة باتور البركانية، ولا يتجاوز عدد سكانها الألف نسمة، في عزلة تامة لا يمكن الوصول إليها إلا عبر القوارب، كما تخفي هذه القبيلة الهندوسية وراء جمال الطبيعة أسرارًا مرعبة، وطقوس دفن لا تشبه شيئًا مما عرفه العالم.
ثلاثة مواقع للدفن.. حسب حياة الميت
ما إن يفارق أحد سكان القبيلة الحياة، حتى يتم تصنيفه وفق سيرته؛ فإن كان صالحًا، يدفن تحت شجرة “منترات” العملاقة، أما إذا كان سيئ السلوك، فيترك في منطقة مخصصة للحيوانات، أما المرضى فيخصص لهم مكان ثالث.
كما يتم تجهيز الميت بملابسه الأفضل، ومعه حاجياته الخاصة، مثل أطباق الطعام، النقود، والعصا، وتبدأ بعدها طقوس تستمر لأشهر طويلة.
من الشجرة المقدسة إلى جدران الجماجم
والجدير بالإشارة أن الشجرة التي تعد مقدسة لدى القبيلة – ويقال إنها تشم رائحة الجثث وتخفيها – هي مركز طقوس الدفن.
كما يترك الجثمان أسفلها لمدة 90 يومًا، ثم تنقل عظامه وجمجمته إلى ساحة مفتوحة لتنهشها المفترسات، وبعد 120 يومًا تجمع الجماجم وترص فوق بعضها لتكون جدارًا من الرعب المكشوف أمام الزوار، فيما يطلق على المكان اسم “قرية الجماجم المتحركة”.
طقوس غريبة لأرواح الأطفال
لا تقل طقوس دفن الأطفال غرابة؛ إذ يقوم الأهالي بحفر تجاويف داخل جذوع الأشجار لوضع جثمان الطفل، ثم يغلق التجويف بغصون وأزهار خاصة لامتصاص جسده.
كما تستمر الطقوس سبعة أيام، يحضرها الأبوين والأقارب فقط، ويحظر وجود أطفال دون سن الثانية عشرة تجنبًا لما يصفونه بـ”لعنة الأرواح”.
زيارة بشروط صارمة
زيارة قرية ترونيان ليست سهلة؛ إذ تفرض ترتيبات خاصة، ويمنع حمل الأدوات الحادة احترامًا للموتى، ويرافق الزائر أحد “حراس الموتى”، ويخضع لتفتيش دقيق قبل دخوله المقبرة التي تتناثر فيها الأموال والملابس والعظام تحت رذاذ المطر، كما يشعر الزائر وكأنه في عالم آخر، حيث الموت لا يوارى التراب، بل يحتفى به بطرق تقشعر لها الأبدان.
والجدير بالذكر أن قبيلة “ترونيان” تظل واحدة من أكثر المجتمعات غرابة في طقوس الموت، حيث يتداخل الإيمان بالأساطير مع احترام الأجداد والاحتفاء بالأرواح، لتخلق مشهدًا جنائزيًا فريدًا، يعكس مدى تنوع الثقافات الإنسانية، ودهشة الحياة بعد الموت.



