أم صابر وأخواتها.. اجتمعن في الإسم والوطنية وسطرن حكايتهن بأحرف من نور في سجل التاريخ
أسماء صبحي
سيدات اجتمعن في الإسم، فكلهن أم صابر، واجتمعن في الوطنية فكلهن وطنيات ولكنهن اختلفن فى الأماكن والحكايات. فلكل واحدة منهن حكايه كتبت بحروف من نور في سجل التاريخ.
أم صابر شهيدة السويس
فلاحة مصرية تدعى فاطمة، من مواليد دنشواى بمحافظة المنوفية شاهدت وهي في السابعة من عمرها استشهاد أبيها وعمها الذي هو أبو زوجها فيما بعد. وهاجرت معه للسويس ليستقرا في قرية كفر عبده.
في عام 1941، أعدم الإنجليز زوجها الشيخ إبراهيم الأزهري لكفاحه ضد الاحتلال. وفى ليلة القبض عليه أخذ الشيخ إبراهيم على زوجته فاطمه عهداً بأن تربي ابنها صابر على حب الانتقام من هؤلاء الإنجليز المحتلين الظلمة. وفي يوم إعدامه وضعت هذه السيدة ابنها صابر وعملت بوصيته.
كانت قرية كفر عبده مليئة بالمعسكرات الإنجليزية التي عانت من هجوم الفدائيين وضرباتهم وبخاصة بعد إعلان النحاس باشا إلغاء معاهدة 1936. فهاجمها الفدائيين بضراوه متخذين من بيتها ملاذاً وملجأ وقدمت لهم السلاح الذى كان يخزنه زوجها في مخازن سرية تعلم هى فقط مكانها.
وعلى الرغم من أن الإنجليز كانوا يقومون بحملات تفتيشية كل ليلة على منازل كفر عبده بحثاً عن الأسلحة والذخيرة والفدائيين فى منطقة القناة. إلا أنهم لم يتمكنوا من كشف سرها.
وفي أول يناير عام 1951 كانت أم صابر تستقل أتوبيسًا ومعها بعض الركاب الذين يساعدون الفدائيين بإمدادهم بالسلاح. وكانت تحمل تحت ثيابها الريفية كمية من الذخيرة والأسلحة الخفيفة لتوصيلها للفدائيين.
وفي الطريق ظهر كمين إنجليزي ليفتش الاتوبيس ولكن أم صابر حتى لا تكشف ما في الأتوبيس من أسلحة ولتنقذ الركاب رفضت التفتيش وقالت للضابط الإنجليزى “أنت نجس وأيديكم نجسة”. وأصرت على رفض التفتيش. وقامت بدفعه بعيداً عنها ليطلق عليها الإنجليز الرصاص لتسقط شهيده لتسجل صفحة مجيدة في تاريخ المرأة المصرية.
شهيدة الإسماعيلية
زوجة المزارع محمد خليل دسوقي، مصرية فى الستين من عمرها استقلت إتوبيس عام في طريقها إلى بيت إبنة شقيقتها لتكون في خدمتها ساعة الوضع. وفى الطريق أوقف جنود الإحتلال الإنجليزي الأتوبيس لتفتيش ركابه ونهب ما معهم .
أثناء التفتيش الغليظ رفضت أم صابر أن تمتد يد الجندى إلى جسمها للتفتيش ودفعته بيديها وابتعدت عنه. ولكنها وبحكم السن تعثرت خطواتها وتقدم أحد الركاب ليساعدها، فبادرهما الجندي برصاصه، فسقطت أم صابر شهيدة، وسقط معها الراكب الشهم جريحاً.
وفي عام 1954 كرمتها الحكومة بإطلاق إسمها ” أم صابر” على أول قرية أنشأتها بمديرية التحرير. وأقامت لها مسجد عرف بمسجد ام صابر تم افتتاحه في أواخر دبسمبر 1954.
اول شهيدة في ثوره 1919
إسمها حميدة خليل من كفر الزهاوى بحي الجمالية، خرجت في مارس 1919 مع 300 من السيدات المصريات ليطالبن بعوده سعد من منفاه. وقفت حميده في الصفوف الأولى تهتف لسعد أمام بيت الأمة فكان نصيبها وابل من الرصاص فكانت أول شهيدة فى ثورة 19.
أوصت حميدة وهي فى أنفاسها الأخيرة بعدم البكاء عليها والعجيب أن جاراتها وأقاربها استقبلوا جثمانها بالزغاريد لتكون الشرارة التى أشعلت حماس سيدات مصر المحروسة.