مرأه بدوية

فرحة أبو الهيجاء: صوت المرأة اللاجئة في جنين وملهمة النهوض من تحت الركام

أسماء صبحي – في مدينة جنين التي تقف شامخة رغم الجراح، سطعت شخصية نسائية بارزة أصبحت رمزًا للصمود والعطاء هي فرحة أبو الهيجاء رئيسة ومؤسسة جمعية “كي لا ننسى”. هذه المرأة اللاجئة التي نشأت وسط تحديات الاحتلال والفقر استطاعت أن تحول الألم إلى طاقة مقاومة. والأمل إلى فعل مؤسسي يغيّر حياة مئات النساء والأطفال في مخيم جنين.

نشأة جمعية “كي لا ننسى”

تأسست الجمعية في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين عام 2002. والذي خلف دمارًا هائلًا في البنية التحتية وحالة نفسية مدمرة للسكان خاصة النساء والأطفال. فرحة، ومعها مجموعة من الناشطات النسويات، قررن أن المواساة وحدها لا تكفي. بل لا بد من بناء مساحة دعم شاملة تداوي الجراح وتمنح النساء صوتًا ووسيلة للنهوض.

تقدم جمعية “كي لا ننسى” برامج دعم نفسي واجتماعي للنساء الناجيات من العنف والعدوان. بالإضافة إلى مشاريع مدرة للدخل وبرامج تدريب مهني تساعد النساء على بناء مستقبل اقتصادي مستقل. كما تدعم الجمعية الأطفال من خلال أنشطة تعليمية وترفيهية وتوفر الرعاية النفسية لمن عانوا من صدمات الحرب.

فرحة أبو الهيجاء بين القيادة والنضال

تعرف فرحة بين أهالي جنين بأنها “الأم الحنونة” و”القيادية الصلبة” في آن واحد. تقول في أحد لقاءاتها: “نطمح إلى أن تكون النساء اللاجئات قادرات على قيادة مجتمعاتهن. والحفاظ على قيمهن، والدفاع عن حقوقهن”.

يلخص هذا التصريح رؤيتها العميقة التي ترى في المرأة الفلسطينية طاقة قادرة على التغيير لا مجرد ضحية للنكبة أو الحرب.

وبفضل جهودها، توسعت نشاطات الجمعية لتشمل شراكات محلية ودولية. وأصبحت نموذجًا يحتذى به في العمل الأهلي النسوي في المخيمات الفلسطينية. وقد حازت الجمعية على عدة إشادات من منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات النسوية في المنطقة.

فرحة أبو الهيجاء لم تنسي العالم معاناة اللاجئات الفلسطينيات. بل جعلت من هذه المعاناة حافزًا للعمل والإبداع. كما تجسد قصتها كيف يمكن للمرأة أن تتحول من متلقية للمساعدة إلى صانعة للفرص ومن ضحية إلى قائدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى