اللعب بالعصاة فخر الرجال بصعيد مصر و موروث الاجداد الفاتحون
كتب / حسين الهوارى
كثيرا ما نشاهد أهل الصعيد يحملون العصا في أيديهم، ويمشون بها في الطرقات وكأنها شيء يقتنيه الإنسان مثل الساعة والتيلفون، ويظهر ذلك في العديد من الأفلام والمسلسلات التي تحاكي حياة القرويين، لكن هل تعلم لماذا يحمل “الصعايدة” العصا؟
عصاية المحبة” أو “غية الرجال”، اسمان يطلقهما الرجال في صعيد مصر على واحد من أشهر الفنون الشعبية المصرية “التحطيب”. والـ“تحطيب” هو المبارزة بالعصي الطويلة، ويسمى حامل العصا الـ”محطب”. المشهد مألوف لمختلف سكان العالم العربي، إذ لطالما ظهر في الإنتاج السينمائي المصري: رجل يحمل عصاه بفخر يلوح بها في حركات استعراضية، أو رجلان يحمل كل منهم عصاً ويتواجهان في مبارزة ودية لا تحمل أي مظاهر عنف، وسط حشود مشجعة
إرتبط أهل الصعيد خاصة الغني منهم والفقير بالإمساك بالعصا في أيديهم بالمناسبات وعند مرورهم بالطرقات، واصبحت عادة لدي الجميع من سكان هذه المنطقة الجغرافيه ، و عادات اهل الصعيد وبين العرب بالجزيرة العربيه تبين ان العصا هي من مورثات اهل الصعيد عن اجدادهم الفاتحون من العرب والذين نقلو الحياه الإجتماعيه التي كانو عليها بالجزيرة العربية وأرض اليمن الي أماكن إستقرارهم في مصر عامة وبما أن أهل الصعيد تشكلت منهم غالبية من هذه القبائل العربية والتي تنتشر في بقاع أرض صعيد مصر تميزوا واتسموا بها،،،
أصول التحطيب
اشتهر صعيد مصر بهذا الفن حتى أصبح جزءاً من تراثه وثقافته الشعبية، وقد استمده من قدماء المصريين الذين اتخذوا التحطيب لعبة أساسية لديهم، واعتبروها من أهم الفنون القتالية لديهم. وقد وجدت نقوش تصور نماذج لأفراد يمارسون التحطيب على جدران المعابد القديمة، أبرزها معبد الكرنك في محافظة الأقصر، جنوب مصر.
وفي التعريف بالعصا قال العالم اللغوي والاديب بن دريد (رحمه الله ) إنما سميت العصا عصا لصلابتها مأخوذة من قولهم : عص الشيء وعَصَا وعَسَا إذا صلب ، والعصا عود من الخشب تتنوع اشكاله
وللعصا بصعيد مصر مسميات عديده تختلف من محافظة لاخرى ومن مركز لاخر ولكن يبقي منافعها واحدة ومتعدده وارتبطت بالقدم بمهنة رعى الاغنام ، وتستخدم احيانا للإتكاء عليها ، والإشارة بها ، ومنها يستخدم كحماية من الكلاب الضاله وازاحة الأزى بالطرقات ومنها مأرب أخرى ، وقد جاء ذكر العصا في القران الكريم في موضع قصة سيدنا موسى مع فرعون }وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَاموسى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى.