عادات و تقاليد

عادات الاحتفال بعيد الأضحى في دول الخليج.. من “فوالة العيد” إلى “الحية بيه”

أميرة جادو

يستقبل العالم العربي عيد الأضحى المبارك بتحضيرات واسعة، وتختلف طقوس الاحتفال من دولة لأخرى، مما يضفي طابعاً خاصاً ومميزاً لكل بلد، غير أن المشترك بينهم يبقى في مظاهر البهجة، واجتماع الأهل والأحباب، وأداء صلاة العيد، وتوزيع العيديات، إلى جانب شعيرة ذبح الأضاحي.

عادات الاحتفال بعيد الأضحى

لا تزال بعض الدول محافظة على العادات المتوارثة للاحتفال بهذه المناسبة، لا سيما دول الخليج التي تتسم بعراقة تراثها، حيث يحرص كثيرون فيها على ارتداء الأزياء التقليدية، إلى جانب إعداد أطباق خاصة بهذه المناسبة،ومن هذه العادات ما يلي:

مدافع العيد في الإمارات

مع حلول عيد الأضحى، بدأت أجواء الفرح تعم أرجاء دولة الإمارات، حيث انطلقت حفلات غنائية، وفعاليات ترفيهية موجهة للعائلات، بالإضافة إلى أنشطة مخصصة للأطفال.

ومن العادات القديمة التي ما زالت مدينة دبي حريصة على إحيائها، إطلاق طلقات المدافع إيذاناً بقدوم عيد الأضحى المبارك، وتقوم القيادة العامة لشرطة دبي بتجهيز مدافع العيد لتعلن من خلالها عن دخول المناسبة، حيث تم نشرها في سبع مناطق مختلفة.

ويعتبر مدفع العيد رمزاً من رموز التراث الاجتماعي العريق الذي ترسخ في ذاكرة ووجدان الشعب الإماراتي، وكانت هذه العادة  تستخدم سابقاً كوسيلة لإعلام الناس بموعد الإفطار أو بقدوم العيد قبل اختراع الساعات، ودبي لا تزال تحافظ على هذا التقليد الأصيل.

وتمركزت المدافع في مناطق: مسجد زعبيل الكبير في زعبيل، ومصليات العيد في كل من أم سقيم، ند الحمر، البرشاء، ند الشبا، البراحة، ومنطقة حتا.

وتحرص الأسر الإماراتية على إعداد مأكولات تقليدية خاصة بهذه المناسبة، مثل الخبيص والهريس والعريس، التي تحتل مكانة بارزة على موائد العيد.

فوالة العيد

ومن التقاليد الإماراتية القديمة في عيد الأضحى أن تجتمع الأسر حول “فوالة العيد”، وهي مائدة رئيسة تحضر خصيصاً للمناسبة وتضم تشكيلة واسعة من الأطعمة والحلويات الشعبية، مثل اللقيمات والبلاليط، والتي يتم تقديمها خلال الزيارات العائلية المتبادلة بين الأقارب والأصدقاء.

أنشطة بحرية في جدة

في المملكة العربية السعودية، تحرص الأسر على أداء طقس الذبح في أجواء جماعية، حيث يشارك جميع أفراد العائلة في ذبح الأضحية، بعدها تقوم النساء بتحضير أطباق تقليدية أبرزها “الخميس” وهي مزيج من الكبد والقلب واللحم، علاوة على طبق الكبسة الشهير.

ويقبل السعوديون، بمن فيهم الأطفال، على ارتداء الزي الوطني خلال العيد، تعبيراً عن الفخر بالهوية والعادات الأصيلة.

وفي مدينة جدة، تتنوع الأنشطة البحرية التي تهدف إلى إسعاد السكان والزوار خلال أيام العيد، وتشمل خمس فعاليات بحرية من ضمنها رياضة الغوص بين الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، لتجربة استثنائية مليئة بالإثارة.

ويمكن لزوار جدة الاستمتاع بجزيرة الشراع، وهي واحدة من أبرز الوجهات السياحية والترفيهية، تقدم مجموعة من الألعاب والأنشطة المائية الممتعة.

كما يمكن التوجه إلى جزيرة بياضة ذات الشواطئ البيضاء والمياه الفيروزية لممارسة الغوص، السباحة، السنوركلينج، أو حتى الاسترخاء على متن القوارب مع تناول المشروبات والوجبات الخفيفة.

وفي جانب آخر من مظاهر الاحتفال، تنظم أمانة المنطقة الشرقية فعاليات ترفيهية في ثاني وثالث أيام العيد تحت شعار “عيدك بين أهلك وناسك” بمحافظة الجبيل، وتقام الفعاليات في الواجهة البحرية للكورنيش الشمالي، وتشمل عروضاً للسيارات الكلاسيكية، فلكلور شعبي، مسيرة للدراجات النارية، مسرحاً للطفل، فضلًا عن حضور الحرفيين والأسر المنتجة، وتوزيع الهدايا للأطفال لإضفاء أجواء من الفرح والبهجة.

“الحية بيه” في البحرين

في البحرين، يحرص الناس على إحياء تقليد قديم يعرف بـ”الحية بيه”، وهو من الموروثات الشعبية المرتبطة بعيد الأضحى، يصنع الأطفال قبل العيد حصائر صغيرة من سعف النخيل، يملؤونها بالحبوب مثل القمح، وفي ليلة وقفة عرفات، يرتدي الأطفال الأزياء التراثية، ويتوجهون برفقة أهاليهم إلى أقرب شاطئ حيث يلقون “الحية بيه” في البحر مرددين الأهازيج الخاصة بالمناسبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى